تركي العازمي / بين الطاحوس والحريتي... !
تقف عجلة محرك السلوك النيابي عند «هفوات» لا يمكن أن تمر هكذا من دون مراجعة... كان السجال في اللجنة التشريعية بين النائب خالد الطاحوس ووزير الداخلية وهو أمر له تراكماته ولكن الغريب أنه جاء رئيس اللجنة التشريعية حسين الحريتي ليدخل بين الاثنين... «على شنو ما أدري»!
النائب إنسان بغض النظر عن خبرته في الحياة، فهو يبقى ممثلا للشعب، وله قاعدة انتخابية يجب أن تحترم، وأنشطة العطور والمعارض موجودة حتى بين أروقة مجلس الأمة، فهل يوجد نائب أو وزير لا يحب العطور ولا يذهب للمعارض، وما العيب في حضور افتتاحها!
إن ما حصل أمر محزن، والبعض يجهل مردود «هفواته» السلبية حتى وإن كان يعتقد أنه على صواب، وحماس الطاحوس قد يفقده السيطرة مع الأسف، ولكننا نعجب كيف لنائب مثل الحريتي أن ينساق وراء هذا السجال!
سئلت عن الحريتي فأجبت: «خبري فيه من زمان لظروف يعلمها الحريتي»، وسئلت عن الطاحوس فقلت لهم رأيي وكل ظروفه، لكننا من منظور احترافي نستنكر هذا الحدث كما استنكرنا «حادثة الكأس» و«الهفوات السابقة» التي حصلت تحت قبة البرلمان لسبب بسيط وهو «أن النائب تم اختياره لتمثيل الشعب تقديراً له، وهو وفق هذا التمثيل يعتبر قدوة، ويفترض أن يكون مستواه الفكري ناضجا مطعما بدرجة رشد عالية، وهناك قيم يجب على النائب ألا يتجاوزها»!
نذكر جانبا مهما وهو أن الجانب الإنساني مهم في سلوك النائب، وأعتقد أن النائب حسين الحريتي يعلم ذلك جيداً ومتى ما نزع هذا الجانب فلا شك أن الفجوة تتمدد وتشكل حاجزاً بين النائب وقاعدته التي هرولت لصناديق الاقتراع لتمنحه الصوت، واسألوا كثيراً عن النواب السابقين وسبب سقوطهم!
القصد من هذا العرض إننا نرغب في طرح يليق بمكانة النواب ضمن القيم البرلمانية التي سمعنا عنها ولم نجدها وحري باللجنة التشريعية البحث عنها وتطبيقها على الأعضاء كي لا ينقسم المراقبون بين مؤيد ومعارض لسلوكيات ما كان لها أن تحصل!
لقد بلغ الأمر منحنى خطيرا بين الجهتين على وقع القضايا التي تنظر فيها المحاكم، ولم يبق سوى قضايا ترفع بين النواب أنفسهم، وان الشوائب التي تختزلها الأنفس يجب أن تبقى بعيداً لا أن تدخل ونكرر أسطوانة «طاح الحطب» و«سهود ومهود» فكل على قدر سلوكه يقيمه الشارع الكويتي، وتدني لغة الحوار مؤشر على تذبذب الحال النفسية وهو أمر غير محمود. والله المستعان!
تركي العازمي
كاتب ومهندس كويتي
[email protected]
النائب إنسان بغض النظر عن خبرته في الحياة، فهو يبقى ممثلا للشعب، وله قاعدة انتخابية يجب أن تحترم، وأنشطة العطور والمعارض موجودة حتى بين أروقة مجلس الأمة، فهل يوجد نائب أو وزير لا يحب العطور ولا يذهب للمعارض، وما العيب في حضور افتتاحها!
إن ما حصل أمر محزن، والبعض يجهل مردود «هفواته» السلبية حتى وإن كان يعتقد أنه على صواب، وحماس الطاحوس قد يفقده السيطرة مع الأسف، ولكننا نعجب كيف لنائب مثل الحريتي أن ينساق وراء هذا السجال!
سئلت عن الحريتي فأجبت: «خبري فيه من زمان لظروف يعلمها الحريتي»، وسئلت عن الطاحوس فقلت لهم رأيي وكل ظروفه، لكننا من منظور احترافي نستنكر هذا الحدث كما استنكرنا «حادثة الكأس» و«الهفوات السابقة» التي حصلت تحت قبة البرلمان لسبب بسيط وهو «أن النائب تم اختياره لتمثيل الشعب تقديراً له، وهو وفق هذا التمثيل يعتبر قدوة، ويفترض أن يكون مستواه الفكري ناضجا مطعما بدرجة رشد عالية، وهناك قيم يجب على النائب ألا يتجاوزها»!
نذكر جانبا مهما وهو أن الجانب الإنساني مهم في سلوك النائب، وأعتقد أن النائب حسين الحريتي يعلم ذلك جيداً ومتى ما نزع هذا الجانب فلا شك أن الفجوة تتمدد وتشكل حاجزاً بين النائب وقاعدته التي هرولت لصناديق الاقتراع لتمنحه الصوت، واسألوا كثيراً عن النواب السابقين وسبب سقوطهم!
القصد من هذا العرض إننا نرغب في طرح يليق بمكانة النواب ضمن القيم البرلمانية التي سمعنا عنها ولم نجدها وحري باللجنة التشريعية البحث عنها وتطبيقها على الأعضاء كي لا ينقسم المراقبون بين مؤيد ومعارض لسلوكيات ما كان لها أن تحصل!
لقد بلغ الأمر منحنى خطيرا بين الجهتين على وقع القضايا التي تنظر فيها المحاكم، ولم يبق سوى قضايا ترفع بين النواب أنفسهم، وان الشوائب التي تختزلها الأنفس يجب أن تبقى بعيداً لا أن تدخل ونكرر أسطوانة «طاح الحطب» و«سهود ومهود» فكل على قدر سلوكه يقيمه الشارع الكويتي، وتدني لغة الحوار مؤشر على تذبذب الحال النفسية وهو أمر غير محمود. والله المستعان!
تركي العازمي
كاتب ومهندس كويتي
[email protected]
