حوار / رئيسة قسم التشغيل في إدارة طوارئ شبكات التوزيع في «الكهرباء» أملت تفهم المستهلكين لتجنب القطع المبرمج

هبة اليوسف لـ «الراي»: أثبتُّ نظرية «أخت الرجال» ميدانياً

تصغير
تكبير
|حاورها علي العلاس|

اجتهدت ونالت أول منصب قيادي فني في قطاع شبكات التوزيع في وزارة الكهرباء والماء...هذا الاجتهاد لم يقف عند هذا الحد، وانما واصلت سعيها حتى حصلت على اول شهادة تنالها مهندسة كويتية، وهي «شهادة صلاحية تشغيل المحطات»...انها رئيس قسم التشغيل في إدارة طوارئ شبكات التوزيع المهندسة هبة اليوسف التي تؤمن بالمثل القائل «كل من جد وجد وكل من زرع حصد».

هبة اليوسف اكدت في حوارها لـ»الراي» على جدارة المهندسة الكويتية في العمل الميداني وتأكيد نظرية «اخت الرجال»، مشيدة بدور الوكيل المساعد لقطاع شبكات التوزيع المهندس صالح المسلم الذي منح مهندسات القطاع فرصة إثبات جدارتهن، لافتة الى حساسية قطاع شبكات التوزيع الذي وضعه القدر مباشرة وجها لوجه مع المستهلك.

وكشفت اليوسف عن قيام إدارة طوارئ شبكات التوزيع لهذا العام بتبديل اغلب الكيبلات والمحولات التي نتج عنها مشاكل العام الفائت، مشيرة الى انه تم استبدال ما يقارب 70 في المئة من كيبلات منطقة الصباحية، وجارٍ العمل حاليا على استبدال أجزاء كبيرة من كيبلات منطقة الاحمدي.

وفيما يتعلق بعملية استبدال المحولات قالت اليوسف انه «تم استبدال ما يقارب 80 في المئة من محولات محافظة العاصمة القابلة للانفجار، خصوصا المحولات القريبة من التجمعات السكنية والتجارية».

وتوقعت اليوسف ان ينخفض هذا العام معدل الانقطاعات الكهربائية الناتجة عن اعطال شبكة التوزيع بفضل عمل الادارة على تلافي معظم المشاكل التي كانت تتسبب في حدوث هذه الانقطاعات.

واشارت اليوسف الى الفرق الواضح بين قطاع شبكات التوزيع في عهد الوكيل المساعد لقطاع شبكات التوزيع المهندس صالح المسلم والقطاع ابان تولي مسؤوليته عدد من الوكلاء السابقين، مشيرة الى ان المسلم استطاع تشخيص مشاكل القطاع ووضع يده على الجرح، الأمر الذي اتاح له وضع استراتيجية شاملة لتطوير هذا القطاع الحيوي... وفي ما يلي نص الحوار:



• يتم تصنيف إدارة الطوارئ التابعة لقطاع شبكات التوزيع ضمن الادارات الحساسة التي لا يحتمل فيها الخطأ... لماذا ؟

- لاشك ان إدارتنا تصنف ضمن الإدارات الحساسة على مستوى الوزارة، ولعل القدر وضعنا مباشرة وجها لوجه مع المستهلك، بمعنى ان اي انقطاع كهربائي مفاجئ يصيب عددا من المنازل في اي منطقة تقع مسؤوليته مباشرة على عاتقنا، فالإدارة تبذل قصارى جهدها وتحاول بشتى الطرق الممكنة تقليل نسب الانقطاعات المفاجئة، خصوصا انقطاعات الصيف حتى لا نؤرق بال المواطنين والمقيمين.

وتتكون الادارة من ثلاثة اقسام، الأول هو قسم التشغيل، ومهمته الرئيسية التعامل مع الانقطاعات المفاجئة التي تحدث على مستوى الكويت، والثاني هو قسم إصلاح وصيانة الكيبلات الارضية التي تنقسم بدورها الى كيبلات قيادية، واخرى متوسطة، وانا اتذكر جيدا ان الوكيل المساعد لشبكات التوزيع المهندس صالح المسلم تحدث باستفاضة وإسهاب في مقابلة خص بها «الراي» قبل اشهر قليلة اوضح فيها الآلية التي يتم من خلالها إصلاح وصيانة الكيبلات القديمة من ناحية واستبدال الكيبلات المهترئة التي اوشك عمرها الافتراضي على الانتهاء من خلال المناقصات التي يتم طرحها بخصوص هذا الشأن، واخيرا يأتي القسم الثالث من اقسام الادارة وهو قسم إنشاء وصيانة الخطوط الهوائية.

• وهل قسم إنشاء وصيانة الخطوط الهوائية تابع لقطاع شبكات التوزيع ام الى قطاع شبكات النقل ؟

- هذا القسم موجود في القطاعين، وانا شعرت عند ذكر هذا القسم ان عقلك ذهب مباشرة الى الخطوط الهوائية القريبة من منازل المواطنين، ولكن احب ان اوضح ان الخطوط الهوائية التابعة لقطاع شبكات التوزيع معظمها يمر بالقرب من مزارع الوفرة والعبدلي اي بعيدة كل البعد عن المناطق السكنية.

• ما اهم المشاريع التي انجزتها إدارتكم خلال الفترة الفائتة، والتي بصدد إنشائها قريبا؟

- قمنا خلال الفترة القليلة الماضية بتبديل اغلب الكيبلات والمحطات التي نتج عنها مشاكل خلال العام الماضي، واحب ان اشير هنا الى انه تم بالفعل تجديد نسبة 70 في المئة من كيبلات منطقة الصباحية، والآن جارٍ العمل على استبدال اجزاء كبيرة من كيبلات منطقة الاحمدي، فبعد حصر كيبلات هذه المنطقة بدأنا العمل فيها من شهر اكتوبر الفائت ونتوقع ان ننهي أعمالنا قبل حلول فصل الصيف المقبل، وكلنا أمل الا توجهنا مشاكل مثل التي واجهتنا العام الماضي في تلك المنطقة.

• بالرغم ان معظم الحوادث التي تصيب الكيبلات والمحولات تقع في فصل الصيف إلا انه يلاحظ ان نشاط عملكم يزيد في فصل الشتاء، ماهو السبب؟

- صحيح ان اغلب حوادث انفجارات المحولات والكيبلات تحدث في فصل الصيف إلا ان نشاطنا وعملنا يزيد في موسم الشتاء، فنحن ننتهز فرصة انخفاض معدل أحمال المحولات والكيبلات في الشتاء بسبب انخفاض درجة الحرارة، ونقوم بعمليات الاستبدال اوالصيانة لمرافق قطاعنا، لهذا يكون نشاطنا اكثر في الشتاء مقارنة بفصل الصيف الذي يقتصر فيه نشاطنا على إصلاح وصيانة المحولات والكيبلات التي تتعرض لبعض المشاكل.

• معظم الانقطاعات التي حدثت العام الفائت كان سببها اعطال ناتجة من شبكة التوزيع، هل تتوقعين ان يكون للقطاع نفسه نصيب الاسد ايضا لهذا العام، أم يحصل تحسن بفضل الاعمال التي قمتم او تنوون القيام بها مستقبلا؟

- معظم الانقطاعات التي حدثت العام الفائت كان سببها مشاكل في شبكة التوزيع، ولكن نتوقع هذا العام ان تنخفض نسبة الانقطاعات بشكل كبير مقارنة بالسنوات الفائتة، لان اغلب المشاكل قمنا بتلافيها من خلال عمليات تبديل الكيبلات والمحولات التي اقترب عمرها الافتراضي من الانتهاء وصيانة بعضها الاخر، ولكن احب ان اقول ان المتابع لمعدل الانقطاعات التي حدثت العام الفائت سيلاحظ تدني نسبتها مقارنة بالاعوام الماضية.

• المنطقة الجنوبية كانت من اكثر المناطق عرضة لمشاكل الانقطاعات الكهربائية، هل يمكننا ان نستنبط من كلامك سالف الذكر ان هذه المشاكل ستختفي في تلك المنطقة؟

- بالطبع يمكنك ان تستنبط ذلك، ولكن ليس بنسبة مئة في المئة، فاحيانا يصادف ان تشتري سيارة على الزيرو من الوكالة، ورغم ذلك تتعرض لبعض الاعطال، وهكذا المعدات الكهربائية، نحن نعمل الشيء الذي يمليه علينا ضميرنا ونترك البقية على المولى عزوجل.

وأؤكد ان المنطقة الجنوبية نالت الجزء الاكبر من جهودنا، خصوصا منطقتي الصباحية والاحمدي، حيث ان معظم كيبلاتهما مهترئة ولم يطرأ عليها تغير منذ سنوات، والشيء الذي ربما يغيب عن ذهن الكثير من الناس العاديين او ربما لا يعرفونه لبعدهم عن مجال الكهرباء هو ان قطاع شبكات التوزيع يقوم يوميا بأعمال صيانة كيبلات ومحولات، وكثيرا ما يصادفنا اثناء عمليات الصيانة وجود كيبلات ومحولات تحتاج الى التبديل بالكامل فنقوم على الفور بتبديلها ولا نكتفي بصيانتها كما كان معمولا به في السابق.

• ايهما اصعب صيانة واصلاح وتبديل الكيبلات الارضية ام الهوائية؟

- الكيبلات الارضية بكل تأكيد.

• لماذا؟

- لان عملية ربط الكيبلات الارضية اثناء إصلاحها وصيانتها او تبديلها تأخذ وقتا طويلا مقارنة بعمليات اصلاح وصيانة الخطوط الهوائية التي تتم بسرعة، ناهيك عن صعوبة الحفر والردم التي تحتاجها صيانة الكيبلات الارضية، عكس الخطوط الهوائية المكشوفة للسماء.

وطالما فتحت المجال هنا للتفريق بين الكيبلات الارضية والخطوط الهوائية، احب ان اشير الى فرق الكلفة المالية بين الاثنين، فعمليات إصلاح وصيانة او إنشاء الكيبلات الارضية مكلف جدا.

• في مؤتمر صحافي عقده اخيراً الوكيل المساعد للتخطيط والتدريب الدكتور مشعان العتيبي، اشار الى تأثر بعض الكيبلات الارضية بنوعية التربة الكويتية، هل ثبت علميا تأثر الكيبلات بنوعية التربة، ولماذا لا تشترط الوزارة على الشركات المصنعة ان تتناسب الكيبلات مع نوعية تربة الكويت؟

- مع مرور الوقت على دفن بعض الكيبلات في باطن الارض لاحظنا ان هناك أجزاء بدأت تظهر عليها علامات التأكل، وهذا الامر يدعو الى الاستغراب، فالمفروض ان تظل هذه الكيبلات على حالها طالما لم تتعرض لاعطاب او انفجارت، خصوصا ان المواصفات التي تمنحنا اياها الشركات المصنعة تؤكد عدم قابلية هذه الكيبلات الى التأكل بفعل التربة، ومع ذلك نجد بعض الاجزاء المتأكلة.

• اذن لماذا لا ترجع الوزارة الى تلك الشركات المصنعة طالما ضمنت عدم تأكل كيبلاتها ؟

- هذا السؤال يجب ان يوجه للمسؤولين في الوزارة خصوصا المشرفين على عمليات إرساء المناقصات.

• هل قمتم بتبديل محولات بعض المناطق خلافا لعمليات الصيانة التي تجرونها بين الفينة والاخرى؟

- نحن ركزنا على مدار الاشهر الاربعة الفائتة على محافظة العاصمة، حيث قمنا بتبديل ما يقارب 80 في المئة من محولات المحافظة، خصوصا المحولات القريبة من التجمعات السكنية والتجارية القابلة للانفجار، وذلك حفاظا على سلامة ارواح المواطنين والمقيمين مرتادي هذه الاماكن، وجميع المهندسين والفنيين لديهم تعليمات مشددة اصدرها لهم الوزير الدكتور بدر الشريعان، ووكيل القطاع المهندس صالح المسلم، بضرورة تبديل جميع المحولات التي اوشك عمرها الافتراضي على الانتهاء تجنبا لمشاكل الانفجارات الطارئة.

• كثيرا ما تتكرر عبارة «شبكات التوزيع مشكلتها تراكمية»، ما السبب الذي جعل هذه العبارة تأخذ صدى اكبر في الاونة الاخيرة، هل - كما يقال هو تكرار حوادث الانقطاعات ذاتها؟

- هذه المقولة صحيحة مئة في المئة، واتذكر، ان لم تخونني الذاكرة، ان الوزير السابق المهندس محمد العليم هو اول من اعترف بذلك وقال ان شبكات التوزيع مشكلتها تراكمية، فنحن لدين محولات وكيبلات ربما تجاوز عمرها الاربعين او الخمسين عاما، واحيانا كثيرة تصيبنا الدهشة عندما يصادفنا معدات يتجاوز عمرها 60 عاما، الامر الذي يجعلها عرضة للانفجارات في اي لحظة.

والفرق بين فترة الوكيل الحالي للقطاع المهندس صالح المسلم والوكلاء السابقين الذين تولوا مسؤولية هذا القطاع ان الشخص الاول استطاع تشخيص مشكلة القطاع ووضع يده على الجرح، الامر الذي اتاح له فيما بعد وضع استراتيجية شاملة لإنقاذ هذا القطاع، اما بالنسبة لتكرار هذه المقولة وأسباب ذلك، فاحب ان اؤكد ان معدل الانقطاعات انخفض بشكل كبير في العامين الفائتين مقارنة بالاعوام السابقة.

• طالما تطرقنا الى العمر الافتراضي الى بعض المحولات، هل صحيح ان المحولات القديمة افضل من الحديثة؟

- اولا يجب ان نفرق بين أنواع تلك المحولات القديمة، فهناك نوعيات قديمة تجاوز عمرها الاربعين عاما وتعمل في حالة افضل ما يكون، وهناك ايضا نوعية اخرى قديمة تحتاج الى تبديل، ولذا اقول ان النتيجة في النهاية تتوقف على نوعية وماركة المحول.

• قبل ايام تم رصد جولة تفقدية للوكيل صالح المسلم شملت العديد من المستشفيات...

- دون ان تكمل انا افهم قصدك، وأؤكد على أن جولات الوكيل لا تقف عند حد تفقده للكيبلات والمحولات التي تغذي هذه المستشفيات، وانما تشمل كذلك المنشأت العسكرية والمنشأت التابعة للديوان الاميري والمطار والمدن الترفيهية وكافة الاماكن الاستراتيجية لضمان عدم وقوع حوادث انقطاعات عن تلك المناطق، وعادة ما يقدم الوكيل توصياته وملاحظاته للفنيين المسؤولين عن هذه الاماكن سواء كانوا تابعين لوزارة الكهرباء والماء أوللفنيين التابعين لتلك المنشأت الحيوية.

• باعتبارك اول امرأة تتولى منصب فني في وزارة الكهرباء والماء، وكذلك أول مهندسة تحصل على صلاحية تشغيل محطات، هل تجدين صعوبة في طبيعة عملك ام تريدين إثبات نظرية «اخت الرجال»؟

- طبيعي أن يجد المهندس اوالمهندسة صعوبة في طبيعة العمل الفني، لاسيما في فصل الصيف، حيث الطقس الملتهب، ولكن المهندسة الكويتية اثبتت جدارتها في العمل الميداني، واستطاعت كما ذكرت في سؤالك ان تؤكد نظرية «اخت الرجال».

• هل من رسالة تريدين ايصالها للمستهلك، خصوصا مع اقتراب دخولنا في فصل الصيف؟

- اتمنى على المستهلك ان يكون متفهما لوضع الشبكة الكهربائية عموما، وان يحاول قدر الإمكان ان يقلل من معدلات استهلاكه للكهرباء والماء على حد سواء، وانا هنا لا اطالبهم بحرمان انفسهم من استخدام الكهرباء، ولكن فصل التيار عن الاماكن غير المتواجدين فيها داخل منازلهم حتى لا نضطر الى القطع المبرمج.



المسلم والثقة في قدرة

المهندسة الكويتية




يحسب للوكيل المساعد صالح المسلم إعطائه أول فرصة لتأهيل المهندسات الكويتيات، ومنحهن مناصب قيادية في قطاعه، فقبل تولي المسلم منصب الوكيل كان هناك رفض لتولي اي مهندسة منصب قيادي فني في قطاع شبكات التوزيع، وذلك حتى نالت المهندسة هبه اليوسف منصب رئيس قسم التشغيل في إدارة طوارئ شبكات التوزيع عن جدارة واستحقاق.

والمهندسة هبه خريجة جامعة الكويت دفعة 2002/2003 تخصص كهرباء، واول تعين لها كان في قسم انارة الشوارع، وهي اول مهندسة كويتية تحصل على صلاحية تشغيل محطات.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي