نظام الدفاع بالليزر «يكلف صفراً تقريباً لكل اعتراض»
إسرائيل تُخطط لمواجهة الصواريخ بـ «الشعاع الحديدي»
- النظام لا يعمل جيداً في طقس غائم أو ممطر أو ضبابي
- يستخدم الليزر عالي الطاقة ومداه بين مئات الأمتار إلى كيلومترات
- يبشر ببداية عصر جديد في الحرب وسيدخل الخدمة التشغيلية خلال عام
- «نيويورك تايمز»: «حماس» حرصت على هجومها خوفاً من نشر نظام الليزر الجديد
أعلنت إسرائيل، أنها تتوقع أن يبدأ نظام الدفاع بالليزر «الشعاع الحديدي» العمل خلال عام واحد، مضيفة أنه سيجلب «عصراً جديداً من الحرب»، حيث تخوض حرباً بالطائرات من دون طيار والصواريخ مع إيران وشركائها الإقليميين.
وأنفقت إسرائيل أكثر من 500 مليون دولار على صفقات الأسبوع الماضي مع المطورين الإسرائيليين، شركة «رافائيل» لأنظمة الدفاع المتقدمة، «مهندسة القبة الحديدية»، و«إلبيت سيستمز» لتوسيع إنتاج النظام.
وذكرت وزارة الدفاع الإسرائيلية الأسبوع الماضي، أن النظام الدفاعي، الذي أطلق عليه اسم «الشعاع الحديدي»، يهدف إلى استخدام أشعة الليزر عالية الطاقة لمواجهة مجموعة من المقذوفات، بما في ذلك الصواريخ والطائرات من دون طيار والصواريخ وقذائف الهاون.
وقال المدير العام لوزارة الدفاع إيال زامير في بيان، «إنه يبشر ببداية عصر جديد في الحرب، ومن المتوقع أن يدخل الخدمة التشغيلية خلال عام واحد».
وكانت إسرائيل كشفت للمرة الأولى عن نموذج أولي لهذا النظام في 2021، ومنذ ذلك الحين تعمل على تشغيله.
ومن جنوب لبنان، حيث تخوض إسرائيل الآن حرباً برية، وصلت صواريخ «حزب الله» إلى عمق إسرائيل.
وفي أكتوبر الماضي، تضرر منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على شاطئ البحر في مدينة قيساريا الساحلية جراء غارة بطائرة من دون طيار، أعلن «حزب الله» إطلاقها، وتمكنت إحدى الطائرات الثلاث التي أطلقت من الإفلات من نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي.
ويقول الخبراء إن «الشعاع الحديدي» يمكن أن يكون طبقة إضافية من الدفاعات الجوية لإسرائيل، سواء من حيث الفعالية أو التكلفة.
كيف يعمل؟
يستخدم النظام الليزر عالي الطاقة حيث يتمركز على الأرض، ويتراوح مداه بين مئات الأمتار إلى كيلومترات عدة، يقوم الليزر بتسخين قذيفة الهدف في المناطق المعرضة للخطر، بما في ذلك محركها أو رأسها الحربي، حتى يدمر المقذوف.
وهذا يختلف عن الوسائل التقليدية التي تستخدمها إسرائيل لتدمير الصواريخ والقذائف، حيث يتم استخدام الرادار لتحديد التهديد القادم ثم يتم إطلاق صاروخ اعتراضي لتدمير المقذوف في الجو.
وكما قال الخبراء فإن درع الليزر سيكون أرخص وأسرع وأكثر فعالية مقارنة بالقبة الحديدية.
ووفقا للخبراء، فإن تكلفة كل صاروخ اعتراضي من «القبة الحديدية» تقدر بنحو 50 ألف دولار، إن لم يكن أكثر.
وتعترض إسرائيل المقذوفات بشكل شبه يومي منذ بدء الحرب مع جارتها الشمالية.
وقال يهوشوا كاليسكي، الباحث البارز في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، لشبكة «سي إن إن»، إن إسرائيل تطلق صاروخين في كل اعتراض.
وأفادت شركة «رافائيل»، التي تساعد في إنتاج «الشعاع الحديدي»، بأن نظام الدفاع بالليزر «يكلف صفراً تقريباً لكل اعتراض».
وفي 2022، قال رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت إن كل اعتراض قائم على الليزر من المتوقع أن يكلف 2 دولار فقط.
وقال ساشا بروخمان، زميل الأبحاث الزائر في التحليل الدفاعي والعسكري في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ومقره لندن، «من الواضح أن الاقتصاد هو النقطة المهمة، ولن يدمر موازنة الدفاع».
