أبلغت الأميركيين بالخطوة... وعيّنت وزير دفاع جديداً
بيونغ يانغ تُقرر إغلاق الحدود مع كوريا الجنوبية «بشكل دائم»
أعلن الجيش الكوري الشمالي، أمس، أنه يتحرّك باتّجاه «إغلاق الحدود الجنوبية بشكل دائم»، مشيراً إلى أنه أبلغ الجيش الأميركي بالخطوة لمنع وقوع أي مواجهة عن طريق الخطأ.
وأفادت بيونغ يانغ في بيان بأنها «ستقطع الطرقات وخطوط السكك الحديدية» التي لربما سهّلت في الماضي التنقل بين الكوريتين.
لكنها خطوة رمزية إلى حد كبير نظراً إلى أن المبادلات عبر الحدود والسفر بين الكوريتين متوقف منذ سنوات.
وبلغت العلاقات بين شطري شبه الجزيرة أدنى مستوياتها منذ سنوات مع إغلاق بيونغ يانغ الوكالات المكرّسة لإعادة التوحيد وإعلانها كوريا الجنوبية «عدوّها الأساسي».
ورأى بعض المحللين أن الإعلان قد يكون خطوة أولى باتّجاه تحرّك أكثر جديّة مثل تعديل دستور كوريا الشمالية للإعلان عن حدود بحرية جديدة جنوب الخط القائم حالياً بحكم الأمر الواقع.
كان من المتوقع بأن تلغي الدولة النووية اتفاقاً تاريخياً بين الكوريتين تم التوقيع عليه عام 1991 خلال اجتماع برلماني رئيسي انتهى الثلاثاء، في إطار مساعي الزعيم كيم جونغ أون لتصنيف كوريا الجنوبية رسمياً على أنها دولة معادية.
لكن في تقرير أمس، كشف عن تعيين وزير جديد للدفاع، لم يأت الإعلام الرسمي على ذكر إلغاء الاتفاق.
لكن الجيش أعلن بعد ساعات بأنه يخطط لـ«خطوة عسكرية كبيرة» من شأنها أن «تقطع بالكامل الطرقات وخطوط السكك الحديدية المرتبطة بجمهورية كوريا (أي كوريا الجنوبية) وتحصّن المناطق ذات الصلة على جانبنا بتحصينات دفاعية قوية».
وأضاف أنه بعث برسالة نصيّة إلى القوات الأميركية «لمنع أي سوء تقدير ونزاع عن طريق الخطأ».
وبينما تعد الحدود بين الكوريتين من الأكثر عسكرة في العالم، إلا أنها فشلت في منع كوري شمالي من عبورها باتّجاه الشطر الجنوبي في أغسطس.
وأفادت سيول في يوليو بأن بيونغ يانغ قضت شهوراً وهي تزرع ألغاماً وتقيم حواجز مع تحويل المنطقة إلى أرض قاحلة.
وفي يونيو، أفاد الجيش الجنوبي بأن «العديد من الضحايا» سقطوا في أوساط جنود شماليين يتولون مهمة حماية الحدود جراء حوادث انفجار ألغام.
وفي الشهر ذاته، أفادت وكالة الاستخبارات في سيول بأنها رصدت مؤشرات إلى أن كوريا الشمالية تهدم أجزاء من خط سكك حديدية يربط بين الكوريتين.
وقال رئيس جامعة الدراسات الكورية الشمالية في سيول يانغ مو-جين لفرانس برس، إن «كوريا الشمالية تهدم بالفعل أجزاء من خط دونغاي لسكك الحديد، على ما يبدو بنية قطع أي ارتباطات بالجنوب بالكامل»، واصفاً البيان الأخير بأنه «تأكيد رسمي» لذلك.
أكثر عزلة
وأفاد الجيش الكوري الشمالي بأن القرار «إجراء للدفاع عن النفس» رداً على «مناورات الحرب» الكورية الجنوبية والزيارات التي تقوم بها وحدات إستراتيجية نووية أميركية.
في المقابل، لفت الجيش الجنوبي إلى أن الإعلان «إجراء يائس نابع عن انعدام الشعور بالأمن لدى نظام كيم جونغ أون الفاشل».
وأفاد بأن تحرّك الشطر المالي سيؤدي إلى «عزلة أكثر شدة» وحذّر من أنه «لن يقف مكتوف الأيدي قط» إذا سعت بيونغ يانغ إلى تغيير «الوضع القائم».
ورجّح المحلل البارز لدى «معهد كوريا للتوحيد الوطني» هونغ مين بأن تكون كوريا الشمالية تنتظر صدور نتائج الانتخابات الأميركية الشهر المقبل قبل الإعلان عن أي تغيير دستوري.
وزير دفاع جديد
وعيّنت بيونغ يانغ أمس، نو كوانغ شول وزيراً للدفاع مكان كانغ سون نام.
ويأتي الإعلان عن تعيين نو بعد يوم على قول وزير الدفاع الجنوبي كيم يونغ-هيون: إن جنود الشطر الشمالي يقاتلون على الأرجح في صفوف القوات الروسية في أوكرانيا؛ حيث يعتقد بأن عدداً منهم قُتل فيما يتوقع بأن يتم نشر المزيد.