سلطان حمود المتروك / حروف باسمة / حوم وفوم

تصغير
تكبير
ديرة طيبة يحتفي اهلها بأعيادها على مدى الايام والاعوام ويبرزون من خلال الابتهاج بالعيد اصالتهم وتراثهم وعاداتهم الطيبة، ومن ابرز الاعياد هو العيد الوطني المجيد حيث كان يحتفى به بأساليب ممتعة وطيبة، فتلك العرضات والحدوات تنصب في الاماكن المخصصة لها، وان مسرح سينما

الاندلس يشهد على انماط مختلفة لاهازيج العيد الوطني.

رفرف يا علم بلادي

فوق السهل والوادي

هذا ما قاله سعود الراشد وانحاء سينما الاندلس تدوي بالتصفيق المستمر.

بينما ينشد محمد سلمان:

لبيك يا علم الكويت

كلنا نحمي الحمى

لبيك واجعل من جماجمنا

لعزك سُلَّما

وكثير من فناني الكويت والعرب كم دوّت حناجرهم بحب الكويت في هذه المناسبة الطيبة، واهل الكويت ينشدون معهم في جو ممتع وممتلئ بالهدوء والسكينة، كم غنينا (من الجهرا للسالمية رافعين علم الحرية) هكذا كان يغني عبدالحليم حافظ وتقول بهيجة الادريسي في ذلك اليوم: بهجة العيد وانغام الاغاني والتهاني.

وشادي الخليج وهو يشدو:

طاب التغني يا طيور الورق

وتلك كوكب الشرق تشدو:

يا دارنا يا دار

عاشت هذه الدار وعاش اهلها وعاش ابتهاجها في اوساط هادئة مطمئنة وساكنة مفعمة بالامن والامل. اما في هذه الايام فما عسانا ان نشاهد في ايام العيد الوطني سيارات ذات ابواق صاخبة تزعج كل من يسلك شارع الاحتفال، ومناظر كئيبة لشباب نزلوا من سياراتهم يترنحون، أهكذا نحتفي بالعيد الوطني، اين احتفالات وزارة التربية التي كانت تخلد التراث وتعبر عن الاصالة في مثل هذا اليوم؟

سل عنها مسرح مدارس التربية الخاصة فعسى ان ينبئك عن اخبارها شيئا ان استطاع الحديث، افواج من البشر يقذف بعضهم بعضا باعداد لا بأس بها من البيض، أهكذا تعلمنا؟

كي نبتهج بعيدنا الخالد ويومنا الوطني الذي يجب ان يخلد في الافئدة والامر المدهش هو ان كثيرا من الناس امتطوا علب الفوم واخذ بعضهم يلقي بها على الاخر فدمرت اطفال، وعائلات، وشيوخ، وشباب اتوا ليحتفلوا فأصابهم من سموم الفوم الشيء الكثير والسؤال الذي يطرح نفسه الآن عزيزي القارئ من المسؤول عن هذه الفوضى العارمة في يوم العيد، وما دور وزارة التجارة في عملية استيراد الفوم؟

اين دور الجمعيات التعاونية في تواجد الفوم في اسواقها يقتنصه الجميع، حتى بعض الاشقاء من بعض دول مجلس التعاون اتوا واقتنصوا عشرات العلب ليشاركوا بنشرها في الشوارع.

حقا انه درس غير طيب نتعلمه ونعلمه لابنائنا واشقائنا ايضا.

اين دور اولياء الامور في هذه القضية المهمة؟!، اين اعضاء مجلس الامة، واين لجنة الظواهر السلبية الدخيلة على المجتمع؟

عسى ان يفكروا وتنطلق خطة للاحتفال بالعيد الوطني المقبل تبرز من خلالها العادات الطيبة حتى تكون اعيادنا ممتلئة بالخير والحبور وصدق الاديب:

عاشت بلادي حرة

ولها دمي كل الفدا

افنى ويبقى في العلا

وطني الحبيب مخلدا





سلطان حمود المتروك

كاتب كويتي
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي