وجع الحروف

... مع النقد المُباح ولكن!

تصغير
تكبير

تحدّثت قبل أيام عن حال زميل لي مريض بالسرطان، شافاه الله وعافاه وشافى وعافى جميع مرضانا ومرضاكم، وكان القصد هو إيصال رسالة انعكاساتها النفسية مهمة على المرضى خصوصاً إن كان بحاجة للعلاج بالخارج.

وهذا واجب علينا دعم كل محتاج للحصول على حقه في توفير تعليم جيد، رعاية صحية متقدمة، خدمات متميزة وغيرها من متطلبات العيش الكريم.

من حق البعض تجاهل القضايا المطروحة، ولكن لا يتجاوز الأمر إلى سلب حقوق الآخرين ولا تصل في حق النقد إلى وصف يكرهه المتلقي أو يكون منافياً للحقيقة، وهذا جزء من عاداتنا التي جُبلنا عليها ولنا في ما مضى الكثير من المواقف التي سجلها التاريخ.

جاء في سنن أبي داود والترمذي «أن عائشة، رضي الله عنها قالت للنبي، صلى الله عليه وسلم،: حسبك من صفية كذا وكذا (تعني قصيرة) فقال: لقد قلتِ كلمةً لو مُزجت بماء البحر لمزجته...»، فلك أن تتخيل كلمة واحدة فقط تعكر صفو مياه بحر ونحن نتابع من يهرف بما لا يعرف ويستهزئ ويتهم ومن الأقوال التي تندرج تحت الغيبة والنميمة ما يضيع رصيد المؤمن من الحسنات.

من حق البعض نعت ووصف الغير بما هو ليس فيهم وانتقادهم من غير دراية وعلم وخبرة ومعرفة، لكن علينا تذكر أن هناك ملكين يسجّلان ما يبدر من قول وعمل وإن كان بالخفاء فالله عز شأنه لا تغيب عنه مثقال ذرة.

نحن نتحدث عن النقد المباح في مجالات عدة، من تعليم وصحة وطرق وغيرها، من تنويع مصادر الدخل والحرية المسؤولة عبر الارتقاء بإدارة مؤسساتنا وتفعيل الإدارة الإستراتيجية بحوكمة صارمة.

لذا، من الموجب توفير علاج بالخارج لمرضى السرطان خصوصاً للحالات التي لا يتوافر علاجها في الكويت، والارتقاء بالعمل المؤسسي بدءاً برسم رؤية شاملة متجددة تحقق تطلعات الجميع صغاراً وكباراً، مرضى وأصحاء وعاملين ومتقاعدين.

الرؤية تحتاج عند صياغتها إلى فهم شامل للمتغيرات وكل هدف يوضع في برنامج العمل الحكومي، على أن يذكر مردوده وخلافه من متطلبات الإدارة الإستراتيجية.

هذا التوجه، رسم الرؤية ووضع الأهداف وخلافه، يحتاج إلى الشفافية وأخذ المعلومات (التوقعات) عبر وسائل احترافية ولا تتأثر بتغيير المسؤولين.

والثابت الذي لا يتغير، أن المرضى بحاجة إلى رعاية خاصة والأصحاء يبحثون في تحقيق توقعاتهم.

الزبدة:

من حق البعض الانتقاد وتحليل الأمور إذا كانوا يملكون العلم والمعرفة والخبرة، أما من يتبع وكالة «يقولون» فإن كلمة يغتاب بها شخص قد تدمر صفو بحر بأكمله كما جاء في الحديث أعلاه.

لنرتقي بطرحنا ونبتعد عن «الحساسية» في فهم بعض الرسائل التي توجه من قبل العقلاء الحكماء، بهدف البحث عن الحقيقة من مصدرها تجنباً لحساب سنلقاه عندما نقف أمام رب عادل بصير وعليم... الله المستعان.

[email protected]

Twitter: @TerkiALazmi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي