ارتياح في المملكة المتحدة بعد ليلة هادئة

الخوف يسيطر على محجّبات من أعمال الشغب في بريطانيا

سيدة مُسلمة ترتدي الحجاب في بريطانيا
سيدة مُسلمة ترتدي الحجاب في بريطانيا
تصغير
تكبير

لم تمر ساعات قليلة على أعمال الشغب التي اندلعت في مدن بريطانية عدة، قامت بها جماعات اليمين المتطرف، السبت الماضي، حتى ضجت مجموعات مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بالنساء المسلمات العرب، بنقاشات عبرن فيها عن شعورهن بالخوف من الخروج إلى الشوارع وهن يرتدين الحجاب، وتساءلن عن إمكانية العمل من المنزل، بل واقترحن أيضاً تمديد فترات الإجازة الصيفية خارج بريطانيا.

وبدأت هذه الأحداث في عدد من المدن البريطانية - معظمها في شمال غربي إنكلترا- عقب انتشار أخبار مضللة، تشير إلى أن الشاب الذي قتل الأسبوع الماضي بالسكين ثلاث فتيات صغيرات، مهاجر مسلم، رغم أن الشرطة أوضحت أن منفذ الهجوم من أصل رواندي ولد في بريطانيا، واستبعدت أن يصنف الحادث كـ «عمل إرهابي».

وتحدثت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) لبعض النساء اللواتي يشعرن بالخوف إزاء الأحداث، من بينهن ربة منزل رغبت في عدم الإفصاح عن اسمها، قالت إن الأوضاع الراهنة دفعتها للاعتماد على سيارات الأجرة بدلاً من المواصلات العامة لحضور موعد طبي مهم.

وتضيف «هذه الأحداث تحصل بين حين وآخر ولكن الحياة لن تقف، سأذهب إلى مواعيدي المهمة بواسطة سيارة أجرة لأنها آمنة».

لكن أخريات اضطررن لاستخدام المواصلات العامة، مثل أميرة - اسم مستعار- التي قالت «كان عليّ أن أذهب إلى المتجر لشراء بعض المستلزمات الأساسية. وللمرة الأولى منذ انتقلت للعيش في بريطانيا قبل نحو سبع سنوات، أشعر بعدم الارتياح بينما كنت على متن الحافلة وأرتدي الحجاب الإسلامي».

وتؤكد مروة علي، وهي سيدة مصرية تقيم في منطقة إيلينغ شمال غربي لندن، ان «ارتداء الحجاب يزيد من مخاطر استهداف النساء المسلمات»، رغم أن التظاهرات اليمينية خرجت ضد المهاجرين بشكل عام، لا المسلمين فحسب.

وأشارت إلى أنها لن تغير في طريقة ارتدائها للحجاب ولكن وطأة الأحداث الراهنة ربما تدفعها للتفكير في العودة إلى مصر بلا رجعة.

جو من الارتياح

وأمس، ساد جوّ من الارتياح في بريطانيا، بعدما شهد مساء الأربعاء، تظاهرات سلمية مناهضة للعنصرية، بينما تبدّدت المخاوف من عنف اليمين المتطرّف.

وأعرب قائد شرطة لندن مارك رولي صباح أمس، عن ارتياحه الكبير «للطريقة التي سارت بها الأمور» جراء انتشار عناصر الشرطة وبفضل تعاون السكان.

وأشار إلى أنّه تمّ توقيف نحو 20 شخصاً فجر أمس، بعد اشتباكات عنيفة جرت الأسبوع الماضي في لندن، معتبراً أنّ «التلميح إلى أنّهم وطنيون يتظاهرون من أجل قضية ما، أمر سخف» مؤكداً أنهم «جانحون».

وأوقف نحو 400 شخص منذ بداية الاشتباكات، وتم توجيه تهم لـ120 على الأقل، بحسب النيابة، كما صدرت إدانات في حق بعضهم.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي