الأفلام الوثائقية فقدت المخرج مارسيل أوفولس
توفي مخرج الأفلام الوثائقية الفرنسي الشهير مارسيل أوفولس، عن 97 عاماً في منزله في جنوب غرب فرنسا، على ما أعلنت عائلته.
وأفاد حفيده أندرياس بنجامان سيفيرت في بيان تلقته وكالة فرانس برس، وذكّر فيه بأن جده حاز جائزة أوسكار و«كان شخصية بارزة في مجال السينما الملتزمة».
وُلِد مارسيل أوفولس في فرانكفورت أم ماين (ألمانيا) في الأول من نوفمبر 1927، وهو نجل المخرج الألماني الكبير ماكس أوفولس. وهربت عائلته من ألمانيا النازية عام 1933 واستقرت في فرنسا، قبل أن تضطر إلى الفرار مجدداً إلى الولايات المتحدة عام 1941.
وعاد إلى فرنسا عام 1950، وبدأ العمل كمساعد مخرج، ولاسيما في فيلم والده الأخير «لولا مونتيس» (1955).
وحاول أوفولس الذي كان صديقاً للمخرج الفرنسي الكبير فرنسوا تروفو خوض مجال الأفلام الروائية في ستينات القرن العشرين، قبل أن يختار الإخراج الوثائقي، بعدما وظفته محطة الإذاعة والتلفزيون الفرنسية العامة «أو إر تي إف».
وفي عام 1969، أخرجَ «الحزن والشفقة» Le Chagrin et la pitie الذي يتناول قصة مدينة فرنسية هي كليرمون فيران تحت الاحتلال الألماني أثناء الحرب، وقد أثار الفيلم استياء معاصريه، ومُنِع عرضه على التلفزيون العام حتى عام 1981، مع أنها كانت الجهة الممولة. وعُرض أخيراً في دور السينما عام 1971، وحقق نجاحاً كبيراً رغم طوله (4 ساعات و15 دقيقة).
والفيلم الذي يستكشف التعاون مع النازيين ومقاومتهم، يزعزع تصور الفرنسيين لتاريخهم من خلال كسر أسطورة الإجماع الفرنسي على مقاومة الألمان. وحقق الفيلم نجاحاً عالمياً ورُشح لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم وثائقي.
ونال جائزة الأوسكار لأفضل فيلم وثائقي عام 1989 عن فيلمه «أوتيل تيرمينوس-كلاوس باربي، حياته وعصره» Hotel Terminus - Klaus Barbie, sa vie et son temps، وهو تحقيق دقيق عن «جزّار ليون» وأولئك الذين حموا مجرم الحرب النازي هذا بعد الحرب.