تركي العازمي / عزبة الوزير

تصغير
تكبير
الأحلام التي يبيعها وزيرا الصحة والإسكان، والنائب عبدالرحمن العنجري، التي ذكرها الزميل سعود العصفور متطابقة مع الحبكة الواقعية لمجريات الأمور.

وزير الصحة غرد خارج المنظومة المنطقية فلا نحن حصدنا الخير من وفد جامعة جون هوبكنز، ولا سلمنا من النفس القديم الجديد... ها هي وزارة الصحة كما كانت فرئيس قسم تظهر عليه الملاحظات والتحقيق ويعاد لرئاسة القسم، وآخر تشكل له لجنة تحقيق في استغلاله معدات في القطاع الخاص ويؤكد صحة الواقعة وينصب رئيساً لقسم، وآخر «يا عيني عليه» صاحب الصاعدة والنازلة من المشاكل، ويعين رئيس قسم، وفوق هذا يتم سحب الكادر التمريضي من المدارس وكأن الوضع الصحي سيتم تصحيحه في ظل التوسعات... إنها كارثة إدارية.

أما وزير الإسكان فحلم التوزيع على المخططات، وإيقاف بدل الإيجار نسوقه كبرهان ثابت، والمسألة ليست كما اختصرها أخونا الفاضل سعود العصفور فهناك نواب «لحسوا وعودهم» في الدوائر: الخامسة والأولى، والرابعة، وهناك وزراء آخرون كالدكتور فاضل صفر، والخلاف مع المجلس البلدي والأشغال التي تنوي تنفيذ خطة التنمية التي نجد المماثل لها ينجز في أقل من العامين، ونحن نعد الأعوام ونحسب الأوامر التغيرية، وأضف إلى القائمة وزير الداخلية والإخفاقات في عهده لا تحتاج إلى سرد، ووزير الإعلام، ووزير المالية!

الذي يحدث أمره عجيب غريب فنحن لسنا بصدد محاسبة الوزير عن «عزبة الوزير» فهي أمر خاص به، ولكن الحال تشير إلى وجود فهم خاطئ للإصلاح، وعمل لا علاقة له بالفكر الاستراتيجي، وغياب الفكر القيادي، وهو ما أشارت إليه دراسة ماكينزي العالمية!

الحل في نظرنا منحصر في تقبلنا للخطأ الناتج عن الاجتهاد، أما الأخطاء التي تأتي على هيئة أحلام «فحد الله بيننا وبينها». إن الكويت الحاضرة في حاجة إلى معرفة القصور في منظومتنا التشغيلية بحيث الحاجة تستدعي القضاء على كل من يحرك القرارات في الاتجاه الخاطئ سواء على هيئة أحلام أم على نمط «عين عذاري»، وأعتقد ان العقلاء و«المفتحين باللبن» يعرفون هذا جيداً، وهم لا يريدون القادة الحقيقيين لسبب بسيط وهو إما انهم ليسوا على انسجام مع ايدولوجياتهم، أو أنهم لن يقبلوا بقراراتهم وتوجهاتهم الخاطئة.

ونرى الكويت بعد كل هذا تبحث عن المواطنة الحقيقية في ظل بروز ظواهر غريبة مثل «احتفالية الرغوة» في أعز المناسبات على قلوب الكويتيين، الذين يوفدون أبناءهم للدراسة ويصدموا بآلة الواسطة التي حرمتهم من تبوؤ المناصب القيادية.

أرجوكم رجاء حاراً أن تفهموا العناية الالهية التي حفظت هذا البلد... ويكفي ما حصل، يكفي رحمة بالبلاد والعباد. والله المستعان!



تركي العازمي

كاتب ومهندس كويتي

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي