اتخذت خطوات متسارعة في مجالي التنمية الاقتصادية والاستثمار
سياسات السعودية المتميزة استثمارياً تجذب الشركات الكويتية إلى المملكة
يشهد السوق السعودي في الأعوام الأخيرة حضوراً لافتاً لعدد كبير من الشركات الكويتية عبر استثمارات في مختلف القطاعات بشكل يُساهم في نمو الاقتصاد السعودي وتنوعه بقدر مساهمته في تعزيز ازدهار القطاع الخاص الكويتي ويعدّ إضافة إلى سجلها الاستثماري الرائد في المجالين الاقتصادي والتجاري (كونا).
ولا ينحصر نجاح الشركات الكويتية المستثمرة داخل السوق السعودي في قطاع محدد فقد شملت بصمات نجاحها قطاعات عدة كالإنشاءات والتشييد والنقل والخدمات اللوجستية إضافة إلى قطاعات الأغذية والتكنولوجيا وتجارة التجزئة.
وبالنظر إلى السياسات الاستثمارية المتميزة في المملكة وما اتخذته من خطوات متسارعة في مجالي التنمية الاقتصادية والاستثمار نجد أن لها آثاراً إيجابية في خلق بيئة اقتصادية فاعلة وجذب رؤوس الأموال الكويتية.
ويؤكد قرار مجلس إدارة الهيئة العامة للاستثمار الصادر في يونيو الماضي حول فتح مكتب تمثيلي بالمملكة في إطار تعزيز الروابط الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين ما تشهده السعودية من تطور اقتصادي كبير أدى إلى خلق بيئة وفرص استثمارية جاذبة يسعى مختلف المستثمرين لاقتناصها.
وبهذا الصدد، رأى عدد من المستثمرين الكويتيين أن وجود الرؤية الواضحة والتسهيلات المقدمة للمبادرين ولأصحاب رؤوس الاموال عمل على استقطاب استثماراتهم إلى السوق السعودي، مشيرين في الوقت نفسه إلى حجم السوق المناسب والبيئة الاستثمارية الملائمة.
فمن جهته، قال الرئيس التنفيذي لشركة «أبيات» محمد أبل، إن الاقتصاد السعودي الذي يُعدّ الأكبر خليجياً من حيث الناتج المحلي الإجمالي عزّزته رؤية «المملكة 2030» التي ظهر كثير من آثارها الإيجابية على نمو الاقتصاد من ناحية البيئة التشريعية المناسبة وتيسير إجراءات الأعمال والحوافز المقدّمة للمستثمرين عن طريق صناديق الإقراض التنموية مثل الصندوق الصناعي والعقاري والزراعي والسياحي.
وأشار إلى الرغبة المستمرة لدى المستثمرين الكويتيين سواء كانت الشركات الكبيرة والصناديق أو المستثمرين الأفراد في مختلف المجالات بالدخول إلى السوق السعودي واستكشاف فرص الاستثمار في القطاعات الصناعية أو التجارية والخدمات.
النمو والنهضة
بدوره قال رئيس مجلس إدارة شركة عصير الضاحية، عبدالله المفرج إنه «بناء على لغة الأرقام التي تقيس حجم السوق السعودي فإنه مقبل على مستقبل جيد للاستثمار حسب تقرير صندوق النقد الدولي الأخير الذي توقع نمواً لاقتصاد المملكة يتجاوز 5.5 في المئة وهو رقم إيجابي».
رواج اقتصادي
من جانبه قال المدير العام لشركة (غالية) الكويتية عبدالرزاق المطوع، إن المملكة «تعيش فترة رواج اقتصادي كبير في ظل اهتمام الحكومات الخليجية نحو تعزيز بيئة الأعمال والاقتصاد وتنويع مصادر الدخل». وعزا ذلك إلى الخطوات التي اتخذتها القيادة السعودية في الأعوام الأخيرة من إصلاحات واسعة وتطوير للتشريعات والبنية التحتية نقلت المملكة إلى مصاف الدول الكبرى في استقطاب رؤوس الأموال الأجنبية والاستثمارات الخارجية.
9.3 مليار دولار استثمارات
الكويت في السعودية
ذكر المطوع أنه بحسب البيانات الرسمية التي أعلنت عنها المملكة خلال منتدى «استثمر في السعودية» الذي أُقيم بالكويت العام الماضي فإن قيمة الاستثمارات الكويتية في المملكة بلغت 35 مليار ريال سعودي (نحو 9.3 مليار دولار) في مختلف القطاعات.
ورأى أن مشروع سكك الحديد الذي يربط الكويت والمملكة يُعد من أهم المشاريع في قطاع النقل الخليجي وهو مشروع ضخم لربط دول الخليج بمنظومة نقل متطورة من شأنها أن تخدم جميع القطاعات والأسواق وتخفض من تكاليف النقل بما سينعكس إيجاباً على أسعار السلع كما ستُعزّز من السياحة الخليجية الداخلية والتي هي من أهم الاستثمارات التي يجب على دول الخليج العمل على تنميتها.