تل أبيب تنفي استهدافها بصواريخ فرط صوتية
«حيرة» إسرائيلية في شأن كيفية الرد على الضربة الإيرانية
تجري اللجان السياسية والأمنية والإستراتيجية الإسرائيلية بالتعاون مع اللجان المشتركة الأميركية والبريطانية مداولات مكثفة في أعقاب الهجوم الصاروخي الإيراني، لدراسة طابع الرد ومداه.
ووفق مقربين من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وكبار المسؤولين في المستويات السياسي والأمني والعسكري، الذين يواجهون حيرة وتردداً حقيقياً، تتوافر من جهة «فرصة ذهبية» لمهاجمة أهداف إستراتيجية إيرانية بدعم الولايات المتحدة وحلفائها، ومن جهة أخرى يسود تخوف من أن يؤدي هجوم كبير إلى حرب شاملة في وقت تغرق القوات الإسرائيلية في وحل غزة، وتعمل خلف الحدود في المنطقة الشمالية ضد «حزب الله» حيث تتكبد خسائر، وتغرق في الضفة الغربية المحتلة في حالة تململ بمواجهة «عمليات فردية» تؤشر إلى حالة الغليان التي تسبق الانفجار.
وعلى الجبهة التي قد تنفجر مع طهران، سبق وهاجم الجيش الإسرائيلي في إعقاب هجوم أبريل الماضي، بصورة «رمزية» بطارية مضادات جوية، لكن هذه المرة وفي ضوء التصعيد الإيراني من المتوقع أن توجه تل أبيب ضربة نوعية للبنى التحتية، لكن ليس بالضرورة للمنشآت النووية، وذلك جراء التخوف من اندلاع حرب إقليمية.
وتقول محافل عسكرية «من الواضح لكبار المسؤولين أن الخطوة التي سيقومون بها ضد إيران في الساعات والأيام المقبلة يتوجب تنسيقها مع واشنطن، والحصول على ضوء أخضر منها، خصوصاً من الرئيس جو بايدن».
وفي السياق، ذكرت منصة «بوليتيكو»، أن بايدن وكبار مستشاريه يمارسون ضغوطاً على إسرائيل بهدف منعها من شن هجوم مباشر على المنشآت النووية.
وتؤكد الاستخبارات العسكرية في استعراضها شبه اليومي، ان الإيرانيين «لا يستخفون بالتهديدات الإسرائيلية، ويستعدون لمواجهة هجوم كبير على منشآت حساسة، وفي الوقت نفسه يعدون لشن هجوم آخر على إسرائيل».
وتابعت أن المرشد الأعلى السيد علي «خامنئي هو الذي وجه تعليمات بشن الهجوم على إسرائيل، وأجرى مداولات تقييم للأوضاع بعد هذا الهجوم شملت المعتدلين والمتطرفين... قال البعض إن بالإمكان عرض الهجوم الإسرائيلي المرتقب كفاشل وإغلاق دائرة تبادل الضربات، بينما دعا المتطرفون إلى الرد بعنف، رغم أخطار اندلاع حرب إقليمية شاملة في الشرق الأوسط».
وكان الجيش الإسرائيلي أقر الأربعاء، بأن ضربة مساء الثلاثاء، خلفت أضراراً في قواعده الجوي، لكن «لا ضرر في بنيتها التحتية»، بينما أكد مسؤولون عسكريون أن «إيران لم تطلق أي صاروخ فرط صوتي، لأنه لا توجد لديها صواريخ كهذه».
في المقابل، ذكرت صحيفة «معاريف» أن الأضرار التي لحقت بقاعدة نيفاتيم الجوية العسكرية جراء الهجوم الصاروخي ستؤثر سلباً على الدفاع الجوي، في وقت أظهرت صور أقمار اصطناعية أضراراً لحقت بأسقف صف من المباني قرب المدرج الرئيسي في القاعدة، وفق وكالة «أسوشيتدبرس للأنباء» الأميركية.
وأكدت «معاريف» أن الهجوم ألحق «أضراراً جسيمة» بالقاعدة التي تقع في صحراء النقب.
بدورها تحدثت «أسوشيتدبرس» عن أن صور الأقمار الاصطناعية أظهرت ثقباً كبيراً في مستودع طائرات في القاعدة العسكرية، كما يمكن رؤية قطع كبيرة من الحطام متناثرة حول المبنى.
ونيفاتيم هي قاعدة لأكثر طائرات سلاح الجو تقدماً، بما في ذلك الشبح «إف-35 لايتنينغ 2».
كما تعرضت قاعدة هود هشارون الجوية (وسط) لأضرار، بحسب مصادر عسكرية.