أكاد لا أخطئ اذا قلت بأن 80 في المئة من المسافرين الكويتيين كانوا في مكة المكرمة والمدينة المنورة خلال عطلة التحرير، وكل من لم نره خلال سنوات كان موجودا في الحرم، لا شك ان هذا امر طيب ويدل على طيب معدن اهل الكويت وتمسكهم بدينهم، لكنه كذلك رد بليغ على هؤلاء الكتاب التافهين الذين صموا آذاننا خلال الفترة الماضية ليتهموا المتدينين بأنهم قد سرقوا الفرحة من قلوب الكويتيين والبسمة من افواههم بسبب ضوابط الحفلات التي وضعوها واقتصار فتح المقاهي وصالات اللعب على اوقات لا تتعدى الثانية عشرة ليلا، كما برروا كثرة السفر في المناسبات بأنه هروب من الكآبة والحزن الذي تعيش الكويت فيه!
ولنا ان نسأل اولئك التافهين عن سبب تقاطر افواج الناس على مكة والمدينة، هل هو لطلب الترفيه غير البريء الذي يتكلمون عنه ام ان مزاجهم المتعكر هو الذي يوحي لهم بأن اهل البلد جميعهم على شاكلتهم من الانحراف؟ وحتى عندما وضعت البدائل للحفلات الغنائية لمهرجان هلا فبراير - والتي لا يستفيد منها إلا متعهدو الحفلات وسماسرة الطرب ليبتزوا اموال الناس بغير حق - ونظمت المهرجانات الانشادية والمحاضرات الثقافية، وحضرها الآلاف من الناس من كل حدب وصوب، رأيت هؤلاء التافهين يعلّقون على ذلك بأنه بسبب مجانية تلك الفعاليات وليس بسبب حب الناس لها او لأصحابها.
لماذا نكره الحب؟!كتبت «طالبة الشهرة بأي وسيلة» قبل ايام في جريدة «الراي» تنعى حظ المتدينين الذين يحاربون الحب وينشرون الكراهية لأنهم يشككون في شرعية الاحتفال بعيد «فالنتين» وراحت تبكي على الحب الذي اختفى من عالمنا اليوم بسبب رفضنا مشاركة العالم بعيد الحب، وليت شعري، اين كان الناس من الحب قبل ان نعلم عن قصة ذلك الراهب المغمور فالنتين؟! وهل بدأ الحب في العالم مع قدوم فالنتين؟ وهل يجوز لنا ان نختزل الحب في مناسبة واحدة او يوم في السنة لأن الغرب قد فعل ذلك؟ وما هو ذنب من يحب الزهور البيضاء بدلا من الحمراء، وهل يصبح خائنا للحب؟!
الواضح بأن هؤلاء الكتاب يريدون تفسير ما يجري في الكون كله بحسب اهوائهم ومزاجهم المتعكر ويا ويل من يتصدى لهم او يخالفهم!
وصدق الشاعر محمد حمام حين قال:
اكثر الناس يحكمون على الناس
وهيهات ان يكونوا عدولا
فلكم لقبوا البخيل كريما
ولكم لقبوا الكريم بخيلا
رب عذراء حرة وصموها
وبغي قد صوروها بتولا
وقطيع اليدين ظلما ولص
اشبع الناس كفه تقبيلا
جل من قلد الفرنجة منا
قد اساء التقليد والتمثيلا
يوم سن الفرنجة كذبة ابريل
غدا كل عمرنا ابريلا
نشروا الرجس مجملا فنشرنا
ه كتابا مفصلا تفصيلا
د. وائل الحساوي
[email protected]