كنتُ وما زلتُ أصرُّ على أن الإسلام عمل على تأصيل السلوك الإنساني إلى جانب التوحيد، كون الدين المعاملة وليس الصلاة والصوم وغيرها من العبادات التي أقرها الدين الإسلامي الحنيف من فرض وواجب وسُنّة التي من شأنها أن تعمل على تقويم سلوك الإنسان المسلم، الأمر الذي يقود إلى تقوية المجتمع المسلم.
وخلال شهر رمضان هناك سلوكيات إيجابية كثيرة، وبالوقت ذاته هناك سلوكيات سلبية أتمنى أن تختفي بين المسلمين بدءاً بدخول المسجد حيث ضرورة وضع الأحذية في المكان المخصص لها وليس أمام الباب، كما أن من يقرر أن يتوضأ في المسجد عليه أن يقتصد بالماء، بل ان بعضهم يصرُّ على عدم وضع الهاتف النقال على الصامت وإن كانت وزارة الشؤون الإسلامية وضعت أجهزة تحظر الشبكة الخاصة بالهواتف.
وهناك أماكن مخصصة لركن السيارات حيث إنني ألاحظ أن بعض المصلين لصلاتي العشاء والتراويح يقفون في أماكن غير مخصصة لوقوف السيارات، أشهرها دوّار العديلية، علماً بأن هناك مواقف قرب المسجد تابعة للجمعية وهي لا تبعد كثيراً عن المسجد، مع أن كل خطوة بها حسنة ومحو سيئة.
وعند قيادة السيارة في نهار رمضان المبارك أرجو أن نلتزم بقوانين المرور، كما أن القيام بالأمر السليم في الطريق هو الأسرع وليس تجاوز القوانين والآخرين بطرق غير قانونية هو الحل الأمثل، وبضع دقائق لا تحدث فرقاً كبيراً لطالما أن القيادة لم تكن من أجل حالة طوارئ البتة.
وعلى الموظفين الذين من طبيعة عملهم التعامل مع المراجعين من المواطنين وضيوف الكويت استقبال الناس بروح طيبة ومحاولة التفاني بالعمل وإنهاء معاملاتهم بأسرع طريقة قانونية، لئلا يشعر المراجع بالتعب النفسي قبل التعب العضلي، خصوصاً أن هناك من المراجعين مَن هم كبار بالسن ولديهم أمراض مزمنة رغم صيامهم، خصوصاً أنني فرحت بعدد كبير من المراجعات التي يمكن إنجازها عبر الحاسوب، وتلك نقطة مهمة تحسب إلى صالح الحكومة التي تبحث عن الإنجازات من أجل الكويت.
وهناك التعليم حيث إن المعلم والطلبة خلال شهر رمضان المبارك تكون الأمور على غير العادة خلال بقية أيام السنة الدراسية، وبالتالي فإن التركيز والصبر والاحترام عامل مهم في مرور شهر رمضان بسلاسة.
وأتوجه برسالة إلى السيدات من الأعمار كافة بضرورة مراعاة السلوك الرمضاني، خصوصاً في ما يتعلق بنوعية الملابس ومستحضرات التجميل التي يمكن الاستغناء عنها أو تخفيفها خلال شهر رمضان المبارك، خصوصاً في مكان العمل والأماكن العامة.
إن الإنسان المسلم مطالب بالسلوك الإنساني الراقي مهما كانت الظروف مع أفراد الأسرة وعمال المنازل والجيران وفي الشارع وفي المعاملات وفي أماكن العمل، كما أن شهر رمضان المبارك فرصة للتقرب من الخالق وتخصيص وقت أكبر للعبادة ولأعمال الخير بصورة تفوق بقية أيام السنة، والفوز الكبير من يضع نفسه عبر سلوكياته من عتقاء شهر رمضان المبارك.
إن شهر رمضان فرصة يجب أن نقتنصها من أجل راحة البال والهدوء الروحي وتنظيف النفس البشرية من بعض السلوكيات السلبية، وتقديم يد العون مادياً ومعنوياً لمن هو بحاجة للمساعدة، ولا ننسى المرضى وكبار السن الذين لا يستطيعون الصوم وهناك العاملون بالشرطة والإسعاف والمطافئ والكهرباء والماء وقطاع النفط الذي هو عصب الحياة في الكويت.
همسة:
علينا أن نحسن شهر رمضان فهو ضيف يأتي كل سنة.