الغارات الإسرائيلية خلّفت 210 شهداء وأكثر من 400 مصاب... معظمهم من النساء والأطفال

مجزرة النصيرات... مئات الضحايا لتحرير 4 رهائن

دمار واسع في مخيم النصيرات  (أ ف ب)
دمار واسع في مخيم النصيرات (أ ف ب)
تصغير
تكبير

- «القسام»: بعض الرهائن قتلوا في النصيرات ومناطق مجاورة
- خلية أميركية ساعدت في عملية تحرير الأربعة
- تل أبيب توافق على بدء مشروع تجريبي لتشكيل «حكومة بديلة» في غزة

في اليوم الـ246 من الحرب التدميرية واللا إنسانية على غزة، كثف الاحتلال قصفه الجوي والبري والبحري على وسط القطاع، وارتكب مجازر في مخيم النصيرات أسفرت عن سقوط مئات الضحايا بين شهيد وجريح، وذلك أثناء «عملية خاصة» لاستعادة 4 رهائن أحياء.

وأفاد المكتب الإعلامي في غزة، بأن الغارات التي نفّذتها الطائرات الحربية والمدفعية الإسرائيلية في النصيرات، وهو مخيم تاريخي للاجئين الفلسطينيين، خلّفت 210 شهداء وأكثر من 400 مصاب معظمهم من النساء والأطفال، مرجحاً ارتفاع العدد جراء خطورة الحالات المصابة.

ووصف في بيان، الوضع الميداني بالمحافظة الوسطى بأنه «كارثي»، متهماً الجيش الإسرائيلي بممارسة «جريمة منظمة ضد المدنيين والآمنين وضد الأطفال والنساء في كل أرجاء المحافظة».

من جهته، قال رئيس المكتب السياسي لـ «حماس» إسماعيل هنية في بيان، إن العالم صنف الجيش الإسرائيلي بأنه «قتلة الأطفال» لكنه «عاجز عن وضع حد لحرب الإبادة».

وأكد أن الشعب الفلسطيني «لن يستسلم والمقاومة ستواصل الدفاع عن حقوقه»، معتبرا أن إسرائيل «واهمة» إذا كانت تستطيع فرض خياراتها بالقوة.

وشدّد هنية على أن الحركة «لن توافق على أي اتفاق لا يُحقق الأمن للشعب الفلسطيني أولاً وقبل كل شيء»، لافتا إلى أن الجيش الإسرائيلي «فشل عسكرياً وسقط سياسياً وهو ساقط أخلاقياً» وعلى العالم أن يتحرك.

تحرير الرهائن

وفي القدس، ذكر الناطق باسم الجيش دانيال هاغاري، أن الرهائن الأربعة، جرى «إنقاذهم» في موقعين مختلفين في النصيرات، حيث «أخفت حماس الرهائن بين المدنيين في غزة تحت حراسة مسلحين».

وأضاف أن «العملية المشتركة لجيش الدفاع والشاباك والشرطة نفذت العملية بناء على معلومات استخبارية وعمليات للشاباك و(وحدة) اليمام»، متابعاً «العملية انطوت على مخاطر كبيرة»، قبل أن يكشف أن إنقاذ المحتجزين «كان قيد التخطيط منذ أسابيع».

وأعلن أن الأربعة هم: نوعا أرغماني (26 عاماً)، ألموع مئير (22 عاماً)، أندري كوزلوف (27 عاماً) وشلومي زيف (41 عاماً)».

وكانت «كتائب القسام» نشرت قبل أيام مقطعاً مسجلاً لأرغماني، وهي تتوسل الاحتلال لإجراء صفقة تبادل.

وأشار الناطق إلى أن الأربعة خطفتهم «حماس»خلال حضورهم مهرجان نوفا الموسيقي في السابع من أكتوبر، مؤكداً أنهم «بصحة جيدة».

وأضاف إن ضابطاً قتل خلال العملية.

وأشاد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بالعملية، مؤكداً «لن نتوقف قبل أن ننجز المهمة ونعيد كل رهائننا إلى ديارهم، الأحياء منهم والقتلى».

وقال وزير الدفاع يوآف غالانت إن القوات الخاصة عملت تحت نيران كثيفة وفي بيئة حضرية معقدة.

في المقابل، أكدت «كتائب القسام» أنه لايزال لديها العدد الأكبر من الرهائن وقادرة على زيادته.

وأوضحت في بيان، ان «بعض الرهائن قتلوا في العملية الإسرائيلية لتحرير رهائن في النصيرات ومناطق مجاورة في وسط غزة».

وأفاد مسؤول أميركي، من جهته، بأن «خلية أميركية» ساعدت في عملية تحرير الرهائن، وفق ما أورد موقع «أكسيوس».

وبعد ثمانية أشهر منذ بدء الحرب المدمرة، لايزال 116 رهينة داخل القطاع المحاصر من أصل نحو 250 احتجزوا خلال هجوم السابع من أكتوبر، وفقاً للإحصاءات الإسرائيلية.

وأعلنت تل أبيب وفاة 40 منهم على الأقل مع عدم العثور على جثثهم حتى الآن.

وفيما لاتزال الجهود الديبلوماسية للتوصل إلى هدنة متعثرة، يزور وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إسرائيل ومصر وقطر والأردن، الأسبوع الجاري،«للدفع باتجاه مقترح وقف إطلاق النار» الذي طرحه الرئيس جو بايدن أخيراً.

«حكومة بديلة»

من ناحية ثانية، وافق مجلس الحرب، على البدء بمشروع تجريبي في قطاع غزة، تقدم به غالانت، يتضمن تشكيل«حكومة بديلة» لـ«حماس».

وبحسب قناة «كان»، سيقوم «الجيش بتوفير الحماية لمناطق عدة في شمال غزة، وسيسمح بوجود قيادة محلية مسؤولة عن إدارة الحياة في القطاع، في الوقت ذاته سيتابع الجيش الملفات ذات العلاقة بالنشاطات المدنية في تلك الأحياء».

غانتس «يُراوغ»

لم تمضِ دقائق على إعلان الجيش الإسرائيلي استعادة 4 أسرى كانوا محتجزين في مخيم النصيرات، حتى أعلن عضو «حكومة الحرب» بيني غانتس تأجيل مؤتمره أو خطابه الذي كان من المقرر أن يُعلن فيه مساء أمس استقالته.
وأفاد مصدر سياسي مطلع بأن غانتس علم منذ الخميس الماضي، بالعملية، إلا أنه لم يُعلن حينها تأجيل مؤتمره كي لا يُثير شكوك حركة «حماس».
وكشف أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت وافقا مساء الخميس على تنفيذ العملية، بعد أن عرض رئيس الأركان هيرتسي هاليفي وجهاز «الشاباك» تفاصيل الخطة والمخاطر والتداعيات، حسب ما نقل موقع «أكسيوس».
وفي اليوم نفسه أيضاً، أبلغ «الشاباك» غانتس بالعملية المخطط لها، فقرّر الأخير عدم تغيير خططه في ما يتعلق بالإعلان المزمع عن استقالته حتى لا يُثير الشكوك، وبالتالي لم يتم إلغاء كلمته المزمعة، إلا بعد انتهاء العملية.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي