في حب مصر / الأزهر يحتاج إلى «المراغي»
| الشيخ عاطف مرسي * |
الأزهر الشريف هو اعظم مؤسسة دينية وأقدم جامعة في العالم، ايضا فإنه القلعة الحصينة التي حافظت على لغة القرآن الكريم وأثرت علومه على مدار اكثر من ألف عام... كذلك فللأزهر دوره التاريخي الرائد في الدفاع عن هوية الامة والذود عن استقلالها ضد الغزاة الطامعين، الأزهر هو «المنارة» الأسمى بعد الحرمين والأقصى... أنجب العلماء والمصلحين وقادة الفكر المناضلين من ذلك وغيره، كانت له - وما زالت - هذه المكانة في قلوب وعقول ابناء مصر ثم من المسلمين كافة كل محبة وتوقير.
رحل شيخ الازهر منذ ايام بعدها جاءت اهتمامات العامة قبل الخاصة حول الشخصية المؤهلة لتولي ذلك المنصب الرفيع، الذي يحتاج من يشغله الى مقومات خاصة... رجل «أمة» بكل المعنى، ورع، علم، ذو ولاء رباني ثم اخلاص لأزهره، مع قوة شخصية تمكنه ان يقول «لا» اذا حاول احد ان يمس «الثوابت» او يطمس مكونات «التراث» نحن بحاجة الى إمام اكبر جليل ينأى بشخصه عن الخوض في فتاوى «العناد» التي تغضب «رب العباد!» كل تلك السمات الحسنة وغيرها توافرت في ائمة عظام تولوا مشيخة الازهر الشريف على مدى تاريخه العريق، أمثال الإمام محمد عبده، الظواهري، عبد المجيد سليم، مصطفى المراغي، عبد الرحمن تاج، عبد الحليم محمود، وغيرهم، كان الشيخ محمد مصطفى المراغي - يرحمه الله - من الائمة الاصلاحيين المجددين اصحاب المواقف التاريخية المشرفة... كعالم كبير مخلص، ولاؤه لله وحده، لعل من ابرزها موقفه من الحرب العالمية الثانية ورؤيته بعدم دخول مصر طرفا بمساعدة اي من القوتين المتحاربتين، سواء الانكليز او الألمان، وكان لرأي المراغي تأثير بالغ بجموع الشعب، وقد احدثت كلماته في هذا الصدد ضجة كبيرة هزت الحكومة المصرية، وأقلقت مضاجع الحكومة الانكليزية، على ضوء ذلك قام حسين سري باشا رئيس الوزراء المصري - وقتها - بالاتصال بالشيخ المراغي وخاطبه بلهجة حادة طالبا منه ان يحيطه علما بأي تصريحات قبل اعلانها حتى لا يسبب حرجا للحكومة المصرية، فرد عليه الإمام المراغي بعزة المؤمن الذي لا يخاف الا الله «أمثلك يهدد شيخ الأزهر؟!» وشيخ الأزهر أقوى بمركزه ونفوذه بين المسلمين من رئيس الحكومة، هذا ولا ينسى التاريخ للمراغي رفضه لطلب «الملك فاروق» ان يصدر فتوى تمنع زواج الملكة «فريدة» من الزواج بعد طلاقها من الملك الذي ألح كثيرا على الشيخ دون جدوى! قال المراغي آنذاك «أما الطلاق فلا أرضاه، وأما التحريم بالزواج فلا أملكه» قالت عنه الدكتورة نعمات احمد فؤاد جمع الشيخ المراغي بين علوم الدين والعلوم الكونية، كما نادى بدراسة مقارنة الاديان لتتجلى الصورة المشرقة للاسلام، والمراغي صاحب فكرة انشاء كليات الجامعة الرئيسية اللغة العربية والشريعة وأصول الدين، يقول الدكتور محمد نايل عميد كلية اللغة السابق ان المراغي «كان ثورة لا يهاب أحدا في سبيل الحق»، يرحمه الله رحمة واسعة بما قدم للاسلام والمسلمين وهو النموذج المثالي لصورة الإمام الذي نحن بأمس الحاجة اليها، حتى يعود للأزهر بهاؤه وعظمته ثم يصبح كما تمنى أديب الاسلام مصطفى صادق الرافعي «قوة إلهية هائلة مهيأة للنضال معدة للنصر مسددة للإصابة» أما عن اسلوب اختيار الإمام الجديد فلهذا حديث آخر... والله الهادي الى سواء السبيل.
* إمام وخطيب بوزارة الأوقاف
الأزهر الشريف هو اعظم مؤسسة دينية وأقدم جامعة في العالم، ايضا فإنه القلعة الحصينة التي حافظت على لغة القرآن الكريم وأثرت علومه على مدار اكثر من ألف عام... كذلك فللأزهر دوره التاريخي الرائد في الدفاع عن هوية الامة والذود عن استقلالها ضد الغزاة الطامعين، الأزهر هو «المنارة» الأسمى بعد الحرمين والأقصى... أنجب العلماء والمصلحين وقادة الفكر المناضلين من ذلك وغيره، كانت له - وما زالت - هذه المكانة في قلوب وعقول ابناء مصر ثم من المسلمين كافة كل محبة وتوقير.
رحل شيخ الازهر منذ ايام بعدها جاءت اهتمامات العامة قبل الخاصة حول الشخصية المؤهلة لتولي ذلك المنصب الرفيع، الذي يحتاج من يشغله الى مقومات خاصة... رجل «أمة» بكل المعنى، ورع، علم، ذو ولاء رباني ثم اخلاص لأزهره، مع قوة شخصية تمكنه ان يقول «لا» اذا حاول احد ان يمس «الثوابت» او يطمس مكونات «التراث» نحن بحاجة الى إمام اكبر جليل ينأى بشخصه عن الخوض في فتاوى «العناد» التي تغضب «رب العباد!» كل تلك السمات الحسنة وغيرها توافرت في ائمة عظام تولوا مشيخة الازهر الشريف على مدى تاريخه العريق، أمثال الإمام محمد عبده، الظواهري، عبد المجيد سليم، مصطفى المراغي، عبد الرحمن تاج، عبد الحليم محمود، وغيرهم، كان الشيخ محمد مصطفى المراغي - يرحمه الله - من الائمة الاصلاحيين المجددين اصحاب المواقف التاريخية المشرفة... كعالم كبير مخلص، ولاؤه لله وحده، لعل من ابرزها موقفه من الحرب العالمية الثانية ورؤيته بعدم دخول مصر طرفا بمساعدة اي من القوتين المتحاربتين، سواء الانكليز او الألمان، وكان لرأي المراغي تأثير بالغ بجموع الشعب، وقد احدثت كلماته في هذا الصدد ضجة كبيرة هزت الحكومة المصرية، وأقلقت مضاجع الحكومة الانكليزية، على ضوء ذلك قام حسين سري باشا رئيس الوزراء المصري - وقتها - بالاتصال بالشيخ المراغي وخاطبه بلهجة حادة طالبا منه ان يحيطه علما بأي تصريحات قبل اعلانها حتى لا يسبب حرجا للحكومة المصرية، فرد عليه الإمام المراغي بعزة المؤمن الذي لا يخاف الا الله «أمثلك يهدد شيخ الأزهر؟!» وشيخ الأزهر أقوى بمركزه ونفوذه بين المسلمين من رئيس الحكومة، هذا ولا ينسى التاريخ للمراغي رفضه لطلب «الملك فاروق» ان يصدر فتوى تمنع زواج الملكة «فريدة» من الزواج بعد طلاقها من الملك الذي ألح كثيرا على الشيخ دون جدوى! قال المراغي آنذاك «أما الطلاق فلا أرضاه، وأما التحريم بالزواج فلا أملكه» قالت عنه الدكتورة نعمات احمد فؤاد جمع الشيخ المراغي بين علوم الدين والعلوم الكونية، كما نادى بدراسة مقارنة الاديان لتتجلى الصورة المشرقة للاسلام، والمراغي صاحب فكرة انشاء كليات الجامعة الرئيسية اللغة العربية والشريعة وأصول الدين، يقول الدكتور محمد نايل عميد كلية اللغة السابق ان المراغي «كان ثورة لا يهاب أحدا في سبيل الحق»، يرحمه الله رحمة واسعة بما قدم للاسلام والمسلمين وهو النموذج المثالي لصورة الإمام الذي نحن بأمس الحاجة اليها، حتى يعود للأزهر بهاؤه وعظمته ثم يصبح كما تمنى أديب الاسلام مصطفى صادق الرافعي «قوة إلهية هائلة مهيأة للنضال معدة للنصر مسددة للإصابة» أما عن اسلوب اختيار الإمام الجديد فلهذا حديث آخر... والله الهادي الى سواء السبيل.
* إمام وخطيب بوزارة الأوقاف