في أكبر قمة تعقدها الصين منذ سنوات
شي جينبينغ يستضيف 25 زعيماً أفريقياً
استضاف الرئيس الصيني شي جينبينغ قادة أفارقة في عشاء فاخر في بكين، أمس، مع انطلاق أكبر قمة في العاصمة منذ سنوات، سيقدّم خلالها العملاق الآسيوي وعوداً بالتعاون في مجالات مختلفة بينها مشاريع بنى تحتية والطاقة والتعليم.
وتُعد الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، أكبر شريك تجاري لأفريقيا، وهي تسعى للاستفادة من كنوز القارة الهائلة من الموارد الطبيعية بما فيها النحاس والذهب والليثيوم والمعادن الأرضية النادرة.
كما زودت الدول الأفريقية مليارات الدولارات على شكل قروض ساعدت في بناء البنية التحتية، لكنها أثارت جدلاً في بعض الأحيان بسبب تحميل الدول ديوناً ضخمة.
ووصل 25 زعيماً أفريقيّاً إلى بكين أو أكدوا حضورهم المنتدى الصيني - الأفريقي المقرر هذا الأسبوع، وفق تعداد لـ«فرانس برس»، بينهم بعض الدول التي تواجه بلدانها خطراً متزايداً للتعرض لأزمة سداد ديون.
واستقبل شي وزوجته بينغ لي يوان، الضيوف لدى وصولهم إلى قاعة الشعب الكبرى حيث أقيم العشاء.
والتُقطت صورة جماعية للقادة المجتمعين، ويلقي شي خطاباً في حفل الافتتاح صباح اليوم، بعدما أجرى محادثات مع أكثر من 10 من نظرائه الأفارقة.
مخاوف جيوسياسية
ويقول محلّلون إن سخاء بكين تجاه القارة الإفريقية يعاد النظر فيه على أنه مواجهة المشكلات الاقتصادية في الداخل، وإن المخاوف الجيوسياسية بشأن صراع متنام مع الولايات المتحدة قد تكون هي التي تدفع بهذه السياسة.وصرحت زينب عثمان، مديرة برنامج إفريقيا في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي لـ " فرانس برس"، بأن "تعميق المشاركة الاقتصادية مع إفريقيا في كل المجالات" هو أحد الأهداف الرئيسية لبكين هذا الأسبوع.وأوضحت "في مجالات محددة، حتى عندما لا يكون لتعاون موسع مماثل معنى اقتصادي، سيكون مدفوعا بأسباب جيوسياسية".وأشارت عثمان إلى أن أحد الأهداف قد يكون تضييق اختلال التوازن التجاري المتزايد بين الصين وإفريقيا عبر زيادة واردات السلع الزراعية والمعادن المصنعة.وتابعت أن "الاستجابة لهذه المطالب الإفريقية تصب في مصلحة الصين الجيوسياسية لإبقائها إلى جانبها في الصراع مع الولايات المتحدة".من جهتهم، قال محلّلون إن الزعماء الأفارقة من المرجح أنهم يسعون للحصول على الدعم في خدمات مكلفة كما فعلوا في الماضي، لكنهم سيركزون بشكل أكبر على القدرة على تحمل الديون.