ألوان

جنوب أفريقيا... وجهتي المقبلة

تصغير
تكبير

رغم عشق أهل الكويت للسياحة طوال العام تقريباً إلا أن قلة منهم جرّبت السياحة في جنوب أفريقيا التي نظمت كأس العالم في عام 2010م، بفضل جهود القيادة السياسية في ذلك الوقت للرئيس الراحل نيلسون مانديلا، وما زال أثره السياسي حاضراً رغم رحيله في عام 2013م.

لديّ صديق متقاعد كان يقضي طوال العام مسافراً مع زوجته، ثم لوحده بعد وفاتها في العديد من دول العالم، ولا يعود إلى الكويت إلا للاستراحة من سفر كي يستعد لسفر آخر، وأطول فترة يقضيها في الكويت هو أسبوع قبل شهر رمضان المبارك وأسبوع بعد عيد الفطر السعيد، ثم يعود للسياحة مرة أخرى. وقد تكوّن لديه العديد من الصداقات ولديه الكثير من الصور، إذ إن هوايته هي التصوير وكم عرضت عليه أن يؤلف كتاباً عن البلدان التي زارها لكنه يرفض ذلك.

وقد حدّثني مرة في الديوانية عن زيارته إلى جنوب أفريقيا التي زارها مرتين، مؤكداً لي أن زيارة واحدة لا تكفي فهو بلد غني بالثقافة وبالموروث الشعبي، ويسكن بداية في العاصمة كيب تاون، بمنطقة «جاردون 18» وهي منطقة قريبة من منطقة المسلمين كما أنها قريبة من الأماكن السياحية.

وهناك منطقة «نايزا» بمحافظة «غاردن روت» وهناك فنادق جميلة حيث الأجواء الهادئة في جوهانسبرغ حيث توجد شقق مفروشة قريبة مشياً على الأقدام من ساحة «مانديلا».

وروى لي أن هناك بيوتاً ملونة جميلة في «البوكاب»، ومتحف أفريقيا به العديد من العناصر الممتعة للكبار وللصغار، وحديقة تمتلئ بالسناجب كما يوجد مجمع اسمه غراند ويست.

وأنها تغص بالحدائق أشهرها حديقة «كريستين بوش»، ويمكن استئجار سيارة غولف للتنقل بها نظراً لمساحتها العملاقة، وهناك مزارع للنعام في كيب تاون، كما توجد مجمعات بها ألعاب للأطفال ويمكن حجز رحلات سياحية ممتعة على متن يخت خاص. علاوة على تقديم المطاعم أفضل المأكولات والأسعار مقارنة ببقية الدول في أوروبا وبعض الدول السياحية التي تستغل السائح الخليجي بشكل عام والسائح الكويتي بشكل خاص بينما الأسعار ثابتة للجميع!

ومما قاله عنها إن معظم أماكن جنوب أفريقيا تتمتع بطبيعة خلابة، وهناك حديقة الأسود ويمكنك مشاهدة كيف تتم عملية إطعامها، وأجمل الشلالات قرب شارع «فاندر ستيل»، وهناك بعض الأماكن الأخرى مثل مصنع الأحجار الكريمة وبعض الأسواق التاريخية، وأيضاً الاستمتاع بالمحيط وبالأسماك وبمشاهدة البطاريق في منطقة «البولدرز». وفي الأسواق الشعبية فإن الشعب ودود لا يمانع في «المكاسر» بالأسعار، وهناك مزرعة التماسيح، ويمكن زيارة السجن الذي حبس فيه مانديلا عقب خروجه من جزيرة روبن وبقي فيها تحت الإقامة الجبرية.

وليس بعيداً عن الموضوع فإننا نساند أهلنا في غزة لطالما لا نملك إلا الدعاء ومقاطعة بعض المنتوجات التي يدعم من يمتلكها الكيان الصهيوني بينما تشترك معنا جنوب أفريقيا التي وقفت مع الحق الفلسطيني بل إنها قامت بشكل رسمي برفع دعوى قضائية في محكمة العدل الدولية في لاهاي الهولندية، الأمر الذي أثار زوبعة سياسية وإعلامية في العالم وجعل الكيان الصهيوني ومن يسانده بشكل علني وسري في حال هرج ومرج والفضل يعود لأبناء ولأحفاد المناضل مانديلا المناصر للقضية الفلسطينية وما زالت وزيرة الخارجية لجنوب أفريقيا السيدة ناليدي باندور، تقوم بدورها الديبلوماسي بعد أن فضحت الكيان الصهيوني ومن يسانده ودعت إلى حماية الشعب الفلسطيني وهي خطوة بانتظار خطوات فكانت خطوة من نيكاراغوا وما زلنا ننتظر المزيد.

وأقل ما يقدمه الشعب الكويتي هو تجربة السياحة في جنوب أفريقيا دعما للسياحة بها وهي فرصة لتجربة جديدة لم نعهدها بدلاً من تكرار السفر إلى بعض الدول وتبقى المسألة للاختيار الشخصي.

وبالنسبة لي فإنني أفكر بالسفر إليها إذ إنني أحب العواصم الثقافية كما أتمنى أن أتعرف على الفن التشكيلي هناك لكنني أنتظر صديقي «ابن بطوطة» كي نذهب معاً.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي