ألوان

غزة دولة مستقلة

تصغير
تكبير

باتت غزة دولة مستقلة رغم أنه لا توجد أي دولة تعترف بها، وهذا الوضع قد يكون غير قانوني وفق القانون الدولي، بيد أنه قد لا يكون واقعاً مفروضاً متى ما كانت الإرادة لأي شعب تفرض وجودها ورؤيتها، وربما تكون قبرص الشمالية هي الأقرب إلى غزة كدولة مستقلة، بيد أن قبرص الشمالية تجد دولة واحدة تعترف بها هي الجمهورية التركية، بينما لا تجد غزة من يعترف بها دولياً رغم أن الكثير من شعوب العالم تؤيد وتتعاطف مع أهل غزة والقضية الفلسطينية.

ولربما تعرضت غزة إلى ظلم كبير ومعه الظلم الجغرافي حيث إنها محاصرة من الجهات كافة، رغم أنها تحصل على كل شيء من الجانب المصري، ورغم أن لديها ساحلاً جميلاً إلا أنها محرومة من الاستفادة منه في الحصول على ما تحتاج إليه.

ولطالما أن أهل غزة لم يستجيبوا إلى التهجير القسري فإنهم حققوا انتصاراً كبيراً ضد الصهاينة الذين باتوا يرون أنهم هزموا بدءاً من السابع من أكتوبر، وتداعيات ذلك من جنود قتلى ومصابين ومعاقين، ناهيك عن الجنود الأسرى لدى القوات الفلسطينية المقاومة في غزة مثل حماس والجهاد الفلسطيني وغيرها من الفصائل، الأمر الذي دفع بالكثيرين من المواطنين الإسرائيليين للشعور بعدم الأمان أكثر من أي وقت مضى.

ومتى ما سمح بإنشاء ميناء غزة مع الحماية الدولية فإنها ستكون في وضع إستراتيجي أفضل، حيث إن الميناء سيكون بمثابة الرئة التي يتنفس منها أهل غزة للتصدير والاستيراد والنقل مع قارة أوروبا وأفريقيا وبقية دول العالم، إلا أن ذلك الأمر بعيد كل البعد عن الواقع بسبب الحصار المفروض على أهل غزة لتستمر معاناتهم غير الإنسانية.

وأعتقد أنه لو تم الوئام التام بين منظمة التحرير الفلسطينية والمقاومة الإسلامية، لتغير المشهد السياسي كثيراً لصالح أهل غزة البعيدة نسبياً عن الضفة الغربية التي تعتبر قلب فلسطين؛ حيث القدس والمسجد الأقصى وربما معاناة الإنسان الفلسطيني تكون أقل من معاناة أهل غزة التي تتعرض باستمرار للقصف والقتل والتدمير، وهي أمور تحدث في الضفة الغربية لكن بصورة أقل نسبياً.

إن الكيان الصهيوني يشبه كثيراً الحملات الصليبية فهم أناس ينتمون إلى أكثر من دولة فكانت نيتهم القدس وكذلك الشعب الإسرائيلي فهم ينتمون إلى شعوب عدة نجحت في إقامة دولتها إلى يومنا هذا والفرق بينها وبين الحملات الصليبية هو الديانة فقط «المسيحية واليهودية».

ويأتي العالم الغربي المساند منذ عقود من الزمن للكيان الصهيوني إلا أنه فوجئ بإحياء القضية الفلسطينية في الغرب بعدما كادت أن تنسى أو تموت خاصة أن السياسيين معظمهم متآمرون ضد عدالة قضية الشعب الفلسطيني.

ولا يمكن تجاهل الدور المصري - القطري في إيجاد البيئة المناسبة للمفاوضات من أجل وقف الحرب وإدخال المساعدات لأهل غزة الطبية والغذائية وبقية الأمور اللوجستية.

ويعتقد البعض أن الليبراليين هم الأقرب إلى التعاطف مع الشعب الفلسطيني إلا أن ذلك ليس صحيحاً حيث إن الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة الأميركية إنما هو مساند متعصب للكيان الصهيوني بينما قد يكون الحزب الجمهوري أقل تعصباً، وإن كان هو حزب الأقليات ومعظم أعضائه من اليهود، لكن من بينهم من يتسم بالواقعية إلى حد ما، وهذا الأمر الذي دفع بالبعض من الأميركيين العرب في دعم هذا الحزب.

والأهم من هذا كله أن السابع من أكتوبر نجح في دحض الرواية الاسرائيلية في الغرب، لذا تجد أن هناك الكثير في الغرب من مسيحيين ويهود باتوا يجاهرون بدعوتهم إلى وقف الإبادة ضد الشعب الفلسطيني من قبل الجيش الصهيوني الذي ارتكب سلسلة من الجرائم في حق الإنسانية والتي لم يسبق أن قام بها أي جيش أو عصابة منذ الخليقة.

همسة:

سوف تبقى غزة دولة مستقلة رغم أنف المتآمرين.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي