«الوطن» السورية: تلا فعل ندامة ولم يعتذر... معادلة واحدة بواحدة غير موفّقة وفيها اتهام مباشر
جنبلاط: أسامح وأنسى مَن اغتال كمال جنبلاط فهل يستطيع الأسد تجاوُز كلامي المسيء في «لحظة التخلي»؟
جنبلاط في صورة أرشيفية (أ ف ب)
|بيروت - «الراي»|
«... غير موفّق»، «تلا فعل ندامة» عن مواقفه السابقة تجاه سورية لكنه «لم يعتذر»، بهذه العبارات ردّت دمشق عبر صحيفة «الوطن» على المعادلة التي وضعها رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط في إطلالته التلفزيونية عبر محطة «الجزيرة» على قاعدة «أسامح وأنسى» مَن اغتال والده كمال جنبلاط العام 1977 في جريمة كان عبّر مراراً عن قناعته بأن سورية تقف وراءها، في مقابل ان يتجاوز الرئيس السوري بشار الاسد «الكلام غير اللائق الذي صدر مني (في خطاب 14 فبراير 2007 ) والذي جاء في لحظة تخلٍ، فنفتح صفحة جديدة».
ورأت دوائر لبنانية مراقبة امس، ان معادلة «تجاوُز الدم» مقابل «تجاوُز الإساءة الكلامية» في إطار «اعتذار مبطّن» لن تكون كافية لفتح طريق دمشق امام جنبلاط الذي كانت أوساط سياسية عدة توقّعت ان يكون «آخر الكلام» الذي سيدلي به حيال سورية (يستكمله اليوم بإطلالة عبر تلفزيون «المستقبل») متضمناً «اعتذاراً صريحاً» من القيادة السورية والشعب السوري، وهو ما كانت مصادر قريبة من دمشق اعتبرته «شرطاً اساسياً» لتحديد موعد له مع الاسد، حتى ان «الوطن» ذهبت نقلاً عن «محللين سوريين ولبنانيين» الى حد وصف كلام رئيس «اللقاء الديموقراطي» بأنه «متعالٍ» ويتأرجح «بين 14 و 8 مارس».
الا ان اوساطاً محلية اخرى، لم ترَ في ما اوردته «الوطن» - التي تحدثت عن تلاوة جنبلاط «فعل الندامة» - رد فعل سورياً رسمياً بل استمراراً للعبة شد الحبال التي تعتمدها دمشق مع رئيس «اللقاء الديموقراطي» قبل ان تقول كلمتها النهائية حيال استقباله، فيما ذهبت أوساط أخرى الى الجزم بأن هذا التعليق السوري لا يعكس الموقف الحقيقي الذي يتمثل بقرار متخَذ باستقبال الزعيم الدرزي قريباً وقبل نهاية الشهر الجاري، باعتبار ان المقابلة مع «الجزيرة» كانت من ضمن السيناريو المعدّ للزيارة.
وكان جنبلاط قال في إطلالته عبر «الجزيرة»: «في ذكرى 16 مارس 1977 وبعد تغييب كمال جنبلاط، ومن اجل التواصل الوطني والعربي بين جبل لبنان، بين لبنان وبين سورية العمق الطبيعي، ذهبت بعد الأربعين وصافحت الرئيس حافظ الأسد وكانت علاقة شخصية وسياسية طويلة جداً الى ان رحل العام 2000 وكانت لنا نقاشات طويلة ونضالات طويلة وملاحم مشتركة مع القيادة السورية والشعب السوري من اجل الحفاظ على عروبة لبنان والتواصل الموضوعي اللبناني والسوري في مواجهة إسرائيل».
واضاف: «ونحن نختتم هذه المرحلة آنذاك، قلتُ سأسامح ولن أنسى، اليوم أسامح وأنسى، لا أريد ان أورث أحقاداً للأجيال القادمة أو للذي سيليني يوماً ما في قيادة هذا البيت، تيمور أو غيره، تيمور على الأرجح. ماذا سيكون في 16 مارس نهار الثلاثاء المقبل في المختارة؟ لا شيء، سأكلف المقدم شريف فياض مع تيمور وضع زهرة لختم هذا الجرح والدخول في النسيان وسأكون في بيروت. لا أريد ان أفكر مجدداً، انتهى الموضوع، تيمور سيختم مرحلة ويتولى لاحقاً في الظرف المناسب مرحلة جديدة والحزب (التقدمي الاشتراكي) وشأن الحزب».
وتابع: «في هذه المناسبة وكون هذا الحديث قد يشكل مجدداً تواصلاً بين لبنان وسورية، أقول التالي: صدر مني في لحظة غضب كلام غير لائق وغير منطقي بحق الرئيس بشار الأسد، في لحظة من التوتر الداخلي الهائل في لبنان والانقسام الهائل، أقول هذا وكانت لحظة تخلٍ كما يقول العقلاء الدروز خرجت فيها من العام الى الخاص، وأقول ايضاً ومن اجل عودة تحصين العلاقة اللبنانية - السورية بين الشعبين وبين دولتين وبين عرب الدروز في لبنان وسورية هل يمكن تجاوز تلك اللحظة وفتح صفحة جديدة؟ لست ادري». واعتبر كلامه «كافياً» لمحو آثار ما اعلنه قبل ثلاثة أعوام.
وعما يمكن ان يوجهه الى الأسد، قال: «في خطابي في ساحة الشهداء في عام 2007 بالتحديد قلت كلاماً غير لائق وغير مألوف، وخارجا عن الأدبيات السياسية حتى في المخاصمة، وأقول للقيادة السورية من اجل المصلحة الوطنية والمصلحة القومية والتواصل الموضوعي العربي والعلاقات الموضوعية اللبنانية - السورية وعلاقة الدولتين هل يمكن له ان يتجاوز هذا الأمر؟ أقول هذا بشكل جداً بسيط».
وعن المرحلة التي هو مستعد للدخول فيها في العلاقة مع دمشق، رد: «وفق الأطر التي وضعناها معاً بالتضحيات المشتركة مع الرئيس الراحل حافظ الأسد وختمت باتفاق الطائف اي اتفاق الهدنة (مع اسرائيل) والعلاقات المميزة مع سورية، أمن سورية من أمن لبنان وامن لبنان من امن سورية، اما الباقي، الدخول في التفاصيل الداخلية اللبنانية، فلن ادخل لان الأمر معقد جداً».
وعن الخيارات التي يريد الحزب وجنبلاط انتهاجها، اكد: «نحن مع خيار المواجهة والمقاومة، لكن في الوقت نفسه يحق لي ان أتساءل هل سنكون مجدداً وحدنا في لبنان لنواجه ونقاوم؟ هذا حق مشروع لأن في النهاية قد يكون كلامي مفهوماً للبعض لكن للبعض الآخر لفئة معينة من اللبنانيين، ربما لعدم استطاعتنا إقناعها، ايضاً تريد ان تعرف اين المستقبل؟ ليس هناك تناقض بين الاستقلال وبين العلاقة المميزة مع سورية، ولا تناقض بين الاستقلال والمقاومة، ولا بين الاستقلال والعروبة او فلسطين. لكن يبقى مع الأسف وهذا هو جوهر الموضوع والحوار، لم نستطع بعد ان نوفق بين هذا الذي يريد المقاومة وعن حق وذاك الذي يريد دولة مقاوِمة، كيف ندمج الاثنين لست ادري، هذا موضوع طاولة الحوار في بعبدا». واضاف: «انا من الذين قالوا وما زلت انه في الظروف المناسبة للمقاومة وحزب الله من الافضل ان يكون هناك في يوم ما الانخراط التدريجي المسؤول ضمن الدولة والجيش، الى ان يحدث هذا والظروف هي لبنانية وعربية ودولية، لا اقول غداً، هناك امر واقع نقبل به نتحاور بالحد الادنى وننتظر ونحصن الساحة الى ان تأتي الظروف المناسبة من اجل الدولة القوية الممانعة».
ورداً على سؤال، نفى ان يكون وجّه إساءة الى الشعب السوري او حرّض على الإساءة الى العمال السوريين الذين كانوا في لبنان بعد اغتيال الرئيس الحريري مؤكداً انه كان من الذين نددوا بموجة العنف ضد السوريين.
وعن زيارته لسورية، قال: «لا استطيع ان احدد بنفسي ان كنت سأزورها. على القيادة السورية ان ترى اذا كانت تستطيع تجاوز حدث تلك اللحظة عندها اذا وجهوا دعوة، لا مانع لدي».
وذكر ان منذ 2 اغسطس 2009 بات في صف وسط «وما زلت على موقفي الوسطي الذي تأكدت صوابيته بعد تشكيل حكومة الوفاق الوطني برئاسة سعد الحريري». وقال: «لست محايداً لكن كان لا بد من صدمة للخروج من 8 و14 (مارس)».
واضاف: «اليوم، عندما أقفل في 16 مارس، أتذكر الشهداء الابرياء في ذلك اليوم الاسود الذين قضوا مع كمال جنبلاط. وقد أسسنا لصفحة جديدة مع البطريرك صفير عندما زار الجبل عام 2001».
ولم يتأخّر الردّ السوري عبر «الوطن» التي كتبت في مقال تحت عنوان «لم يعتذر وفضّل التأرجح بين 8 (فبراير) و14 (مارس)»: لم يصدر أي رد فعل رسمي سوري تجاه كلام وليد جنبلاط، وبانتظار قرار الرئيس بشار الأسد الذي وحده سيقرر إن كان كلام جنبلاط كافياً لاستقباله في دمشق أم لا. وذكر عدد من المحللين السوريين واللبنانيين، الذين رفضوا أن يتم الكشف عن أسمائهم في الوقت الحالي، أن جنبلاط لم يكن صريحاً في المواقف التي صدرت عنه وبقيت تتأرجح بين 14 مارس و8 فبراير وكأنه لا يريد أن يخسر أي طرف من الأطراف ولو كان من بينهما من يؤيد إسرائيل ويدافع عنها».
واضافت الصحيفة: «ولفت المحللون إلى أن معادلة واحدة بواحدة، التي حاول جنبلاط فرضها على السوريين لم تكن موفقة على الإطلاق لأمرين: الأول، أنه اتهم سورية مباشرة باغتيال والده عام 1977 والثانية، أنه سبق لسورية أن سلفت جنبلاط مئات المواقف في السابق ووفرت له الحماية في لبنان وفي سورية حين كان مهدداً من جهات لبنانية مختلفة كما زودته بالمال والعتاد والرجال للدفاع عنه وعن طائفته ولم تبخل يوماً في تلبية كل طلباته حتى حين كانت «غير مقبولة بالنسبة للسوريين».
وتابعت: «وأشار المحللون إلى أن كلام جنبلاط كان متعالياً واستخدم كلمات مثل سنختتم وسأنسى وكأن زيارته مصلحة لدمشق فقط وليست برجاء منه».
واعلنت انه «صحيح أن جنبلاط توجه عبر الإعلام لأنصاره بعدم التعرض للسوريين في لبنان لكن الصحيح أيضاً أن جنبلاط كان جزءاً من منظومة سياسية متكاملة عملت على قتل السوريين في لبنان والاعتداء عليهم ولم نسمع أي اعتراض منه على ممارساتها، كما كان جنبلاط من أكثر المحرضين في خطاباته التي كانت في لحظات من غضب تجاه السوريين، ما شجع الاعتداء عليهم وكنت أتمنى كما الكثير أن نستمع إلى كلمة آسف لذوي من قتل أو جرح في لبنان».
وتساءل المحرر السياسي: «لماذا لم يجب جنبلاط على كل ما نشرته - الوطن - لا سيما موضوع شهادته المزيفة التي قدمها لديتلف ميليس في جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري وسكوته عن «فبركة» شهود مزيفين في القضية ذاتها، علماً أن من قام بها هو أقرب المقربين إليه؟».
وكان الوزير السابق وئام وهاب، اعتبر ان كلام جنبلاط «شجاع وهو قمة الاعتذار للرئيس السوري عن كلامه السابق»، لافتاً الى ان استعمال جنبلاط تعبير «لحظة تخلٍ» هو «شيء كبير في منطق الدروز لأنها تعني انه كان لا يستطيع التحكم بالامور». لكنه تدارك: «لا اعرف إذا كان هذا الكلام كافياً لزيارة جنبلاط سورية»، مشيراً الى ان هناك اتفاقاً بين جنبلاط وقيادة حزب الله حول هذا الموضوع».
وتمنى لو ان جنبلاط «في حديثه عن المقاومة لم يتساءل عما سيحدث في المستقبل»، معتبراً «ان ثمة خيارين في المنطقة لا ثالث لهما، هما المقاومة او الاستسلام».
محامٍ سوري يطلب إسقاط
دعوى أقامها على جنبلاط
دمشق - ا ف ب - تقدم رئيس لجنة الادعاء القومي العربي المحامي السوري حسام الدين الحبش، امس، بطلب اسقاط الحق الشخصي في دعوى مذكرة الجلب الصادرة عن القضاء العسكري السوري ضد جنبلاط بجرم «التحريض على احتلال سورية والاساءة الى سورية».
وكان القضاء السوري اصدر في مايو 2006 مذكرات تبليغ لكل من جنبلاط والنائب مروان حمادة، للمثول امامه بتهمة التحريض على سورية، الا ان مجلس النواب اللبناني رفضها طالبا رد الطلب السوري لانه «يمس بكرامة مجلس النواب والشعب الذي يمثله».
واكد الحبش «ان هذا الاسقاط مرده امتثال النائب جنبلاط للشرط الذي وضعته لجنة الادعاء والمتضمن دعوة جنبلاط للاعتذار العلني والصريح من الرئيس السوري والشعب السوري عبر وسائل الاعلام المرئية»، معتبرا ان «الدعوى حققت اهدافها».
«... غير موفّق»، «تلا فعل ندامة» عن مواقفه السابقة تجاه سورية لكنه «لم يعتذر»، بهذه العبارات ردّت دمشق عبر صحيفة «الوطن» على المعادلة التي وضعها رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط في إطلالته التلفزيونية عبر محطة «الجزيرة» على قاعدة «أسامح وأنسى» مَن اغتال والده كمال جنبلاط العام 1977 في جريمة كان عبّر مراراً عن قناعته بأن سورية تقف وراءها، في مقابل ان يتجاوز الرئيس السوري بشار الاسد «الكلام غير اللائق الذي صدر مني (في خطاب 14 فبراير 2007 ) والذي جاء في لحظة تخلٍ، فنفتح صفحة جديدة».
ورأت دوائر لبنانية مراقبة امس، ان معادلة «تجاوُز الدم» مقابل «تجاوُز الإساءة الكلامية» في إطار «اعتذار مبطّن» لن تكون كافية لفتح طريق دمشق امام جنبلاط الذي كانت أوساط سياسية عدة توقّعت ان يكون «آخر الكلام» الذي سيدلي به حيال سورية (يستكمله اليوم بإطلالة عبر تلفزيون «المستقبل») متضمناً «اعتذاراً صريحاً» من القيادة السورية والشعب السوري، وهو ما كانت مصادر قريبة من دمشق اعتبرته «شرطاً اساسياً» لتحديد موعد له مع الاسد، حتى ان «الوطن» ذهبت نقلاً عن «محللين سوريين ولبنانيين» الى حد وصف كلام رئيس «اللقاء الديموقراطي» بأنه «متعالٍ» ويتأرجح «بين 14 و 8 مارس».
