كسر حاجز الصمت: معالجة تحديات الصحة النفسية في الكويت
- خبراء يتناولون مشهد الصحة النفسية في الكويت من منظور الرعاية الصحية النفسية الراهنة إلى المشاريع المبتكرة التي تبشر بتحول نوعي في أسلوب الرعاية
يصادف اليوم العالمي للصحة النفسية، الذي تنظمه منظمة الصحة العالمية، 10 أكتوبر 2024، ويأتي هذا اليوم في منتصف شهر الصحة النفسية العالمي للأمم المتحدة.
وتهدف كلتا المبادرتان نشر الوعي بمشاكل الصحة النفسية، وتيسير سبل الوصول للرعاية الصحية النفسية، وتحسين الخدمات المقدمة للمصابين بالأمراض النفسية. وبينما هنالك العديد من المؤشرات الإيجابية التي تدل على تقدم الرعاية الصحية النفسية في الكويت، هنالك دائماً مجال لتوسيع الحوار وفرص لتحسين هذا المشهد عموماً.
المشهد الراهن في الكويت
لطالما ارتبطت الصحة النفسية في السنوات الماضية بوصمة اجتماعية من منظور ثقافي اجتماعي بحت، كما هو حال المجتمعات الأخرى في المنطقة، الأمر الذي دفع الذين يعانون من أمراض نفسية إلى العزوف عن طلب المساعدة اللازمة، إلا أن هذا الواقع شهد تبدلاً ملحوظاً في الوقت الراهن.
وفي خطوة واعدة نحو التغيير، أقرّت الكويت في عام 2019 قانوناً يحمي أولئك الذين يعانون من تحديات نفسية، ويعزز الرعاية المقدمة لمشاكل الصحة النفسية. ومؤخراً، أشارت منظمة الصحة العالمية إلى انخفاض في الوصمة المصاحبة للمشاكل النفسية، فضلاً عن ازدياد الوعي حول مسألة الصحة النفسية عموماً.
ومن أحدث المشاريع في هذا المجال إطلاق حملة بعنوان «الحين فهمت» من قبل وزارة الصحة دعماً لأولئك الذين يعانون من التوتر والاكتئاب، ولنشر رسالة هامة مفادها أنه ليس هنالك أي وصمة مرتبطة بهذه الحالات.وقال الدكتور عمار الصايغ، استشاري الطب النفسي ورئيس قسم الطب النفسي في مركز الكويت للصحة النفسية: «من المشجع أن نرى تقارير منظمة الصحة العالمية التي تفيد بانخفاض ملحوظ في الوصمة الاجتماعية المرتبطة بمشاكل الصحة النفسية مقارنة بالسنوات السابقة.
ونحن بدورنا نشدد على أهمية مناقشة أمراض الصحة النفسية دون أي حرج وبشفافية مطلقة، فضلاً عن غرس ثقافة تشجع أولئك الذين يحتاجون للمساعدة النفسية على طلبها دون تردد، وتوفيرها لهم بسهولة تامة».
تعزيز الابتكار
يعتبر الابتكار جزءاً لا يتجزأ من السعي المستمر لتحسين الخيارات العلاجية المتاحة لمشاكل واضطرابات الصحة النفسية.وتواصل جونسون آند جونسون توجيه تركيزها نحو تطوير حلول مبتكرة للأمراض النفسية، بهدف ضمان أفضل مستويات الرعاية للمرضى حول العالم.
وأوضح بيدرو ماتوس روزا المدير العام لشركة جونسون آند جونسون للطب المبتكر في دول الخليج: «يعتبر الابتكار عنصراً رئيسياً لدفع عجلة التقدم في الخيارات العلاجية المخصصة الأمراض النفسية، ولتغيير وجه الرعاية الصحية النفسية حول العالم.
وفي ضوء التطورات اللافتة في المجالين العلمي والتكنولوجي التي نشهدها يومياً، من المهم لنا الاستفادة من هذه التطورات بشكل يعود بالنفع على المرضى ضمن طيف واسع من الاضطرابات النفسية، فضلاً عن التعاون مع مختلف الأطراف المعنية ضمن منظومة الرعاية الصحية لضمان استمرارنا بالابتكار ومضينا في السعي لنصل في النهاية إلى المرضى الذين لا يزالون بانتظار حلول علاجية فعالة».
وأضاف بيدرو: «لطالما تمتعت جونسون آند جونسون بإرث حافل في مجال الطب النفسي وعلم الأعصاب، في حين تتبنى التزاماً راسخاً بإجراء البحوث المبتكرة.
نحن اليوم ماضون في التزامنا بتطوير علاجات مبتكرة تستهدف اضطرابات الصحة النفسية صعبة العلاج. وبناءً على تاريخنا الطويل والحافل بالابتكار في الرعاية الصحية، نحن على ثقة بقدرتنا على مواصلة إحداث الفارق المنشود».
التعاون لأفضل النتائج
يعتبر التعاون عنصراً رئيسياً لضمان أفضل مستويات الرعاية للمرضى المصابين بمشاكل الصحة النفسية، ولتيسير سبل الوصول لهذه الرعاية.وأشارت الدكتورة نجاح العنزي استشارية الطب النفسي ورئيسة وحدة الطب النفسي في مستشفى جابر الأحمد ووحدة حوادث الطب النفسي ووحدة محافظة الفروانية في مركز الكويت للصحة النفسية: «إن الطريقة الوحيدة لضمان أعلى مستويات الرعاية للمرضى هي التأكد من تعاون كل فرد في منظومة الرعاية مع الآخر بكفاءة عالية. فنحن جميعاً لدينا دور نلعبه، إلا أن دور كل منا يكمل دور الآخر، لذلك فإن هذه المنهجية القائمة على التعاون تمكننا من مواصلة التقدم، وتحسين الخيارات العلاجية وتوسيع نطاق الوصول للرعاية، وتحسين حياة أولئك الذين أثقلت كاهلهم اضطرابات الصحة النفسية».
إن رؤية ثقافة التعاون تنتشر في الكويت هو أمر مشجع للغاية. فقد تزايدت في السنوات الأخيرة حملات الصحة النفسية التي تقودها الحكومة، سعياً لتعزيز الوعي وإزالة الوصمة المرتبطة بالرعاية الصحية النفسية، في حين تحظى هذه المساعي بدعم العديد من الجهات الأخرى.
وتلعب أماكن العمل والمؤسسات التعليمية والمؤسسات الدينية والمجموعات المجتمعية دوراً متصاعد الأهمية في الرعاية الصحية النفسية في البلاد، الأمر الذي يؤدي إلى تحسين النتائج لأولئك الذين يعانون من مشاكل الصحة النفسية.
الخطوات اللاحقة
بينما توسعت رقعة انتشار خدمات الرعاية الصحية النفسية بشكل كبير في الكويت في السنوات الأخيرة، لا ينبغي علينا التوقف هنا، إذ لابد من الاستمرار والتشجيع على الحوار المفتوح دون حرج، وحث أولئك الذين يعانون من مشاكل الصحة النفسية على طلب المساعدة دون تردد، وطمأنتهم بأنه يمكنهم وضع ثقتهم الكاملة بالدعم المتاح حالياً، فضلاً عن الاستمرار بالتعاون بين مختلف جهات القطاعين العام والخاص، لتحسين مشهد الرعاية الصحية النفسية في الكويت.
فمعاً يمكننا خلق مستقبل أفضل للرعاية الصحية النفسية لنا جميعاً.