وأكد خبراء أن نظام الليزر سيكون أكثر فعالية ضد الطائرات من دون طيار، والتي فشلت «القبة الحديدية» في اعتراضها.
وفي حين أن القبة الحديدية تعترض وتدمر معظم المقذوفات، إلا أنها مصممة في المقام الأول لمواجهة الصواريخ والقذائف، وليس الطائرات من دون طيار.
وقال الخبراء إن المركبات الجوية من دون طيار صغيرة وخفيفة وتحلق بشكل منخفض، ما يعني أن أنظمة الرادار الإسرائيلية لن تكتشفها دائماً بالطريقة التي تكتشف بها الصواريخ، والتي هي أكبر كما أن الطائرات من دون طيار ليس لها دائمًا وجهة محددة وقد تغير الاتجاه في منتصف الرحلة.
من يمتلك النظام الدفاعي؟
جربت حكومات أخرى أنواعاً مختلفة من أنظمة الليزر، حيث اختبرت البحرية الأميركية، أسلحة ليزر عالية الطاقة يمكنها تدمير الطائرات في منتصف الرحلة، فيما عرضت بريطانيا أخيراً سلاحاً يعمل بالطاقة الليزرية يمكن استخدامه ضد التهديدات الجوية.
كما أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن الصين وروسيا تعملان على تطوير نظام يمكنه استهداف الأقمار الاصطناعية.
ومن غير الواضح ما إذا كانت إيران قد طورت نظام دفاع ليزر خاص بها.
وفي 2022، أعلنت طهران أنها «قادرة على تصنيع أسلحة الليزر للدفاع عن المناطق الحساسة»، حسب ما ذكرت وسائل الإعلام الرسمية.
ومع ذلك، يشتبه في أن إيران تمتلك سلاح الليزر «الصياد الصامت» الصيني الصنع، وفق الخبراء، مضيفين أن الليزر ليس بقوة تلك المصممة للشعاع الحديدي ذاتها.
هل سيغير القواعد؟
لكن لايزال «الشعاع الحديدي» يعاني من عيوب، حيث قال الخبراء إن نظام الليزر لن يعمل بشكل جيد في الطقس الغائم أو الممطر أو الضبابي، مضيفين أن هذا يقلل من قدرة الليزر على المرور عبر الغلاف الجوي والوصول إلى هدفه، كما سيتطلب النظام كميات كبيرة من الطاقة لإبقائه قيد التشغيل.
وتظل تطلعات المشروع والإطار الزمني المتوقع غير واضحة.
وقال بروخمان إن إحدى المشاكل الرئيسية هي أنه لتلبية تطلعاتهم باستخدام تقنية الليزر هذه، كانت الحكومات تحتاج دائماً إلى مليارات الدولارات وعقود من البحث ولم ير العالم بعد ما إذا كانت إسرائيل «تفعل ذلك بالفعل».
وتابع «قد تحسب إيران ووكلاؤها أن هذا من شأنه أن يغير قواعد اللعبة من وجهة نظرهم، وأنه من شأنه أن يقلل بشكل خطير من قيمة عشرات أو مئات الآلاف من الصواريخ التي يعملون على بنائها كترسانة استراتيجية لردع إسرائيل».
وأضاف أن «الشعاع الحديدي قد يكون مغيراً لقواعد اللعبة بالنسبة لإسرائيل، لكنه سيظل طبقة أخرى من الدفاع».
وأشار إلى أنه من المرجح أن يكون أكثر فعالية ضد الطائرات من دون طيار والصواريخ والقذائف قصيرة المدى، مضيفاً أنه قد لا يكون فعالاً ضد الصواريخ البالستية، التي أحبطتها صواريخ «حيتس 2» و«حيتس 3» الاعتراضية الإسرائيلية تقليدياً.
ويقول الخبراء إن «الشعاع الحديدي» قد يعمل أيضاً كرادع لمزيد من الهجمات من قبل إيران أو وكلائها.
وفي أكتوبر الماضي، ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز»، أن «حماس»، كانت حريصة على تنفيذ هجومها في 7 أكتوبر بحلول نهاية عام 2023، خوفاً من أن تبدأ إسرائيل في نشر نظام الليزر الخاص بها، والذي كان ليكون أكثر فعالية ضد صواريخ الحركة.
وكانت الصحيفة تستشهد بوثائق استولى عليها الجيش الإسرائيلي وحصلت عليها «نيويورك تايمز».