تركي العازمي / دور الكيمياء الشخصية في الخلاف... !

تصغير
تكبير
التوافق النسبي في جزئية الكيمياء الشخصية للأفراد يعد عاملاً محفزاً للعطاء والإنتاجية والسلوك السليم، ونظراً لتأرجح العلاقة بين النواب أنفسهم من جهة وبين النواب والوزراء من الجهة الأخرى، نجد أن التوافق النسبي في الكيمياء الشخصية يجب استيعابه حول تشكيل الأولويات والمواقف إزاء القضايا المطروحة على بساط النقاش!

بمعنى أن النائب إن لم يشعر بارتفاع مستوى الارتياح مع وزير ما فإن أي خطأ في السلوك، أو الممارسة الإدارية للمهام المناطة بالوزير سيكون النائب كالقناص في المرصاد لاصطيادها وتجييرها وفق ميل كيميائه الشخصية غير المنسجمة مع الوزير، مما ينتج عنه احتقان في العلاقة وتأزيم ثم سؤال واستجواب!

أنا لا أحبك، «ما أشتهيك»، هي ملخص إفرازات تناقض الكيمياء الشخصية بين نائبين، أو نائب ووزير، أو كتلة ووزير، أو أي طرفين يلتقيان لمناقشة قضية ما، حتى وإن كان طرف معين لديه الحق في ما يعرضه، والدليل على هذا الأثر ظاهر في تغير المواقف رأسا على عقب والإعلان عن تشكيل أثر آخر!

ورغم من أن التاريخ أخرج لنا دراسات اجتماعية ونفسية كأسلوب الإقناع لأرسطو الذي يعتمد على ثلاثة أركان (فحوى الرسالة، طبيعة مصدرها، الطريقة التي تعرض من خلالها الرسالة، ومدى فهم المتحدث لمتلقي الرسالة) فإما أن يقتنع وإما لا يقتنع!

ولهذا ذكر قوفي وجونز من كلية لندن لإدارة الأعمال بعض مجودات القيادة السليمة والتي ربطت بمنظور أرسطو بحيث ان توافر الاقناع يؤدي إلى حياة جيدة، وإن لم يتوافر فستبق الحياة ضبابية بأسلوب مراوغ ومجامل، وهي جميعاً تندرج تحت جودة القيادة... وهو ما نفتقده في الكويت حيث معظم القضايا يتم تسييسها والاقتناع صعب بلوغه!

وعليه، فإن الحاجة باتت ملحة لتفهم إفرازات الكيمياء الشخصية من خلال فرز المواقف الذي يمكننا من تدارس السليم منها بشكل محايد، أما الاختلاف بسبب «ما أحبك ما أشتهيك» فهو مرفوض بكل المقاييس... والله المستعان!





تركي العازمي

كاتب ومهندس كويتي

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي