20 في المئة من حالات الخرف لدى المسنين يمكن الوقاية منها
قال فريق من علماء جامعة جونز هوبكنز إن حالات الخرف يمكن تقليصها ببساطة عن طريق إصلاح مشاكل الرؤية بالجراحة أو النظارات أو العدسات اللاصقة.
ويضيف الباحثون أن إصلاح مشاكل الرؤية يمكن أن يمنع نحو 20% من الحالات، حسبما جاء في تقرير نشرته «ديلي ميل» البريطانية.
ووفقًا لهيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية، فإن نحو 40% من حالات الخرف يمكن الوقاية منها، حيث أظهرت الأبحاث السابقة أن منع فقدان السمع وعلاج الاكتئاب وممارسة الكثير من التمارين الرياضية كلها طرق للحد من المخاطر، بحسب «العربية».
واستخدم الباحثون البيانات التي تم جمعها سنويًا من دراسة، أجريت على البالغين في الولايات المتحدة الذين تبلغ أعمارهم 65 عامًا أو أكثر، وشملت 2767 مشاركًا مؤهلين لاختبار الرؤية والإدراك. واستخدم الباحثون قوة الارتباط بين ضعف البصر والخرف لحساب نسبة حالات الخرف التي يمكن أن تُعزى إلى ثلاثة أنواع من ضعف الرؤية.
وباستخدام البيانات، قدر الباحثون أن 19% من تشخيصات الخرف لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 71 عامًا تعزى إلى ضعف واحد على الأقل في الرؤية - إما قصر النظر أو طول النظر أو القدرة على رؤية الأشياء الصغيرة بشكل حاد وواضح.
ولأن فقدان البصر يمكن أن يكون أيضًا بسبب مرض السكري، فقد أخذ الباحثون هذا في الاعتبار في التحليل، ففي 15% من حالات الخرف التي تعزى إلى فقدان البصر، كانت المشكلة صعوبة في رؤية الأشياء الصغيرة جدًا، والمعروفة طبيًا باسم حساسية التباين.
يحدث ضعف حساسية التباين في أمراض العيون المختلفة، والأكثر شيوعًا اعتام عدسة العين - حيث تتطور العدسة، وهي قرص شفاف صغير داخل العين، إلى بقع غائمة.
ويرى الباحثون أنه يمكن إصلاح إعتام عدسة العين، بإجراء جراحي يرتبط بانخفاض بنسبة 3% تقريبًا في خطر الإصابة بالخرف بين كبار السن. وفي حالات أخرى، يجب إعطاء «أفضل رؤية مصححة» في شكل نظارات أو وصفات عدسات «للتأثير على الأداء البصري».
وتأتي هذه النتائج بعد تصنيف فقدان السمع على رأس 12 من عوامل الخطر القابلة للتعديل والتي يمكن أن تخفف العبء العالمي للخرف في تقرير لجنة لانسيت للخرف لعام 2020. كما أنه، وفقًا لجمعية الزهايمر، يمكن أن يؤدي عدم القدرة على فهم الأصوات والكلام إلى جعل الدماغ يعمل بجهد أكبر. ويمكن أن يؤدي هذا الجهد الإضافي إلى تغييرات في الدماغ تؤثر على الذاكرة والقدرات على التفكير.
يقول الخبراء إن ضعف الإبصار، مثل السمع، لأن الرؤية هي «محفز حسي» وبدونها يمكن أن يكون الشخص أقل عرضة للانخراط في الأنشطة التي تحمي من الخرف، بما يشمل التنشئة الاجتماعية.
قال بروفيسور إيف هوغرفورست من جامعة لوفبورو، الذي لم يشارك في الدراسة، لصحيفة «الغارديان»: إنه بالإضافة إلى عدم الانخراط في الأنشطة، فإن فقدان البصر يمكن أن يسبب الخرف لأن الأشخاص الذين يستخدمون أعينهم بشكل أقل لديهم تدفق دم أقل إلى الدماغ.
وفي الوقت نفسه، قالت بروفيسور جيل ليفينغستون، طبيبة الخرف في جامعة كوليدج لندن، إن تحفيز الحواس هو المفتاح للحفاظ على لياقة الدماغ، مشيرة إلى أن «الأشياء التي تجعل تحفيز الدماغ أكثر صعوبة، مثل فقدان البصر وفقدان السمع، تعني أن الشخص يحصل على تحفيز إدراكي أقل».
وتشير التقديرات العالمية إلى عدد المصابين بالخرف يمكن أن تصل إلى 13.8 مليون مريض بحلول عام 2060. ويعد مرض الزهايمر النوع الأكثر شيوعًا من الخرف، إذ يصيب ما بين 50 و75% من مرضى الخرف.