في معرضه الجديد بمركز الجزيرة للفنون

لوحات مصطفى الرزاز... 45 عاما من عشق الجرافيك

u0631u0624u0649 u0641u0646u064au0629
رؤى فنية
تصغير
تكبير
| القاهرة - من محمد عوض |

لم يخلص فنان لاتجاه معين من الفنون... مثلما أخلص التشكيلي المصري مصطفى الرزاز لفن الجرافيك لمدة 45 عاما منذ تعيينه معيدا بكلية التربية الفنية عام 1965 وحتى الآن، بالرغم من أنه يمتلك قدرات فنية مكنته من اقامة معارض ضخمة للوحات من التصوير الزيتي، وقدرته على العمل في لحامات الحديد والزجاج الملون.

قدم الرزاز في معرضه «45 عاما من فن الجرافيك»- والمقام حاليا في مركز الجزيرة للفنون بضاحية الزمالك بالقاهرة - ما يقرب من 220 عملا جرافيكيا لم تعرض من قبل، جمع فيها مراحل من حياته الفنية، وقسم المعرض الى فترات زمنية تبدأ بالستينات، حيث بدأ التعامل مع الجرافيك باستخدام تقنية «المونو تيب»، والتي قال عنها: «بدأت العمل بهذه التقنية بمساعدة أستاذي الفنان سعد الخادم، الذي وجهني لهذه الطريقة للحصول على عدد محدود من الطبعات على سطح مصقول لا يتشرب الأحبار الدهنية، وأنتجت خلال هذه الفترة مجموعة كبيرة من اللوحات، كان أغلبها يعتمد على استخدام بقايا الأحبار في مراسم طلبة كلية التربية الفنية.

وعن المعرض قال الرزاز: «أثناء اعدادي لاقامة معرض استعادي لتجربتي الجرافيكية، عثرت على خمسة من الاعمال المبكرة، كنت قد تصورت أنها احترقت في مرسمي عام 1992، والذي فقدت فيه العديد من نسخ الحفر وبعض القوالب، فوضعتها في المعرض للتعبير عن هذه المرحلة».

وأضاف: «التجارب في المعرض تعددت وتنوع استخدامه للخامات في الأعمال بين خامات الليثيو جراف والمونوتيب والخشب والمعدن واللينوليوم, كما قدم في المعرض نماذج من أعماله التي أنتجها خلال فترة وجوده بأميركا. وهي الفترة التي أنجز خلالها مجموعة كبيرة من الليثيوغراف باللون الواحد وبألوان متعددة، وبدأ خلالها تجربة انتاج عدد من أعمال الورق اليدوي المتداخل مع الطبعات بطريقة مبتكرة ومعها مجموعة من الورق اليدوي البارز».

وقال الرزاز: «في بدايات تجربتي كنت مشغولا بالتقنية في محاولة تطويعها لأفكاري وأسلوبي كمصور, ما جعلني أستخدم خامات غير تقليدية في الطباعة، كاضافة الكاوتشوك السائل الى حبر الطباعة للحصول على تأثيرات خطية في أعمال المونوتيب».

واذا تتبعنا سيرته الفنية.. سنجد أن موضوعاته تغيرت باختلاف الفترة الزمنية، وان كانت التيمات الشعبية هي الأكثر حضورا في أعماله، وظهرت خلال أعمال فترة الستينات، واستخدم العرائس الشعبية والحصان العربي بأسلوب زخرفي ليتحول الى شكل أقرب لحصان خشبي يلهو به الصبية، أو حلوى مصنوعة على شكل حصان اشتهر تقديمه بمناسبة المولد النبوي، وتحت- اسم السبعينات- خصص الرزاز جانبا من المعرض وضع فيه أعمال تلك الفترة، وتناول فيها جوانب ميتافيزيقية, وفي مرحلة الثمانينات تعمق أكثر في دراسة نظرية الادراك البصري ورمز الكاندلا، فأنتج مجموعة من الأعمال على شكل أقراص مكونة شخوصا تتجمع رؤوسها عند بؤرة مركزية في الدائرة مع اعمال تفاعلات التقلب الايقاعي للأسود والأبيض واللعب بالفراغات البينية التي تشبه فتحات المشربية المصرية.

اندمج الرزاز خلال رحلته الفنية لفترة في التعبير الرمزي، وارتكز على رقعة الشطرنج بالطباعة من القوالب الخشبية مع تزاوج العناصر مع الرموز الميتافيزيقية في تركيبة جديدة على أسلوبه تلائم قوة اللون الأسود على السطح الأبيض.

وتميزت أعمال الفترة الأخيرة بانتاج عدد من لوحات الحفر المقطعي في الخشب بمقاسات كبيرة، وتناول خلالها فكرة الشطرنج مرة أخرى، كفكرة محورية رمزية لأحوال الانسان المعاصر, والسلطة وأحوالها.

تضمنت مطوية المعرض كلمات من أصدقاء الرزاز، منهم أستاذ الجرافيك بجامعة ولاية بفلو - نيويورك. بول مارتن الذي قال: «الأعمال التي أبدعها الرزاز عبر خمسة وأربعين عاما تمثل رصيدا رئيسيا من أعمال الطباعة الفنية والورق اليدوي تتسم بقيمة رفيعة لافتة للاهتمام، ما يجعل التجربة الجرافيكية للرزاز لا تبارى، فهو دائم البحث عن تجارب جديدة وغير تقليدية، حيث يؤلف بين التقنيات والوسائط الطباعية بحيوية محققا مبتغاه التعبيري بقوة».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي