أثناء الأزمات تزداد حالات الاكتئاب والأمراض المرتبطة بالقلق والتوتر
تقلّبات البورصة تترك بصمتها على صحة المتداولين نفسياً وبدنياً
- ألوان المؤشرات ترتبط بالتغيرات التي تطرأ على حياة المستثمرين اليومية
- التاُثير يمتد للحياة الشخصية والأسرية... ويصل بالخلافات الزوجية للطلاق
- بعض المتداولين لا يتقبل الخسارة فيقع فريسة سهلة للقلق والاكتئاب
شهدت أسواق الأسهم المحلية والإقليمية العالمية منذ بداية 2025، تقلبات ملحوظة متأثرة بعوامل اقتصادية وسياسية عدة، من بينها التوترات التجارية والسياسات النقدية للبنوك المركزية، إضافة إلى التغيرات في أسعار السلع الرئيسية، وانعكست هذه التقلبات بشكل مؤثر على المتداولين من جوانب مختلفة، بداية من الجوانب المالية إلى الجوانب الشخصية.
ومع ذلك ظهرت تأثيرات فورية لها على الصحة النفسية والبدنية لهم، خصوصاً لدى كبار السن والذكور، حيث ارتبطت هذه التقلبات بزيادة معدلات زيارات غرف الطوارئ في المستشفيات لأسباب مرتبطة بالتوتر.
ويصف الأطباء متابعة البورصة اليومية بالإدمان المتواصل، لاسيما أنه يكون في أحسن حالاته النفسية عند الربح لتبدأ مرحلة الهوس والإدمان لجني الأرباح، وعند الخسارة يدخل في مرحلة القلق لينتقل إلى مرحلة الاكتئاب الحاد التي تؤثر بشكل كبير على الحالة النفسية والمزاجية لينتقل بعدها إلى الأمراض الجسدية والنفسية.
وأصبحت بذلك ألوان مؤشرات البورصة مؤشراً للتغيرات النفسية التي تواجه المستثمرين في حياتهم اليومية، لتتعلق عيون المستثمرين صعوداً وهبوطاً بمؤشر الأسهم والبورصة، وينتاب البعض شعور رائع عند تحقق المكسب، وعلى النقيض إحساس بالضياع عند حصول الخسارة.
ويأتي التأثير النفسي على المتداولين مع حلم الثراء السريع ما يدفعهم إلى استخدام أموالهم التي قد يكونون ادخروها أو حصلوا عليها من خلال قرض أو بيع أصل ليستثمرو في البورصة أملاً في أن يتحقق ربح سريع من هذه الاستثمارات، لكن الحلم قد يتحول إلى كابوس مزعج مع حدوث أزمات مثلما حدث مؤخراً من تراجعات في أسواق المال المحلية والإقليمية والعالمية.
ومع هذه الأجواء المشحونة تتعرض صحة المتداولين للخطر مع خسارتهم المالية، لترتفع حالات الاكتئاب وتزيد الأمراض المرتبطة بالقلق والتوتر العصبي كارتفاع ضغط الدم، والقولون العصبي، والقلب والسكر، وهو ما يظهر في ارتفاع أعداد من يشتكون من هذه الأعراض في المستشفيات عند حدوث أي هزات أو تراجعات كبيرة في سوق الأسهم أو تعرض الشخص للخسائر نتيجة شطب الشركات المتعثرة من البورصة.
ولا تقف المشاكل التي يتعرض لها المتداول على المشاكل النفسية والجسدية فقط، بل قد تؤثر على حياته الأسرية والاجتماعية أيضاً، الأمر الذي قد يرفع نسب الخلافات الزوجية وحالات الطلاق مع الأزمات المالية، خصوصاً أن بعض الأفراد قد لا يتقبلون الخسارة، ليقعوا فريسة سهلة للقلق والاكتئاب والأمراض العضوية الأخرى.
نصائح طبية للتعامل مع الأزمات المالية
قدم خبراء الطب النفسي نصائح للمضاربين في البورصة للتعامل مع الأزمات المالية والتقلبات الاقتصادية، أبرزها:
1 - الابتعاد عن الديون، والتعامل بالأموال التي لا يحتاج إليها في توفير احتياجاته الأساسية.
2 - تحديد نسبة محددة للمضاربة، مع استثمار طويل الأجل في الأسهم التشغيلية المستقرة التي لا تؤثر فيها التقلبات.
3 - تعديل النظام الغذائي أثناء الأزمات، ليكون صحياً أكثر، وإدخال العناصر الغذائية والفيتامينات التي تخفف من التوتر.
4 - الالتزام بالفحص الطبي الدوري، لاسيما فحص ضغط الدم والسكر والأمراض المزمنة.
5 - ألّا يحصر المستثمر يومه فقط في متابعة البورصة ومؤشراتها ومتابعة الأخبار.
6 - زيادة الوعي المالي، لصغار المستثمرين، الذين يدخلون السوق للكسب السريع فيتعرضون للإصابة النفسية.
7 - التأهل نفسياً لتوقع الخسائر كما الأرباح.