مصدر مقرب من دمشق وطهران ينفي استهداف مُنشأة كيماوية
عشرات القتلى والجرحى في غارات إسرائيلية دمّرت «مركز بحوث ومواقع عسكرية» في حماة
- «المرصد» وصف الضربات بأنها «من الأكبر والأشدّ» على سورية
في ضربات تعد «بين الأشدّ» على سورية، سقط عشرات القتلى والجرحى، في غارات إسرائيلية استهدفت «مراكز عسكرية» في محافظة حماة (وسط).
ونقلت «وكالة سانا للأنباء» عن مدير المستشفى الوطني في مصياف فيصل حيدر، أن «عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على مناطق عدة في ريف مصياف ارتفع إلى 18 شهيداً، بينما هناك 37 جريحاً منهم 6 في حالة خطرة».
وهذا الهجوم هو الأكبر من حيث عدد القتلى الذي تعلن دمشق أن إسرائيل شنته على أراضيها منذ الضربة التي استهدفت مجمع السفارة الإيرانية في أبريل الماضي.
وأعلن مصدر عسكري سوري، أن الهجوم حصل مساء الأحد «من اتجاه شمال غربي لبنان»، مؤكّدة أنه استهدف «عدداً من المواقع العسكرية في المنطقة الوسطى، وقد تصدت وسائط دفاعنا الجوي لصواريخ العدوان وأسقطت بعضها».
وخلال جولة نظمتها السلطات السورية، شاهد الصحافيون ومن بينهم مراسل "فرانس برس" آثار القصف جلية على الطريق المؤدي إلى مدينة مصياف والذي تضرر بشكل كبير، بالإضافة إلى أضرار بالبنى التحتية مثل شبكة الكهرباء وشبكة الاتصالات.وتوزعت على جانبي الطريق سيارات محترقة ومتفحمة بشكل كامل تحولت إحداها إلى هيكل معدني، فيما كان الدخان لا يزال يتصاعد بشكل محدود من بعض الأشجار والأعشاب المحترقة.
من جهته، أورد المرصد السوري لحقوق الانسان حصيلة أعلى بلغت 26 قتيلاً، من بينهم «5 مدنيين» و4 «من الجيش والمخابرات السورية» و14 سوريّاً «يعملون مع الايرانيين»، إضافة إلى 3 «جثث مجهولة الهوية».
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لـ «فرانس برس»، إن الغارات «من أكبر الضربات وأشدّها» التي تنفذها إسرائيل في سورية واستهدفت «مركز البحوث العلمية في مصياف ومواقع مرتبطة به»، وأسفرت عن «تدمير مبانٍ ومراكز عسكرية».
وأشار إلى أنه يجري تطوير «صواريخ دقيقة ومسيّرات» في هذا المركز الذي يضمّ خبراء إيرانيين.
وقال مصدران من أجهزة استخبارات في المنطقة، إن مركزاً عسكرياً رئيسياً للأبحاث الخاصة بإنتاج أسلحة كيماوية يقع قرب مصياف تعرض للقصف مرات عدة.
لكنّ مصدراً عسكرياً رفيع المستوى مقرباً من دمشق وطهران، نفى رواية أن تكون المنشأة لإنتاج الأسلحة الكيماوية، وقال إن ما استهدفته الضربة هي منشأة بحثية معروفة في سورية.
ونددت وزارة الخارجية السورية بهذه الغارات، معتبرةً في بيان أن «تمادي كيان الاحتلال الإسرائيلي في اعتداءاته على الأراضي السورية» دليل على سعيه «المحموم» إلى «مزيد من التصعيد في المنطقة والدفع بها إلى منزلقات خطرة سيكون لها عواقب وخيمة لا يمكن توقعها».
كما دانت الخارجية الإيرانية الغارات «الإجرامية».
وقال الناطق ناصر كنعاني رداً على سؤال عن الهجوم «لا نؤكد ما تناقلته وسائل إعلام مرتبطة بالنظام الصهيوني عن هجوم على مركز إيراني أو مركز تحت حماية إيران».
وفي القدس، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه «لا يعلّق على تقارير وسائل إعلام أجنبية».