تأكيد على توطيد التعاون في مجالات الغاز الطبيعي والطاقة النووية والدفاع والتجارة
قمة السيسي - أردوغان... نقلة إستراتيجية
- الاجتماع الأول لمجلس التعاون الإستراتيجي: التوقيع على 17 اتفاقية... واتفاق على 36 بنداً
- رفع حجم التبادل التجاري إلى 15 مليار دولار سنوياً خلال السنوات الخمس المُقبلة
- أردوغان والسيسي يؤكدان على وقف النار في غزة فوراً... وضرورة إعادة الأمن إلى ليبيا
في أول زيارة على مستوى رئاسي إلى تركيا منذ 12 عاماً، أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، في أنقرة، أمس، إن القاهرة تعمل على تأسيس مرحلة جديدة ونقلة نوعية في العلاقات، بينما اعتبر الرئيس رجب طيب أردوغان، ان مساهمات البلدين في السلام والاستقرار الإقليميين تشكل أمراً حيوياً، في حين تم التوقيع على 17 اتفاقية في مختلف المجالات، والاتفاق على 36 بنداً.
كما شدد الزعيمان، على موقفهما المشترك تجاه القضية الفلسطينية، المحور الأساسي للقمة، والتي أبرزت موقفهما الثابت المطالب بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة ووقف العدوان الإسرائيلي على الضفة الغربية المحتلة.
وأعلن السيسي، في بداية المؤتمر الصحافي المشترك، أنه وفي ظل الرغبة الصادقة للبلدين في المزيد من تطوير العلاقات والتعاون وللبناء على نتائج زيارة الرئيس التركي لمصر في فبراير الماضي، ترأس مع أردوغان الاجتماع الأول لمجلس التعاون الإستراتيجي رفيع المستوى، مشيراً إلى أن «ما تعيشه المنطقة من أزمات يؤكد أهمية التنسيق والتعاون المشترك».
وأوضح أن القمة «تهدف لإحداث نقلة نوعية في المجالات وأبرزها التجارة والاستثمار والسياحة والنقل والزراعة»، مشيراً إلى أنه تم أيضاً التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم التي تهدف لوضع إطار مؤسسي جديد للتعاون.
ولفت إلى أن المباحثات تناولت تأكيد أهمية تيسير حركة التجارة البينية وتوسيع نطاق اتفاقية التجارة الحرة، بهدف رفع التبادل التجاري إلى 15 مليار دولار خلال السنوات الخمس المقبلة، إضافة إلى تعزيز الاستثمارات المشتركة ومنح التسهيلات الممكنة لرجال الأعمال الأتراك في ظل مناخ الاستثمار المتميز في مصر.
فلسطينياً، أشار السيسي، إلى «موقف مصري - تركي ثابت بضرورة وقف إطلاق النار في غزة ووقف العدوان الإسرائيلي في الضفة الغربية وتحقيق تطلع الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة».
وفي الشأن الليبي، أعلن السيسي التوافق مع تركيا على ضرورة إعادة الأمن إلى البلاد، وشدد على أن مصر ترحب بمساعي التقارب بين تركيا وسورية،
وضرورة الحفاظ على وحدة الصومال وسيادته، وتغليب الحل السياسي في السودان.
وكان السيسي، أعرب في بدية المؤتمر الصحافي عن سعادته بزيارته إلى تركيا. وتابع «أقول للشعب التركي الشقيق إنني أحمل إليكم من مصر وشعبها أطيب مشاعر الود والمحبة والتقدير في ظل اعتزازنا بالعلاقات التاريخية والإرث الحضاري والثقافي المشترك الذي يجمعنا».
وأضاف أن «السنوات الماضية شهدت ازدهاراً مستمراً في التواصل بين الشعبين ولاسيما من خلال الحركة السياحية المتنامية والعلاقات التجارية والاستثمارية التي تشهد نمواً مضطرداً فضلاً عن زيادة الاستثمارات التركية في مصر خصوصاً في مجال التصنيع.
أردوغان
من جانبه، شدد أردوغان على دور تركيا ومصر الحيوي في حفظ السلم والاستقرار في المنطقة، مؤكداً رفضه كل اتهامات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بحق مصر. وشدد على أن الاحتلال «مسؤول عن استشهاد كل مدني بريء في غزة بسبب الجوع والعطش ونقص الدواء»، «وكشف عن عقليته بقتل محاورها» في إشارة إلى اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية في طهران نهاية يوليو الماضي.
وعلى صعيد التعاون، قال أردوغان إن تركيا أكدت إرادتها في تعزيز التعاون في كل المجالات، بما في ذلك الصناعة والتجارة والدفاع والصحة والبيئة والطاقة، وفي قطاعي الغاز الطبيعي والطاقة النووية، مشيراً إلى أن بلاده من أكبر 5 شركاء تجاريين لمصر.
وأكد عزم تركيا على رفع حجم التبادل التجاري إلى 15 مليار دولار سنوياً خلال الأعوام الخمسة المقبلة ومواصلة العلاقات متعددة البعد مع القاهرة، وفق أساس الربح المتبادل.
ووقّع أردوغان والسيسي على الإعلان المشترك للاجتماع الأول لمجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى، حيث تم الاتفاق على 36 بنداً أساسياً، تشمل مجالات التعاون المشتركة، سواء في ما يختص بالعلاقات الثنائية والتبادل التجاري وتبادل الاستثمارات وملفات المنطقة وحل النزاعات، إضافة إلى التوقيع على 17 اتفاقية.
وكانت الزيارة بدأت بمراسم استقبال رسمية، حيث اصطف حرس الشرف لتحية السيسي، الذي استعرض مع أردوغان حرس الشرف، بينما أطلقت المدفعية 21 طلقة.