كانت تُستخدم لحماية الحدود الشمالية الغربية من هجمات القبائل الليبية وشعوب البحر
اكتشاف ثكنات عسكرية في حصن الأبقعين بدلتا مصر
- من بين المكتشفات سيف للملك رمسيس الثاني
اكتشفت بعثة تنقيب تابعة للمجلس الأعلى للآثار في مصر مجموعة من الوحدات المعمارية من الطوب اللبن لثكنات عسكرية لجنود ومخازن للأسلحة والطعام من عصر الدولة الحديثة وعدداً من اللقى الأثرية من بينها سيف من البرونز مزيّن بنقوش لخرطوش الملك رمسيس الثاني.
تمت الاكتشافات في منطقة آثار تل الأبقعين، بالقرب من مدينة حوش عيسى، في محافظة البحيرة، شمال غرب دلتا مصر.
وذكرت وزارة السياحة والآثار في بيان، أمس، أن الكشف «يؤكد الأهمية التاريخية والأثرية لحصن الأبقعين الذي يُعد إحدى نقاط التمركز العسكري للجيش المصري القديم على الطريق الحربي الغربي لحماية الحدود الشمالية الغربية لمصر من هجمات القبائل الليبية وشعوب البحر».
وعثرت البعثة أيضاً على مجموعة من اللقى الأثرية التي تلقي الضوء على الأنشطة اليومية لقاطني الحصن، وفكرهم العقائدي والعسكري مثل الأسلحة المستخدمة في الحروب، وأدوات الصيد والزينة والنظافة الشخصية، من بينها «مراود التكحيل من العاج، خرزات، جعارين من العقيق الأحمر والقيشاني، تمائم الحماية»، إضافة إلى دفنة لبقرة رمزاً للقوة والوفرة والرخاء، وكتلتين من الحجر الجيري إحداهما عليها كتابة هيروغليفية لألقاب الملك رمسيس الثاني، والأخرى لأحد الموظفين ويدعى «باي»، وجعران من القيشاني مزين بنقش «آمون - سيد السماء» ويعلو اسمه زهرة اللوتس، وجعران آخر يحمل على قاعدته المعبود «بتاح» من الشست، ونصف خاتم من البرونز عليه نقش للمعبود «آمون حور آختي» وعقدين من القيشاني والعقيق لزهرة الرومان.
وقال الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار الدكتور محمد إسماعيل خالد، إن الكشف يؤكد على الأهمية التاريخية والأثرية لحصن الأبقعين، الذي يُعد إحدى نقاط التمركز العسكري للجيش المصري القديم على الطريق الحربي الغربي لحماية الحدود الشمالية الغربية، من هجمات القبائل الليبية وشعوب البحر، إضافة إلى أن الوحدات المعمارية المكتشفة ذات تخطيط منتظم ومقسمة إلى مجموعتين متماثلتين في التصميم النمطي المعماري يفصل بينهما ممر صغير، ما يدل على براعة المهندس المصري القديم وقدرته على استغلال عناصر البيئة المحيطة و تطويعها لخدمة أغراضه المختلفة.
من جانبه، قال رئيس قطاع الآثار المصرية في المجلس الأعلى للآثار في مصر الدكتور أيمن عشماوي، إن القطع الأثرية التي تم اكتشافها، تؤكد استخدام بعض الوحدات المعمارية كمخازن لإمداد الجنود بالطعام و المؤن الغذائية يومياً، حيث عثر فيها على صوامع فردية كبيرة الحجم بداخلها بقايا أوان فخارية كبيرة للتخزين، بها بقايا عظام أسماك وحيوانات وبعض من كسر، كما عثر على أفران من الفخار ذات الشكل الإسطواني كانت تستخدم لطهي الطعام.