بعد الإعلان عن توقف القصف الصهيوني على غزة منذ صباح يوم الأحد الماضي نتيجة اتفاق دولي مسبق، وتنفس الصعداء في قطاع غزة بعد عدوان دموي وغادر مستمر، وهواء ملوث بالبارود وقصف ممنهج لمحاولة تدمير وإبادة الأهالي هناك، فإن ذلك يمثل أملاً جديداً وشروقاً ساطعاً لإعادة البناء بإذن الله، ولملمة الجراح الغائرة والتي تركها هذا الكيان المحتل وأمام الإعلام العالمي.
... ولأكثر من عام وهو يستهدف المدنيين والأطفال الأبرياء ويهجم بكل الوسائل الشرسة ومنها القصف والتشريد والحصار والتجويع، فلا مستشفى ينجو ولا مخيم يفلت من عدوانه مما يدل على حقده الدفين والعلني، والبعض للأسف يقول إنه ليس نصراً، ولكن الرد عليه بأن الصمود أمام الطغيان وتحمل الظروف القسرية والوضع المرعب يعتبر نصراً وصبراً وصموداً مشرفاً أمام المحتل، والذي ساهم في بقاء هذا الكيان المرفوض هذا الضعف المستمر في العالم الإسلامي والعربي وهو العامل الحاسم في المعادلة!
بالرغم من تنامي المصالح الدبلوماسية والاستثمارية مع الغرب! فإنه لم يردع ذلك كله الكيان الصهيوني المصطنع والمستغرب والمستزرع من عدوانه على أرض فلسطين المباركة، وكانت وما زالت سلسلة الاعتداءات المتكررة للمستوطنين الصهاينة وجنود الاحتلال على المسجد الأقصى في القدس وغزة وباقي فلسطين، ونيتهم وتخطيطهم دائماً للعدوان وانتهاك حقوق الإنسان، وكل ذلك تحت مرأى ومسمع من العالم بمنظماته وهيئاته العالمية وتنظيماته الإدارية الأممية المعقدة، فأين حقوق الأنسان؟!
لذلك، لا يمكن التغاضي عن جرائمه ويجب الملاحقة الدولية لهذا الكيان وما حصل في غزة من قتل لعشرات آلاف من الشهداء يجب ألا يتكرر، وتكون مبادرة دولية حقيقية تتجاوز وقف إطلاق النار لعمل ضمانات وحماية للقطاع من العدوان الهمجي الصهيوني والمتمثل في حكومة مجرمة وهي حكومة نتنياهو، (واسمه على مسمى فعلاً)، ومن الضروري ملاحقته دولياً ومن يتبعه، واعتبارهم مجرمي حرب، وربما يكون من الصعوبة واقعياً وللأسف محاكمته نتيجة النفوذ لدى الغرب واللوبي الصهيوني في أميركا، ولكن يجب بذل الجهد واستغلال وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام للضغط على هذا الكيان وفضح جرائمه وسجله الدموي. فاللغة الوحيدة التي يفهمها الصهاينه هي لغة القوة، ومهما طال الزمن فالنصر قادم بإذن الله تعالى، ولنستذكر الآية الكريمة «وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ» (سورة إبراهيم).
ومن أبجديات التعامل معه بأنه يجب أن ندرك أنه لا مجال للتعايش والتطبيع مع الكيان المحتل، فالماء الإسلامي الطاهر لا يمكن أن يندمج مع الزيت الفاسد، والقدس ستظل إن شاء الله هي عاصمة فلسطين وبها المسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين. ومن ناحية أخرى من المهم عمل مؤتمر إسلامي وعربي عاجل لمساندة وإعمار غزة حتى تعود الحياة الطبيعية لها مع الضمانات الدولية اللازمة لحمايتها من المزاجية الإجرامية المتكررة للكيان المحتل، وإن شاء الله النصر التام قادم. والله عزوجل المعين في كل الأحوال.
X @Alsadhankw