برنياع وافق خلال اجتماعات باريس مع محمد بن عبدالرحمن وبيرنز على «إطار جديد»

مفاوضات غزة تُستأنف خلال أيام بـ «تفاؤل» حول «اتفاق»

 فلسطينيون يفرون من جباليا شمال غزة (شينخوا)
فلسطينيون يفرون من جباليا شمال غزة (شينخوا)
تصغير
تكبير

- تل أبيب ترد على محكمة لاهاي بتكثيف عملياتها في رفح
- غوتيريش سيحيل القرار على مجلس الأمن والجمعية العامة
- بوريل يعتبر قرار محكمة لاهاي «ملزماً» لإسرائيل
- وزيرة الدفاع الإسبانية: حرب غزة «إبادة جماعية حقيقية»
- المستشفى الكويتي يُطالب بسرعة توفير الوقود اللازم لضمان بقائه في الخدمة
- مُقررة أممية: إسرائيل لن توقف جنونها حتى يقوم المجتمع الدولي بوقفه

رغم صدور أمر عن محكمة العدل الدولية، لإسرائيل بتعليق عملياتها العسكرية في رفح «فوراً»، والإبقاء على المعبر الحدودي مع مصر «مفتوحاً»، كثفت تل أبيب غاراتها التدميرية على المدينة، وقررت استئناف مفاوضات الوساطة مع حركة «حماس» خلال أيام بهدف التوصل إلى «اتفاق» للإفراج عن الرهائن في قطاع غزة.

وصرح مسؤول إسرائيلي، لـ«فرانس برس»، مشترطاً عدم الكشف عن اسمه، «هناك نية لاستئناف المحادثات هذا الأسبوع وهناك اتفاق».

ولم يدل المسؤول بمزيد من التفاصيل حول الاتفاق. لكن وسائل إعلام إسرائيلية ذكرت أن رئيس جهاز «الموساد» ديفيد برنياع وافق خلال اجتماعات باريس، الجمعة، مع الوسيطين، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إي) وليام بيرنز ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، على إطار جديد للمفاوضات المتوقفة.

وقال مصدر مطلع، طلب عدم ذكر اسمه أو جنسيته، لـ «رويترز»، «في نهاية الاجتماع، تقرر أن تبدأ المفاوضات هذا الأسبوع بناء على مقترحات جديدة بقيادة الوسيطين مصر وقطر وبمشاركة أميركية نشطة».

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية، بأن القيادة الأمنية بكاملها ووزيري «حكومة الحرب» بيني غانتس وغادي آيزنكوت، يريدون التوصل لصفقة ويعتبرونها «ضرورة الآن».

وأضافت أن العرض الجديد يتضمن «حلولاً ممكنة» لنقاط كانت محل خلافات في المباحثات السابقة.

ونقل موقع «أكسيوس» عن مصدر أميركي، أن إدارة الرئيس جو بايدن فوجئت بإعلان إسرائيل في شأن استئناف مفاوضات الرهائن.

وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن تحدث مع غانتس حول الجهود الجديدة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وإعادة فتح معبر رفح «في أقرب وقت».

ومساء الجمعة، بحث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مع محمد بن عبدالرحمن ووزراء الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان والمصري سامح شكري والأردني أيمن الصفدي، الوضع في قطاع غزة وتحقيق «حل (قيام) الدولتين» بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

وأفاد بيان فرنسي، بأن اللقاء تناول «مجموعة الرافعات التي يمكن تفعيلها من أجل إعادة فتح كل المعابر» إلى القطاع المحاصر وسبل «تعزيز تعاونهم في مجال المساعدات الإنسانية وتعميقه».

محكمة لاهاي

وفي لاهاي، وبعدما لجأت إليها جنوب أفريقيا، التي تتهم إسرائيل بارتكاب «إبادة جماعية»، أمرت محكمة العدل الدولية، الجمعة، الدولة العبرية بأن «تبقي معبر رفح مفتوحاً للسماح بتقديم الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها، من دون عوائق وبكميات كبيرة».

وخلال جلسة مداولات طارئة عقدها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في أعقاب قرار محكمة لاهاي، اقترح وزير العدل ياريف ليفين أن تفتح إسرائيل معبر رفح بمبادرة منها، بل وبإدارة واشراف أفراد من الجيش، ما حظي بتأييد المشاركين في الجلسة.

كما أجرى نتنياهو، مشاورات وزارية عبر الهاتف للتباحث في القرار، مستثنياً غانتس وآيزنكوت.

ونقلت القناة 12 عن مسؤول سياسي رفيع، لم تسمه، ان «قرار المحكمة بمثابة مكسب لـ (زعيم حماس في غزة يحيى) السنوار وهو يضرب رافعة الضغط العسكري لإطلاق المختطفين، والسنوار يأمل أن تنقذه المحكمة».

من جانبه، رد وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، على القرار بالقول «من يطلب من إسرائيل وقف الحرب يطالبها بإنهاء وجودها بنفسها. لن نوافق على ذلك».

وأعلن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، أن «هناك رداً واحداً فقط وهو احتلال رفح وزيادة الضغط العسكري وهزيمة حماس حتى تحقيق النصر الكامل في الحرب».

في المقابل، رحبت «حماس» بقرار محكمة لاهاي، لكنها تنتظر أن يشمل «كامل قطاع غزة وليس محافظة رفح فقط».

وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أن قرارات محكمة العدل «ملزمة»، وينبغي أن يلتزم بها الأطراف المعنيون «بحسب الأصول»، مُشيراً إلى أنه سيحيل قرار المحكمة على مجلس الأمن والجمعية العامة.

وأكد ممثل السياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أنه «يجب تنفيذ أوامر المحكمة بشكل كامل وفعال».

ووصفت وزيرة الدفاع الإسبانية مارغريتا روبليس، الحرب في غزة بأنها «إبادة جماعية حقيقية».

من جانبها، انتقدت لندن القرار، معتبرة انه «سيعزز وجهة نظر حماس بأن بإمكانها الاحتفاظ بالرهائن واحتجازهم والبقاء في غزة».

تكثيف الغارات

ميدانياً، أفاد شهود فلسطينيون وفرق «فرانس برس»، أمس، بحصول غارات إسرائيلية مكثفة على مدينة رفح ودير البلح. كما قامت طائرات إسرائيلية بشنّ غارات على مخيم جباليا شمال القطاع، بينما طال القصف المدفعي مناطق قريبة من محطة للكهرباء في شمال مخيم النصيرات وسط القطاع.

وقتل رجل صباح أمس، بحسب المستشفى الكويتي الذي استقبل جثته.

وقال مدير المستشفى صهيب الهمص في بيان «نطالب منظمة الصحة العالمية بسرعة توفير الوقود اللازم (...) لضمان بقائه في الخدمة، حيث يعتبر المستشفى الوحيد وسط محافظة رفح الذي يستقبل المرضى والجرحى والشهداء».

إلى ذلك، أعلنت السلطات الصحية في غزة، أمس، أن أكثر من 20 ألف جريح ومريض بالسرطان والقلب وأمراض الدم ينتظرون فتح معبر رفح لتلقي العلاج في الخارج.

ولفتت إلى أن هؤلاء الجرحى والمرضى لم يتمكنوا من الخروج لتلقي العلاج منذ استيلاء جيش الاحتلال على المعبر في السادس من مايو «وحتى أولئك الذين في الخارج لا يمكنهم العودة إلى وطنهم عبر المعبر».

«الجنون الإسرائيلي»

من جانبها، قالت فرانشيسكا ألبانيز، المقررة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، إن «الأنباء التي تصلني من الناس المحاصرين في مدينة رفح، مروعة».

وأكدت في بيان، أمس، أن «إسرائيل لن توقف جنونها حتى يقوم المجتمع الدولي بوقفه»، مشيرة إلى أن «إسرائيل كثفت هجماتها على رفح، بعد أن أمرتها محكمة العدل الدولية وقف عمليتها في المدينة».

وأبلغ وزير الخارجية الإيطالي أنتونيو تاياني رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى أن روما ستستأنف تمويل وكالة «الأونروا» التي ستخصص لها خمسة ملايين يورو من مساعدة جديدة للشعب الفلسطيني بقيمة 35 مليون يورو.

ودعا وزراء مالية مجموعة السبع المجتمعون في إيطاليا، أمس، إسرائيل إلى «ضمان» الخدمات المصرفية للبنوك الفلسطينية، في حال نفّذت إسرائيل تهديدها بعزلها ومنعها من الوصول إلى نظامها المصرفي.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي