الروابط بين البلدين لطالما مثلت نموذجاً استثنائياً وفريداً للعلاقات المبنية على أُسس صلبة
الكويت والسعودية... 130 عاماً من مسيرة الأخوّة والمصير المشترك
كونا - بإنجازات تنموية بارزة، أسهمت في الارتقاء بمكانتها المرموقة بين دول العالم، أحيت السعودية أمس ذكرى اليوم الوطني للمملكة، وهو مناسبة تُشاطر دولة الكويت الفرحة بحلولها والاحتفاء بها، انطلاقاً من قوة ومتانة أواصر الأخوة بين البلدين والشعبين الشقيقين.
وفي ذكرى اليوم الوطني الذي يُمثل تاريخاً مشرقاً للسعودية، منذ تأسيسها بفضل قيادتها الحكيمة، تستذكر الكويت مواقف المملكة الثابتة والمشرّفة تجاه قضايا الأمتين العربية والإسلامية، فضلاً عن مواقفها الأخوية الأصيلة تجاه دولة الكويت.
ولا تعد مشاركة دولة الكويت لشقيقتها السعودية، أفراحها أمراً حديثاً، حيث يعود تاريخ العلاقات بين البلدين إلى أكثر من 130 عاماً عبر البلدان خلالها العديد من المصاعب والتحديات بروابط الأخوة والمصير المشترك.
نموذج استثنائي
ولطالما مثلت العلاقات الكويتية - السعودية نموذجاً استثنائياً وفريداً للعلاقات المبنية على أُسس صلبة، ترتكز على الروابط الأخوية التاريخية بين القيادتين والشعبين الشقيقين ووشائج القربى والمودة والمصير المشترك.
وبمناسبة هذه الذكرى، التقت «كونا» عدداً من المحللين السياسيين والاقتصاديين لتسليط الضوء على ما وصلت إليه المملكة من مكانة عالمية منذ توحيدها في 23 سبتمبر 1932 على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود وحتى يومنا هذا.
وفي هذا الإطار قال المختص في الدراسات الإستراتيجية والسياسية محمد الحربي «نحن اليوم، وفي الذكرى الـ94 لليوم الوطني السعودي، نمتلك ماضياً تليداً وحاضراً مجيداً، ونتطلع الى المستقبل المبهر للمملكة. فهذه الذكرى تعود بنا الى رجال قدموا دماءهم العطرة في سبيل تأسيس الدولة التي ننعم بخيراتها اليوم».
واضاف «أننا اليوم في دولة تعي التحديات العالمية، ولها مكانة عالمية ودور دبلوماسي كبير وصوت عالمي مؤثر لحفظ الاستقرار والسلام على مستوى العالم».
وأفاد بأن «المملكة باتت ملتقى للمنتديات والقمم العالمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية وينتظرها الكثير من الفعاليات ومنها كأس العالم لكرة القدم (مونديال 2034) ومعرض (اكسبو الرياض 2030) وبطولة كأس آسيا لكرة القدم 2027».
صانعة القمم
وبدوره قال المحلل السياسي مبارك آل عاتي إن «المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، تتبوأ مكانة اقتصادية وسياسية عالية إسلامياً وإقليمياً وعالمياً».
وأوضح آل عاتي أن«المملكة اليوم من الدول الصانعة للقمم العربية والإسلامية والدولية، ولها دور محوري في عقد المفاوضات وقيادة الجولات التفاوضية بين الدول في سبيل إنهاء النزاعات». وأضاف أن«قدرة المملكة على اقناع العديد من الدول المتنازعة على الدخول في المفاوضات، يؤكد صوتها السياسي المؤثر، كما أن قدرتها على خلق المواقف السياسية الموحدة دليل على مكانتها الكبيرة».
وأوضح أن«هذه المكانة ناتجة عن قوة القرار السعودي الناتج عن وضوح الرؤية، وإيمانها التام بأهمية السلام والاستقرار العالمي، لتحقيق الرخاء للشعوب كافة، إضافة إلى إيمان المملكة بضرورة الالتزام بالقانون الدولي، وسيادة الدولة الوطنية وحماية حدودها».
إبهار
من الناحية الاقتصادية، قال المحلل الاقتصادي فهد بن جمعة، إن«المملكة بفضل حكمة قيادتها ومع حلول الذكرى الـ94، حققت إنجازات كبيرة وتطوراً ملحوظاً، وتبوأت مكانة عالمية على المستويين الاقتصادي والسياسي».
وأضاف بن جمعة أن«المملكة تمتلك أكبر اقتصاد في الشرق الأوسط، وثاني أكبر احتياط نفطي في العالم، إضافة إلى أنها أكبر بلد مصدر للنفط». وتابع«مكانة المملكة تعاظمت مع انطلاق رؤية 2030 في عام 2016 التي أبهرت العالم بأهدافها وإنجازاتها غير المسبوقة، لاسيما بتحويل اقتصادها من اقتصاد يعتمد على النفط الى اقتصاد متنوّع».
وذكر أن«هذه الرؤية حققت الكثير من مستهدفاتها وأثمرت عن التصنيف الائتماني للمملكة عند (ِA) مع نظرة مستقبلية مستقرة»، مشيراً إلى تصريح وزير الاستثمار السعودي الذي اعلن تحقيق 87 في المئة من مستهدفات رؤية 2030.
وتابع«الإنجازات المحققة من الرؤية عديدة، ففي مجال السياحة تم الوصول الى 100 مليون زائر قبل الوقت المحدد، وتم رفع سقف العدد إلى 150 مليوناً، إضافة إلى أن إيرادات المملكة غير النفطية، وصلت إلى 52 في المئة من إجمالي الناتج المحلي، علاوة على جذب مليارات الاستثمارات وافتتاح مقرات الشركات الكبرى في المملكة».
تنوّع اقتصادي
من جهته، قال المحلل الاقتصادي أحمد السالم، إن«المكانة الاقتصادية للمملكة معروفة. فالمملكة ضمن مجموعة العشرين الأكبر اقتصادياً في العالم». وأضاف«رغم امتلاك المملكة ثاني أكبر احتياطي نفط في العالم، فإنها دولة لا تعتمد على النفط فقط بنظر العالم كما كان في السابق بل هي تمتلك التنوّع الاقتصادي».
وتابع السالم أن«المملكة تُعد من أكثر الدول الجاذبة للاستثمار في العالم اليوم، لأنها تُعد من الدول الاكثر انضباطاً في التعامل الاقتصادي»، مشيراً إلى«قدرة المملكة على تجاوز جائحة (كوفيد 19) بمرونة عالية، في الوقت الذي مازالت بعض الدول تُعاني تبعات الأزمة على مختلف القطاعات حتى الآن».