الا ان اوساطاً محلية اخرى، لم ترَ في ما اوردته «الوطن» - التي تحدثت عن تلاوة جنبلاط «فعل الندامة» - رد فعل سورياً رسمياً بل استمراراً للعبة شد الحبال التي تعتمدها دمشق مع رئيس «اللقاء الديموقراطي» قبل ان تقول كلمتها النهائية حيال استقباله، فيما ذهبت أوساط أخرى الى الجزم بأن هذا التعليق السوري لا يعكس الموقف الحقيقي الذي يتمثل بقرار متخَذ باستقبال الزعيم الدرزي قريباً وقبل نهاية الشهر الجاري، باعتبار ان المقابلة مع «الجزيرة» كانت من ضمن السيناريو المعدّ للزيارة.
وكان جنبلاط قال في إطلالته عبر «الجزيرة»: «في ذكرى 16 مارس 1977 وبعد تغييب كمال جنبلاط، ومن اجل التواصل الوطني والعربي بين جبل لبنان، بين لبنان وبين سورية العمق الطبيعي، ذهبت بعد الأربعين وصافحت الرئيس حافظ الأسد وكانت علاقة شخصية وسياسية طويلة جداً الى ان رحل العام 2000 وكانت لنا نقاشات طويلة ونضالات طويلة وملاحم مشتركة مع القيادة السورية والشعب السوري من اجل الحفاظ على عروبة لبنان والتواصل الموضوعي اللبناني والسوري في مواجهة إسرائيل».
واضاف: «ونحن نختتم هذه المرحلة آنذاك، قلتُ سأسامح ولن أنسى، اليوم أسامح وأنسى، لا أريد ان أورث أحقاداً للأجيال القادمة أو للذي سيليني يوماً ما في قيادة هذا البيت، تيمور أو غيره، تيمور على الأرجح. ماذا سيكون في 16 مارس نهار الثلاثاء المقبل في المختارة؟ لا شيء، سأكلف المقدم شريف فياض مع تيمور وضع زهرة لختم هذا الجرح والدخول في النسيان وسأكون في بيروت. لا أريد ان أفكر مجدداً، انتهى الموضوع، تيمور سيختم مرحلة ويتولى لاحقاً في الظرف المناسب مرحلة جديدة والحزب (التقدمي الاشتراكي) وشأن الحزب».
وتابع: «في هذه المناسبة وكون هذا الحديث قد يشكل مجدداً تواصلاً بين لبنان وسورية، أقول التالي: صدر مني في لحظة غضب كلام غير لائق وغير منطقي بحق الرئيس بشار الأسد، في لحظة من التوتر الداخلي الهائل في لبنان والانقسام الهائل، أقول هذا وكانت لحظة تخلٍ كما يقول العقلاء الدروز خرجت فيها من العام الى الخاص، وأقول ايضاً ومن اجل عودة تحصين العلاقة اللبنانية - السورية بين الشعبين وبين دولتين وبين عرب الدروز في لبنان وسورية هل يمكن تجاوز تلك اللحظة وفتح صفحة جديدة؟ لست ادري». واعتبر كلامه «كافياً» لمحو آثار ما اعلنه قبل ثلاثة أعوام.
وعما يمكن ان يوجهه الى الأسد، قال: «في خطابي في ساحة الشهداء في عام 2007 بالتحديد قلت كلاماً غير لائق وغير مألوف، وخارجا عن الأدبيات السياسية حتى في المخاصمة، وأقول للقيادة السورية من اجل المصلحة الوطنية والمصلحة القومية والتواصل الموضوعي العربي والعلاقات الموضوعية اللبنانية - السورية وعلاقة الدولتين هل يمكن له ان يتجاوز هذا الأمر؟ أقول هذا بشكل جداً بسيط».
وعن المرحلة التي هو مستعد للدخول فيها في العلاقة مع دمشق، رد: «وفق الأطر التي وضعناها معاً بالتضحيات المشتركة مع الرئيس الراحل حافظ الأسد وختمت باتفاق الطائف اي اتفاق الهدنة (مع اسرائيل) والعلاقات المميزة مع سورية، أمن سورية من أمن لبنان وامن لبنان من امن سورية، اما الباقي، الدخول في التفاصيل الداخلية اللبنانية، فلن ادخل لان الأمر معقد جداً».
وعن الخيارات التي يريد الحزب وجنبلاط انتهاجها، اكد: «نحن مع خيار المواجهة والمقاومة، لكن في الوقت نفسه يحق لي ان أتساءل هل سنكون مجدداً وحدنا في لبنان لنواجه ونقاوم؟ هذا حق مشروع لأن في النهاية قد يكون كلامي مفهوماً للبعض لكن للبعض الآخر لفئة معينة من اللبنانيين، ربما لعدم استطاعتنا إقناعها، ايضاً تريد ان تعرف اين المستقبل؟ ليس هناك تناقض بين الاستقلال وبين العلاقة المميزة مع سورية، ولا تناقض بين الاستقلال والمقاومة، ولا بين الاستقلال والعروبة او فلسطين. لكن يبقى مع الأسف وهذا هو جوهر الموضوع والحوار، لم نستطع بعد ان نوفق بين هذا الذي يريد المقاومة وعن حق وذاك الذي يريد دولة مقاوِمة، كيف ندمج الاثنين لست ادري، هذا موضوع طاولة الحوار في بعبدا». واضاف: «انا من الذين قالوا وما زلت انه في الظروف المناسبة للمقاومة وحزب الله من الافضل ان يكون هناك في يوم ما الانخراط التدريجي المسؤول ضمن الدولة والجيش، الى ان يحدث هذا والظروف هي لبنانية وعربية ودولية، لا اقول غداً، هناك امر واقع نقبل به نتحاور بالحد الادنى وننتظر ونحصن الساحة الى ان تأتي الظروف المناسبة من اجل الدولة القوية الممانعة».
ورداً على سؤال، نفى ان يكون وجّه إساءة الى الشعب السوري او حرّض على الإساءة الى العمال السوريين الذين كانوا في لبنان بعد اغتيال الرئيس الحريري مؤكداً انه كان من الذين نددوا بموجة العنف ضد السوريين.
وعن زيارته لسورية، قال: «لا استطيع ان احدد بنفسي ان كنت سأزورها. على القيادة السورية ان ترى اذا كانت تستطيع تجاوز حدث تلك اللحظة عندها اذا وجهوا دعوة، لا مانع لدي».
وذكر ان منذ 2 اغسطس 2009 بات في صف وسط «وما زلت على موقفي الوسطي الذي تأكدت صوابيته بعد تشكيل حكومة الوفاق الوطني برئاسة سعد الحريري». وقال: «لست محايداً لكن كان لا بد من صدمة للخروج من 8 و14 (مارس)».
واضاف: «اليوم، عندما أقفل في 16 مارس، أتذكر الشهداء الابرياء في ذلك اليوم الاسود الذين قضوا مع كمال جنبلاط. وقد أسسنا لصفحة جديدة مع البطريرك صفير عندما زار الجبل عام 2001».
ولم يتأخّر الردّ السوري عبر «الوطن» التي كتبت في مقال تحت عنوان «لم يعتذر وفضّل التأرجح بين 8 (فبراير) و14 (مارس)»: لم يصدر أي رد فعل رسمي سوري تجاه كلام وليد جنبلاط، وبانتظار قرار الرئيس بشار الأسد الذي وحده سيقرر إن كان كلام جنبلاط كافياً لاستقباله في دمشق أم لا. وذكر عدد من المحللين السوريين واللبنانيين، الذين رفضوا أن يتم الكشف عن أسمائهم في الوقت الحالي، أن جنبلاط لم يكن صريحاً في المواقف التي صدرت عنه وبقيت تتأرجح بين 14 مارس و8 فبراير وكأنه لا يريد أن يخسر أي طرف من الأطراف ولو كان من بينهما من يؤيد إسرائيل ويدافع عنها».
واضافت الصحيفة: «ولفت المحللون إلى أن معادلة واحدة بواحدة، التي حاول جنبلاط فرضها على السوريين لم تكن موفقة على الإطلاق لأمرين: الأول، أنه اتهم سورية مباشرة باغتيال والده عام 1977 والثانية، أنه سبق لسورية أن سلفت جنبلاط مئات المواقف في السابق ووفرت له الحماية في لبنان وفي سورية حين كان مهدداً من جهات لبنانية مختلفة كما زودته بالمال والعتاد والرجال للدفاع عنه وعن طائفته ولم تبخل يوماً في تلبية كل طلباته حتى حين كانت «غير مقبولة بالنسبة للسوريين».
وتابعت: «وأشار المحللون إلى أن كلام جنبلاط كان متعالياً واستخدم كلمات مثل سنختتم وسأنسى وكأن زيارته مصلحة لدمشق فقط وليست برجاء منه».
واعلنت انه «صحيح أن جنبلاط توجه عبر الإعلام لأنصاره بعدم التعرض للسوريين في لبنان لكن الصحيح أيضاً أن جنبلاط كان جزءاً من منظومة سياسية متكاملة عملت على قتل السوريين في لبنان والاعتداء عليهم ولم نسمع أي اعتراض منه على ممارساتها، كما كان جنبلاط من أكثر المحرضين في خطاباته التي كانت في لحظات من غضب تجاه السوريين، ما شجع الاعتداء عليهم وكنت أتمنى كما الكثير أن نستمع إلى كلمة آسف لذوي من قتل أو جرح في لبنان».
وتساءل المحرر السياسي: «لماذا لم يجب جنبلاط على كل ما نشرته - الوطن - لا سيما موضوع شهادته المزيفة التي قدمها لديتلف ميليس في جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري وسكوته عن «فبركة» شهود مزيفين في القضية ذاتها، علماً أن من قام بها هو أقرب المقربين إليه؟».
وكان الوزير السابق وئام وهاب، اعتبر ان كلام جنبلاط «شجاع وهو قمة الاعتذار للرئيس السوري عن كلامه السابق»، لافتاً الى ان استعمال جنبلاط تعبير «لحظة تخلٍ» هو «شيء كبير في منطق الدروز لأنها تعني انه كان لا يستطيع التحكم بالامور». لكنه تدارك: «لا اعرف إذا كان هذا الكلام كافياً لزيارة جنبلاط سورية»، مشيراً الى ان هناك اتفاقاً بين جنبلاط وقيادة حزب الله حول هذا الموضوع».
وتمنى لو ان جنبلاط «في حديثه عن المقاومة لم يتساءل عما سيحدث في المستقبل»، معتبراً «ان ثمة خيارين في المنطقة لا ثالث لهما، هما المقاومة او الاستسلام».
محامٍ سوري يطلب إسقاط
دعوى أقامها على جنبلاط
دمشق - ا ف ب - تقدم رئيس لجنة الادعاء القومي العربي المحامي السوري حسام الدين الحبش، امس، بطلب اسقاط الحق الشخصي في دعوى مذكرة الجلب الصادرة عن القضاء العسكري السوري ضد جنبلاط بجرم «التحريض على احتلال سورية والاساءة الى سورية».
وكان القضاء السوري اصدر في مايو 2006 مذكرات تبليغ لكل من جنبلاط والنائب مروان حمادة، للمثول امامه بتهمة التحريض على سورية، الا ان مجلس النواب اللبناني رفضها طالبا رد الطلب السوري لانه «يمس بكرامة مجلس النواب والشعب الذي يمثله».
واكد الحبش «ان هذا الاسقاط مرده امتثال النائب جنبلاط للشرط الذي وضعته لجنة الادعاء والمتضمن دعوة جنبلاط للاعتذار العلني والصريح من الرئيس السوري والشعب السوري عبر وسائل الاعلام المرئية»، معتبرا ان «الدعوى حققت اهدافها».