طهران حذّرت من الرد... وتل أبيب تؤكد على «العواقب»

«طلائع» حرب إقليمية... إيران «تُباغت» إسرائيل بمئات الصواريخ البالستية

تصغير
تكبير

- الهجوم الإيراني انطلق من مدن عدة واستهدف العديد من المدن الإسرائيلية
- بايدن يعلن استعداد واشنطن لمساعدة إسرائيل وحماية الأميركيين في المنطقة
- الجيش الإسرائيلي يبدأ «عملية برية محدَّدة الهدف في جنوب لبنان»

هل يستدرج الهجوم الصاروخي الإيراني الواسع على إسرائيل، وطلائع الاجتياحِ البري «المحدود» لجنوب لبنان بعد الضربات الموجعة والمتوالية لـ «حزب الله»، حرباً إقليميةً، بعدما أعلنت إسرائيل أن الهجوم ستكون له عواقب.

سؤالٌ فَرَضَ نفسه بقوةٍ مع إعلان «الحرس الثوري» الإيراني إطلاق مئات الصواريخ البالستية مستهدفاً عمق الأراضي الإسرائيلية، رداً على اغتيال الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله، وزعيم حركة «حماس» إسماعيل هنية، والقيادي في «الثوري» عباس نيلفوروشان.

وأشار بيان «الثوري»، مساء أمس، إلى أن الهجوم جرت المصادقة عليه في مجلس الأمن القومي. وأضاف أن «العملية تتماشى مع الحقوق القانونية للدولة والقوانين الدولية»، وتحت إشراف هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، وبمساندة ودعم من الجيش ووزارة الدفاع.

وحذر البيان، إسرائيل من أنها ستواجه «هجمات قاسية ومدمرة» في المستقبل في حال الرد على العملية التي جاءت «بعد فترة من ضبط النفس أمام انتهاك سيادة الجمهورية الإسلامية باغتيال هنية على يد الكيان الصهيوني وبناءً على حق البلاد في الدفاع المشروع عن نفسها وفقاً لميثاق الأمم المتحدة».

ولم يتضمن البيان أي إشارة لنوعية الصواريخ المستخدمة، لافتاً إلى أنه سيتم تقديم تفاصيل الهجوم لاحقاً.

واتهم الولايات المتحدة بتقديم الدعم لإسرائيل في هجماتها على لبنان، خصوصاً اغتيال نصرالله ونيلفوروشان.

وأظهرت مقاطع فيديو على شبكات التواصل الاجتماعي إطلاق صواريخ من قواعد صاروخية تابعة للحرس الثوري في مدن تبريز وكرمان وإصفهان وشيراز وأراك ورباط كريم في جنوب غربي طهران.

وأشارت وسائل إعلام إيرانية إلى إطلاق 400 صاروخ على الأقل، 30 منها من تبريز (شمال غرب).

وقبل الهجوم ببضع ساعات، قال ثلاثة مسؤولين أميركيين لصحيفة «نيويورك تايمز» إن بلادهم تلقت بلاغاً أميركياً بشأن شن إيران، هجوماً سيشمل طائرات مسيّرة وصواريخ تُطلق باتجاه إسرائيل.

«انتهاء التهديد»

من جانبها، أعلنت إسرائيل «انتهاء التهديد» ودعت مواطنيها إلى الخروج من الملاجئ.

وأكد الجيش في بيان أنه لم يعد هناك تهديد من إيران «في الوقت الحالي»، فيما أعلنت خدمة الإسعاف أن الصواريخ أدت إلى «إصابات طفيفة» فقط، فيما تحدثت وسائل إعلام عن إصابة منصة غاز في مدينة عسقلان. لكن لم يتم تأكيد الخبر رسمياً.

وذكرت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية أن إيران أطلقت أكثر من 250 صاروخاً بالستياً خلال نصف ساعة.

ودوت صافرات الإنذار في كل أنحاء إسرائيل، بما في ذلك القدس، خلال الهجوم الذي استمر لدقائق.

وأعلنت إسرائيل إعادة فتح مجالها الجوي، بعدما أعلن ناطق باسم مطار بن غوريون خلال الهجوم، أن «المجال الجوي الإسرائيلي مغلق. وتم تحويل الرحلات الجوية إلى مجالات بديلة خارج إسرائيل».

الإجراء ذاته أعلنته هيئة تنظيم الطيران المدني في الأردن في بيان، مساء أمس، حيث قررت تعليق حركة الطيران في أجواء المملكة بشكل موقت بالتزامن مع إطلاق إيران صواريخ باتجاه إسرائيل.

كما أعلن وزير النقل العراقي رزاق السعداوي اغلاق الاجواء العراقية «موقتاً» امام حركة الملاحة الجوية.

وفي أول رد فعل على الهجوم الإيراني، قال الرئيس جو بايدن إن بلاده مستعدة لمساعدة إسرائيل في مواجهة هذه الهجمات وحماية الأميركيين في المنطقة.

ودعا إلى اجتماع مع نائبته كامالا هاريس وفريق الأمن القومي الأميركي لمناقشة الهجوم الجديد.

وشنَّت إيران هجوماً بالصواريخ والمسيرات في منتصف أبريل، رداً على قصف قنصليتها في دمشق، في مطلع الشهر نفسه.

وردَّت إسرائيل بضربة محدودة استهدفت رادار مطار عسكري قرب منشآت نووية حساسة وسط البلاد.

عملية برية محددة

وعلى الجبهة اللبنانية، بدأ الجيش الإسرائيلي ما وَصَفه بأنه «عملية برية محدَّدة الهدف والدقة ضد أهداف للحزب في المنطقة القريبة من الحدود في جنوب لبنان»، بالتوازي مع مضيّ طيرانه الحربي بالاغتيالات في بيروت، وآخِرها عصر أمس، قرب دوار الجندولين في محيط السفارة الكويتية، وطريق مطار رفيق الحريري الدولي.

وفيما كانت إسرائيل ترفع استعداداتها هجومياً ودفاعياً، بدا أن لبنان والمنطقة برمّتها وكأنهما يقفان أمام منعطف تاريخي يسعى معه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى «إزالة المَخاطر على الجبهات الـ 7» معاً، وهو ما عزّز الخشية من أن تكون الحرب الإقليمية... على الأبواب.

وانطبع المشهدُ في لبنان بسباقٍ مخيفٍ بين:

- تَدَحْرُجِ العملية البرية التي كانت لا تزال في مرحلتها «التحضيرية» واستمرار الاجتياح الجوي لعموم المناطق وخصوصاً الضاحية الجنوبية، وإكمال مسلسل الاغتيالات بالغارات الدقيقة في قلب بيروت التي لم تَعُد محيَّدةً عن الاستهدافات، في مقابل أوسع استهداف من «حزب الله» بالصواريخ البالستية لتل أبيب.

- نداءاتٍ بـ «مكبرات الصوت» لدولٍ غربية كررت دعوة رعاياها للمغادرة فوراً.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي