عقدت أول من أمس قمة تاريخية واستثنائية بين شركاء يعرفون بعضهم البعض جيداً، إلّا أن هذه القمة وصفت بأنها تاريخيّة لأنها الأولى من نوعها على مستوى قادة دول مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي، ولأنها بمثابة الإعلان عن مرحلة جديدة في العلاقات فرضتها التطورات والأحداث الخطيرة التي يشهدها العالم اليوم.
القمة الخليجية - الأوروبية التي انعقدت في بروكسل ركّزت على ملفات رئيسية عدة تهدف إلى تعزيز العلاقات الإستراتيجية بين دول مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي، وهي تتفق على ضرورة تعزيز الشراكات في مجالات التجارة والاستثمار، بما في ذلك القطاعات الحيوية مثل الطاقة المتجددة والتكنولوجيا والابتكار.
وركّزت القمة على أهمية التعاون في مجال الأمن والدفاع، وكذلك مواجهة التحديات الإرهابية والجريمة المنظمة بما في ذلك الصراعات المستمرة في الشرق الأوسط ودعم عملية السلام في الشرق الأوسط بحل النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي، من خلال دعم حل الدولتين والعمل من أجل استقرار المنطقة.
وكذلك تم تسليط الضوء على أهمية التعاون في مجالات الانتقال إلى الطاقة النظيفة والرقمنة، مع التركيز على تحقيق التنمية المستدامة والتصدي لتغير المناخ، لتأسيس مرحلة جديدة تشكل خطوة مهمة نحو تقوية العلاقات بين الطرفين في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية.
ولذلك نقول...
دول مجلس التعاون الخليجي خلقت طريقاً ثالثاً في هذا العالم الذي يشهد صراع نفوذ واستقطاب فانتهجت نهجاً محايداً قائماً على دعم السلم والأمن في العالم وتحقيق الرفاة الاقتصادي لشعبه وشعوب المنطقة، وهذه السياسات باتت تشكّل مصدر قوة، فالقوة ليست قوة الحديد والنار كما يراها البعض.
مجلة الإيكونوميست البريطانية أبرزت أخيراً تقريراً ذكرت فيه «أن دول الخليج العربي باتت تتصدّر المشهد الدولي وهي تريد إعادة تشكيل العالم على صورتها»، وإن كان البعض يرى في ذلك مبالغة في فهم سياسات دول الخليج إلا أننا لا نبالغ أبداً عندما نقول إن دول مجلس التعاون الخليجي هي من أقوى نماذج التعاون في المنطقة وأصبحت محط أنظار قادة العالم، فالعالم يمر برحلة انتقالية محفوفة بالمخاطر والكل يعول على دول مجلس التعاون على اعتبار أنها دول تنموية عقلانية وغير عدوانية.
ودمتم بود.