في حلقة نقاشية نظمتها جمعية «تمكين»
وسائل التواصل والحوار... تحديات «الأسرة الآمنة»
- عروب القطان: من التحديات الداخلية للأسرة الطلاق والعنف وانتشار المخدرات
- يوسف المريخان: لدينا ظاهرة تنامي التنمر الاجتماعي بسبب الهوية الوطنية
- هيفاء الموسى: على وزارة التربية توعية الأجيال بضرورة الاحترام المتبادل في الأسرة والمجتمع
دعا عدد من المختصين والباحثين في شؤون الأسرة والعلاقات الزوجية، إلى ضرورة رفع الوعي والثقافة الزوجية لدى المقبلين على الزواج من خلال الدورات التدريبية، ومواجهة خطر بعض برامج التواصل الاجتماعي التي تؤثر على مفهوم القيم لدى المراهقين والشباب.
جاء ذلك، في حلقة نقاشية نظمتها جمعية تمكين الأسرة الكويتية، أول من أمس، وحملت عنوان «أسرة آمنة... وطن مستقر»، في مقر رابطة الاجتماعيين.
بداية، أكدت رئيسة جمعية تمكين الدكتورة شريفة الخميس، «أهمية الأسرة كونها اللبنة الأولى في بناء المجتمع، كما أوصانا الرسول عليه الصلاة والسلام بالأسرة والاهتمام بالأنباء. فالأسرة هي السكن لتطمئن لها النفوس، بينما نحن في هذا العصر رأينا بعض الأسر تواجه مشاكل كثيرة في مجتمعنا، مثل ترك الأطفال مع الخدم والتحديات التي تواجهنا في الوسائل الإلكترونية التي أصبحت بين أيدي الأبناء».
تحديات
بدورها قالت الدكتورة عروب القطان، إن «الأسرة ليست لبنة أساسية في المجتمعات بل القاعدة الأساسية لأي مجتمع»، مشيرة إلى أن «هناك العديد من التحديات سواء داخلية أو خارجية». وأضافت «من التحديات الداخلية، انتشار الطلاق حتى أصبحت ظاهرة بالإضافة إلى العنف الأسري وانتشار المخدرات».
وتطرقت إحدى المتحدثات، وتعمل معالجة نفسية وأسرية في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، إلى أهم التحديات التي تعيشها الأسرة الكويتية، قائلة إن «من أبرز التحديات التي تواجهنا هي انخفاض الفهم والوعي الزوجي والأسري». وأضافت «كثير من الأزواج عند الحضور في الاستشارة ليس لديهم الوعي والفهم الكافي عن أهداف وغايات الزواج والحقوق والواجبات هذه الأمور غير واضحة لديهم، وهذا سبب رئيسي من أسباب ارتفاع الطلاق والتفكك الذي نراه في الاستشارات».
وأشارت إلى أن التحدي الثاني هو «نوعية الأفكار التي تنتشر في مجتمعاتنا، فنحن دون أن نشعر تنتشر أفكار في الزوارات والدواوين والسوشيال ميديا وتترسخ في بالنا ونعتقد أنها أفكار حقيقية، أما التحدي الثالث فنلاحظ عدم توافر المهارة إذ إن الحوار منعدم والتواصل غير موجود في هذه الأسر وهذا يمثل تحدياً كبيراً جداً ما يؤثر على الأسرة وتواصلها». وأكدت أن «الحوار والتواصل من الأمور التي يجب أن تصل إليها الأسر إذ إنه إذا اتقنت الأسرة هذه الجوانب ستحل الكثير من الأمور منها المشاكل الاقتصادية والمادية».
تنمّر
بدوره تطرق يوسف المريخان من مركز الاستماع في الأمانة العامة للأوقاف، للحالات التي يستقبلونها في المركز، والتي تصل إلى 40 اتصالاً خلال أسبوع. ولفت إلى أنه «من المشاكل التي تواجه الأسر، التطور التكنولوجي السريع الذي دخل البيوت ورغم الايجابيات إلا أن هناك مخاطر كثيرة مثل أن الأبناء يستطيعون الدخول لأي برامج دون محاذير، وكذلك النماذج الموجودة كالمشاهير وما يبث من محتوى داخل وسائل التواصل أمور خطيرة تضرب في مركز التربية».
وأضاف المريخان «في السابق الأسرة كانت تعاني من الصديق السيئ أما الآن تعاني من وسيلة التواصل»، مشيراً إلى أنه من خلال مركز الاستماع نحاول نقدم الاستشارة والتوجيه، لافتاً إلى «ظاهرة تنامي التنمر الاجتماعي بسبب الهوية الوطنية وبعض الإجراءات التي تمت أخيراً، وهذه من الأخطار المهمة على المجتمع ونحن يهمنا وحدة المجتمع الكويتي».
خطوات استباقية
من جهتها، دعت الأمين العام لجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية هيفاء الموسى، إلى خطوات استباقية من وزارتي التربية والإعلام لتعزيز قيم الأسرة. وقالت «وزارة التربية عليها دور التوعية الأجيال القادمة في الزواج وضرورة الاحترام المتبادل بين أفراد الأسرة والمجتمع»، مردفة «ليس مجرد احترام الطفل لوالديه بل كذلك احترام الوالدين له، فالطفل كائن متكامل فلا يمكن التعامل معه كأنه فرد ناقص لا نسمع رأيه، إذ لابد من تنمية فكرة الاحترام».وأضافت «الإعلام له دور كبير في التوعية، وللأسف المسلسلات في التلفزيون تضر بالأسرة ولا يوجد بها احترام لأفراد الأسر، وهذا لا يعكس الأسر الكويتية فهذه الأسر في غالبها يحترمون بعضهم البعض»، داعية إلى خطوات استباقية من وزارتي التربية والإعلام لحفظ القيم الأسرية.
تمييز في بعض القوانين الأسرية
رأت الدكتورة سميرة القناعي من الجمعية الكويتية لحقوق الإنسان، أنه «إذا كنا نريد المحافظة على المجتمع يجب المحافظة على الأسرة من خلال تنظيف داخلها فهناك التمييز والعنف والقيود القانونية والحقوق الاقتصادية». وأشارت القناعي إلى «التمييز في بعض القوانين الأسرية وقضايا الأحوال الشخصية وحضانة الأطفال إذ يفترض في الحاضن أن يكون الأكفأ وليس شرط تكون الأم، فنحن نريد مرونة في القوانين».
غياب مفهوم الزواج
قالت باحثة نفسية ومتخصصة في الارشاد الزواج الأسري شيخة مندني، إن من أهم المشاكل التي تواجه الأسر هو غياب مفهوم الزواج بسبب غياب الوعي وقلة الثقافة عن الحياة الزوجية وكذلك عدم القدرة على فهم الاختلافات بين المرأة والرجل، ولفتت مندني إلى انتشار أفكار مختلفة تمنعهم من الاستقرار الأسري، مؤكدة «نحن نحرص على تمكين توعية الشباب من خلال الاستشارات أو البرامج في محاولة للحد من الخلافات التي ممكن أن تحدث بعض الزواج وتهدد الاستقرار في الحياة الزوجية».