الحكومة طلبتْ التحقيق في أسباب انقطاع الكهرباء كلياً عن لبنان

بيروت غارقة في العتمة
بيروت غارقة في العتمة
تصغير
تكبير

مع الخروج «الانتقالي» للبنان من نفق العتمة الشاملة على حمّالة إجراءات طارئة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه على صعيد استمرارية مرافق عامة حيوية وذلك في انتظار «المعونة» الجزائرية واستئناف شحناتِ الوقود العراقية، بدتْ البلادُ للمرة الأولى وكأنها غادرت مربّع تقاذُف المسؤوليات إلى «تحميلها» وربما المحاسبة على ما وُصف في بيروت بأنه «فضيحة».

ولم يكن عابراً أمس، قيام رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بتوجيه كتابٍ إلى رئيس هيئة التفتيش المركزي لإجراء تحقيق فوري في موضوع الانقطاع الكلي للتيار الكهربائي، مصوّباً ضمناً على المسؤولية الأكبر في هذا المجال لمجلس إدارة مؤسسة كهرباء لبنان، ومتحدّثاً عن «تقصير ظهر بعدم دعوة مجلس إدارة المؤسسة للانعقاد» لترجمة قراراتٍ كان وافق عليها مجلس الوزراء «ما أدى إلى وقوع أزمة كان من الممكن تفاديها ما يقتضي معه مساءلة المسؤولين عنها منعاً لتكرارها بعدما وضعت الحكومة مسألة الكهرباء من أولويات خطة الطوارئ لديها»، ولافتاً إلى أن مجلس إدارة المؤسسة لم ينعقد بسبب غياب المدير العام، لا بل بسبب قطع التواصل مع الجميع ولم يفوّض أياً من أعضاء المجلس بالصلاحيات ولا سيما المالية منها.

وكان ميقاتي اجتمع مع وزير الطاقة والمياه وليد فياض، الذي قال«عقدنا اجتماعاً وضعتُ خلاله رئيس الحكومة في التطورات بالنسبة لأزمة الكهرباء التي حصلت، وساهم دولة الرئيس في معالجة الموضوع خلال اليومين الماضيين، واستطعنا تأمين الديزل من منشآت النفط، حيث كانت هناك بعض العرقلة على مستوى الإدارة بسبب عدم وجود صلاحية لاتخاذ القرار».

وأضاف«في موضوع تجديد الالتزام العراقي، فإن العراق قيادة وشعباً يؤكد وقوفه إلى جانب لبنان والتزام تزويده بمادة زيت الوقود الثقيل وتمديد الاتفاقية وتجديدها، كذلك التزامه بزيادة الكميات خلال هذا الشهر لتصبح 125 ألف طن بدل 100 ألف طن ويفترض تحميلها من العراق في السادس والعشرين من الشهر الجاري. كذلك نحن بصدد تنفيذ اتفاقية تبادل كرود اويل من العراق والتي من خلالها نستحصل على زيادة الكمية، والعراق أكد التزامه بذلك. والأحد أجريت اتصالاً مع الوزير حيان عبدالغني ومع رئاسة الحكومة العراقية وهم لديهم الرغبة بالسرعة في تنفيذ هذا الموضوع كي يكون لدينا عدة مصادر للفيول، وليس مصدراً واحداً».

وتابع«ما حصل معنا إستراتيجياً خلال هذه الأزمة منبثق من اعتمادنا على مصدر واحد، بينما الاتكال على عدة مصادر هو الأفضل، ولدينا استعداد منذ فترة للاستحصال على (سبوت كارغو) وتحدثنا في السابق أن العراقيين قد ينزعجون من هذا الموضوع، وكان مدير عام الكهرباء طلب تغطية من الرئيس ميقاتي بقرار خطي، لكن على العكس من ذلك كي يكون لدينا مصدر آخَر لاستيراد الفيول حتى لا نقع بالعتمة، علماً اننا أجرينا المناقصة في يونيو وتم تلزيمها موقتا في اوائل يوليو، وانتظرنا أكثر من عشرة أيام للتلزيم النهائي كي تكون شركة الكهرباء مستعدة لتسلم البضاعة ولكنها ربطت قرارَها بمجلس الوزراء أو بقرار مكتوب من الحكومة ما أدى الى تأخر الموضوع».

يُذكر أن مجلس إدارة كهرباء لبنان كان وافق الأحد على استعارة 5000 كيلو ليتر ديزل من منشآت الزهراني.

وتمّت أيضاً الموافقة على تغطية ثمن شراء باخرة 30 ألفMT SPOT CARGO من الغاز أويل بناءً على موافقة مجلس الوزراء الذي كان انعقد الأربعاء الفائت.

وابتداء من منتصف ليل الأحد - الاثنين بدأت التغذية لبعض المرافق الأساسية كالمطار ومرفأ بيروت ومضخات مياه، كمرحلةٍ أولى إلى حين وصول شحنة الـspot cargo ثم الفيول العراقي والهبة الجزائرية التي كان تبلّغها ميقاتي في اتصال من رئيس وزراء الجزائر نذير العرباوي الذي أعلن أنه«بتوجيه من الرئيس عبد المجيد تَبُّون، سيتم تزويد لبنان فوراً بكميات من النفط لمساعدته في تجاوز الأزمة الحالية في قطاع الكهرباء».

وأمس أكّد الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية باسم العوادي، أن شحنة جديدة من الوقود سيتم تصديرها إلى لبنان خلال الأيام المقبلة، نافياً ما يشاع عن توقف العراق من تزويد لبنان بالوقود، ومشيراً إلى أن التأخير حصل لأسباب فنية ولوجستية تتعلق بالنقل والشحن.

وقال العوادي، إن«العراق ملتزم بالاتفاق الذي وقع بين بغداد وبيروت، والأهم والأصدق هو الالتزام الأخوي والقومي والإنساني من الحكومة العراقية والشعب العراقي تجاه أشقائنا في لبنان في الأوقات العصيبة الحالية».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي