أضواء

الشاعر الكويتي خالد الفرج والجامعة العربية

تصغير
تكبير

عاصر الشاعر الكويتي المرحوم خالد الفرج، أحداث نكبة فلسطين، ودور الاستعمار البريطاني فيها، مع إنشاء جامعة الدول العربية في العام 1945، فقد ولد في عام 1895، وتوفي وقد ناهز الستين في العام 1954.

كان دور الجامعة العربية بالنسبة للشاعر متواضعاً جداً مع أحداث النكبة، وقيام الكيان الصهيوني في 1948. وكان له موقف مناهض للاستعمار البريطاني في المنطقة العربية، حيث كان ينشر مقالاته في بعض الصحف العربية التي تعارض السياسة الاستعمارية في بلاد العرب، وبات ملاحقاً من قِبل السلطات البريطانية في المنطقة، وتعرّض للنفي خارج البحرين في 1927، وقد كانت تلك سياسة الاستعمار في منطقتنا العربية لمن يعارض وجوده ويطالب برحيله.

والمعروف أن أمير الشعراء أحمد شوقي، نال نصيباً من هذه السياسة القمعية، وتم نفيه إلى إسبانيا في 1914 بعد هجائه اللاذع للاحتلال البريطاني لمصر.

لم يكتف الشاعر خالد الفرج، بمناهضة الاستعمار البريطاني، بل وجه انتقاداته للجامعة العربية، التي يرى أنها لم تقم بواجبها حيال القضايا العربية، خاصة موضوع نكبة فلسطين، رغم كونها تتحمل مسؤولية كبرى في تنسيق مواقفها الجماعية لمواجهة المخاطر المصيرية التي تواجه العرب، فأنشد قصيدته موجهاً اللوم إلى الجامعة:

عقدت اجتماعك يا جامعة

فهل أنت مبصرةٌ سامعة

سئمنا الكلامَ فهل من فعال

فإن الأَعادي بنا طامعة

أسَبْعٌ عجائبُ هذا الزمان

نزلنا إلى درك السابعة

كفانا ولائمُ فيها الدسوم

تمُصُّ من الأُّمة الجائعة

كفانا أحاديث لا تنتهي

كفانا وعودُكم المائعة

كفانا خنوعٌ وها أنتم

ملايينُ في رقعة واسعة

كثيرون في قِلّة من خلاف

غنيون في أنفس قانعة

قُصَارى السياسي في سعيه

إذا فاز بالنقطة الرابعة

فيا ربِّ رحماك أَنقذ حماك

وخذ بيديْ أُمة ضائعة

لو كان الشاعر حياً، وشهد حرب الإبادة على غزة، وتقصير الجامعة العربية في الدفاع عن شعب غزة العربي، لأكتفى بإعادة نشر قصيدته، فإنها تعبّر عن استمرار واقعنا العربي الكئيب، حتى بعد خروج المستعمر.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي