القاذفات الإستراتيجية الخفيّة قادرة على تدمير منشآت نووية
واشنطن تُطلق «بي - 2» ضد مخازن أسلحة حوثية
- الحوثيون: الضربات لن تمرّ من دون ردّ
- غارة تستهدف مستودع أسلحة لـ «حزب الله» في اللاذقية
- قائد الحرس الثوري يتوعّد إسرائيل بضربة «موجعة»
- موسكو تحذر تل أبيب من توجيه ضربة لمنشآت نووية إيرانية
للمرة الأولى، منذ بدء ضرباتها ضد الحوثيين في نوفمبر الماضي، استخدمت القوات الأميركية، ليل الأربعاء، قاذفات إستراتيجية خفيّة من طراز «بي - 2 سبيريت» قادرة على تدمير منشآت نووية، لاستهداف منشآت لتخزين السلاح في مناطق يمنية يسيطر عليها المتمردون، وذلك في تهديد غير مباشر لإيران على ما يبدو.
وبينما شنّ الجيش الإسرائيلي، غارة جوية على مدينة اللاذقية في سورية، توعّدت طهران، تل أبيب، بضربة «موجعة» إذا هاجمت أهدافاً «في إيران أو في المنطقة»، رداً على هجومها الصاروخي على الدولة العبرية في الأول من أكتوبر الجاري.
وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في بيان، إنّ «القوات الأميركية استهدفت عدداً من المنشآت تحت الأرضية التابعة للحوثيين والتي تضمّ مكوّنات أسلحة مختلفة من الأنواع نفسها التي استخدمها الحوثيون لاستهداف سفن مدنية وعسكرية في سائر أنحاء المنطقة».
وأضاف أنّ «القوات الأميركية، بما في ذلك قاذفات قنابل من طراز بي - 2 تابعة للقوات الجوية، شنّت ضربات دقيقة ضدّ خمسة مواقع محصّنة لتخزين الأسلحة تحت الأرض».
وأعلن وزير الدفاع أنّه أعطى «الإذن بشنّ هذه الضربات الدقيقة بناء على توجيهات من الرئيس (جو) بايدن بهدف إضعاف قدرة الحوثيين على مواصلة سلوكهم المزعزع للاستقرار ولحماية القوات والأفراد الأميركيين والدفاع عنهم في أحد أهم الممرات المائية في العالم».
وأوضح أنّ هذا القصف شكّل «استعراضاً فريداً لقدرة الولايات المتحدة على استهداف المنشآت التي يسعى خصومنا إلى إبقائها بعيدة عن متناولنا، بغضّ النظر عن مدى عمقها تحت الأرض أو صلابتها أو تحصينها».
وشدّد أوستن في بيانه على أنّ «استخدام قاذفات قنابل خفيّة بعيدة المدى من طراز بي - 2 سبيريت (...) يُظهر قدرات الضرب العالمية التي تتمتّع بها الولايات المتّحدة لأخذ إجراءات ضدّ هذه الأهداف عند الضرورة، في أيّ وقت وفي أيّ مكان».
بدورها، أصدرت القيادة العسكرية الوسطى الأميركية (سنتكوم) المسؤولة عن القوات الأميركية العاملة في منطقة الشرق الأوسط، بياناً أكّدت فيه أنّه لا مؤشرات أولية على أن غاراتها أوقعت إصابات في صفوف المدنيين.
في المقابل، أفادت قناة «المسيرة» التابعة للحوثيين فجر أمس، عن ستّ ضربات استهدفت مناطق شمال العاصمة صنعاء وجنوبها، إضافة إلى تسع غارات على محافظة صعدة (شمال غرب).
وتوعّد المكتب السياسي لحركة «أنصار الله» في بيان بأن «العدوان الأميركي لن يمر من دون ردّ».
وأضاف أن «الغارات العدوانية الأميركية لن تثني اليمن عن مواصلة دعمه ومساندته لغزة ولبنان في مواجهة الغطرسة الإسرائيلية المدعومة أميركياً».
وذكرت صحيفة «واشنطن بوست»، أن البنتاغون يستخدم قاذفات «بي 2»، بشكل محدود في المهام القتالية، مشيرة إلى أن ذلك غالباً ما يكون «استعراضاً للقوة»، ويشير إلى أن الولايات المتحدة لا تحتاج إلى قواعد قريبة لضرب خصومها، حيث تعتمد القاذفة على التزود بالوقود جواً لتنفيذ مهامها من دون الحاجة للهبوط.
وقال الخبير اليمني المقيم في الولايات المتحدة محمد الباشا: إن «هذه العملية تشير إلى تغيير في السياسة الأميركية، ما يدل على موقف أكثر صرامة تجاه سلوك الجماعة المزعزع للاستقرار».
استهداف اللاذقية
وفي دمشق، أفادت «وكالة سانا للأنباء» الرسمية، فجر أمس، بأنّ الدفاعات الجوية تصدّت لأهداف معادية في أجواء اللاذقية، مشيرة إلى أنّ «العدوان الإسرائيلي» أسفر عن اندلاع حرائق عند مدخل المدينة الساحلية.
وتابعت في سلسلة أنباء عاجلة «وسائط دفاعنا الجوي تتصدّى لأهداف معادية في أجواء اللاذقية»، مشيرة إلى أنّ «فرق الإطفاء تعمل على إخماد الحرائق الناتجة عن العدوان الإسرائيلي على مدخل اللاذقية».
ولاحقاً أكّدت «سانا»، «عودة الهدوء لأجواء اللاذقية عقب العدوان الإسرائيلي».
من جهته، تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن «غارة إسرائيلية استهدفت مستودعاً للسلاح» تابعاً لـ«حزب الله» في مدينة اللاذقية، معقل الرئيس بشار الأسد.
ضربة موجعة
إيرانياً، توعد قائد الحرس الثوري حسين سلامي، أمس، إسرائيل بضربة «موجعة» في حال هاجمت أهدافاً إيرانية، وهو ما تعهدت إسرائيل القيام به بعد هجوم بنحو 200 صاروخ على أراضيها.
وحذر سلامي «إن ارتكبتم خطأ وهاجمتم أهدافاً لنا في المنطقة أو في إيران فسنوجه مجدداً ضربة موجعة لكم».
وفي خطابه، ندد سلامي بتسليم الولايات المتحدة منظومة «ثاد» المضادة للصواريخ لإسرائيل، مؤكداً أنها لا تشكل درعاً «موثوقة» لصد هجوم إيراني.
وقال «انتبهوا، نحن نعرف نقاط ضعفكم وأنتم تعرفونها أيضاً جيداً».
وفي موسكو، نقلت «وكالة تاس للأنباء» عن نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف، أمس، أن موسكو تحذر إسرائيل من توجيه ضربة لمنشآت نووية إيرانية.
وقال إن موسكو على اتصال دائم بطهران بغض النظر عن مستوى التوتر في المنطقة.