ألوان

مسلسلات رمضان

تصغير
تكبير

تنشط القنوات التفزيونية من قبل شهر رمضان المبارك سواءً كانت قنوات رسمية أو قنوات خاصة من أجل جذب أكبر عدد من المشاهدين، ولتحقيق التميز الرمضاني عبر برامج منوعة، إضافة إلى أهم عنصر هو الدراما الجديدة التي باتت لا تظهر إلا خلال شهر رمضان المبارك.

لست ضد وجود أي دراما مهما كان نوعها شرط أن تكون جديدة ومفيدة وتقدم فكرة أو قصة أو حدثاً ما، أو أن تكون قريبة من المجتمع ومنها الدراما الكويتية حيث إننا في كل عام بتنا نشهد انحرافاً فنياً بكل المقاييس، الأمر الذي يضعنا أمام إشكالية فنية قد لا يكون الحل سهلاً أو يمكن تطبيقه لدرجة أن الأمر وصل إلى أروقة النيابة والمحاكم.

ومن أبرز الملاحظات على الدراما الكويتية أن اللهجة في المسلسل تضم مفردات هجينة أو أن الممثلين ينطقونها أحياناً بصورة غير سليمة، كما أن القضايا المطروحة غير واقعية وقد تكون قد حدثت بشكل فردي نادر منبوذ وبالتالي لا يمكن التعميم على أن تلك باتت ظاهرة في المجتمع الكويتي.

وإذا كان هناك نقص في السابق بعدد الممثلات الكويتيات فإن الأمر بات العكس في الوقت الحالي حيث إن عدد الممثلات بات كبيراً وبعضهن تخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية ويتمتعن بالموهبة المصقولة بالدراسة وبالممارسة وبالاحتكاك بكبار الفنانين الكويتيين.

ولم أر أي مشكلة في وجود بعض الممثلات اللاتي ولدن في الكويت وبالتالي فإنهن يُجدن اللهجة الكويتية بل إنهن عشن في بيئة كويتية مثل أي فتاة كويتية وبالتالي هي ليست غريبة عن المجتمع الكويتي بل قريبة جداً من تفاصيل طبيعة الحياة في الكويت.

ويأتي عنصر الأزياء خاصة بالنسبة للممثلات اللاتي يبالغن في ارتداء كل ما هو قصير وضيق، وتلك إشكالية تدفع بالجيل الجديد من الجنسين إلى متابعة تلك المسلسلات والممثلات وربما تفكر الفتاة الصغيرة بتقليدها وكذلك لباس الشباب وطريقة ربط الشعر الطويل وأمور أخرى يرفضها المجتمع الكويتي.

لا أدعي أننا مجتمع ملائكة ولا أدعي أن مجتمعنا لا يعاني من بعض الظواهر السلبية ولكن هناك سلسلة كبيرة من السلوكيات والظواهر الإيجابية في المجتمع التي يجب تسليط الضوء عليها والعمل على تأصيلها.

وقرأت مراراً بأن هناك أزمة نص سواءً في المسرح أو في الدراما، وأقول إن هناك نصوصاً مسرحية عالمية وعربية مميزة يمكن تكويتها، وهناك روايات كويتية تصلح ان تكون مادة لدراما جيدة وهناك مؤلفين كويتيين تم تحويل إبداعاتهم الروائية إلى أعمال درامية حققت نجاحاً كبيراً شرط أن يكون هناك حسن إعداد ورؤية مخرج يجيد أداء عمله.

وهناك مسلسل ساق البامبو للكاتب الكويتي سعود السنعوسي، وهناك مسلسل وسمية تخرج من البحر، للكاتبة ليلى العثمان، وبالطبع هناك أعمال روائية كثيرة تستحق أن يتم تحويلها إلى رواية أهمها إحداثيات زمن العزلة للكاتب إسماعيل فهد إسماعيل، وعزيزة، للكاتب سليمان الخليفي، وهناك أسماء روائية اخرى لديها إبداعات يمكن أن نقدمها إلى المجتمع الكويتي على هيئة مسلسل درامي لطالما أننا ننتمي إلى مجتمع لا يقرأ.

وكم تمنيت من وزارة الإعلام أن تشكل لجنة لاختيار روايات كويتية تصلح أن يتم تحويلها إلى عمل درامي، كما أتمنى أن يعود تلفزيون الكويت إلى إنتاج أعمال درامية كويتية كما كان الأمر في السابق خاصة أن هناك أكثر من استوديو جاهز بأفضل التقنيات.

همسة:

الدراما الكويتية كانت تشكل قوى ناعمة دخلت بيوت الناس دون استئذان.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي