نشطاء بيئيون يدعون إلى تعزيز الوعي والتحرك بفاعلية أكبر

غزو... الجرذان !

تصغير
تكبير

- براك الهندال: تدمّر المحاصيل الزراعية وتتسبب في قتل الدجاج والطيور
- محمد الهاجري: انتشارها بيئة مناسبة لنقل الأوبئة التي يعد أخطرها مرض الطاعون
- شبيب العجمي: جرذ نرويجي عضّ اصبع قدم ابنتي... ولكثرة انتشارها أصطاد منها 5 يومياً

يشكل انتشار القوارض هاجساً صحياً، بعد رصد ظهورها المتزايد في بعض مناطق البلاد، فيما حذر نشطاء في المجال البيئي من خطورة «غزو الجرذان»، مطالبين بتعزيز الوعي المجتمعي والتحرك بفاعلية أكبر لمواجهة المشكلة.

ورغم حملة الإصحاح البيئي ومكافحة القوارض التي دشنتها وزارة الصحة، في مارس الماضي، وجهود المكافحة، غير أن انتشار الجرذان لم يتوقف حتى في وضح النهار، وأصبحت أكثر انتشاراً في المزارع والمناطق المهجورة، أو التي تعاني تراكم المخلفات والنفايات، ولاسيما في الأماكن ذات الكثافة السكانية العالية من العزاب، مثل جليب الشيوخ وخيطان وحولي وغيرها.

غزو المزارع

وفي هذا السياق، أكد رئيس فريق «الحلم الأخضر» الناشط البيئي شبيب العجمي، أن «الجرذ النرويجي يغزو المزارع، ويتسبب بأضرار جسيمة للماشية والأغنام والطيور التي تحويها المزارع».

وقال العجمي لـ «الراي»، إن «مخاطر هذا الجرذ وأضراره امتدت إلى ابنته الصغيرة التي تعرضت إلى عض أحد أصابع قدمها وتم إسعافها الى قسم الطوارئ في مستشفى العدان الذي بادر بإعطائها ابرة مضادة للتسمم». وناشد الجهات المعنية التحرك السريع للتعامل مع المشكلة التي تتفاقم يوماً بعد الآخر، لافتاً إلى أنه «في دلالة واضحة على مدى انتشار هذه النوعية من الجرذان في المزارع، أصطاد منها يومياً ما بين 4 و5».

وأكد أن «هذا الانتشار للجرذان يحتم ضرورة تحرك الجهات المعنية، للتعامل مع المشكلة، إذ إن العمل الفردي يظل محدود القدرة في مواجهة مشكلة تؤثر سلبياً وتسبب أضراراً جسيمة للحيوانات وحتى الإنسان، ناهيك عن المخاطر الصحية والأمراض التي يمكن أن تنقلها هذه القوارض».

مخاطر

من جهته، عدد أمين سر فريق «الحلم الأخضر» الدكتور محمد الهاجري الأسباب التي تقف وراء انتشار الجرذان، موضحاً أن «أبرزها تراكم المخلفات، خصوصاً في المدن الجديدة، إلى جانب تراكم النفايات حول صناديق القمامة، وبالذات في مناطق الكثافة السكانية العالية من العزاب، كمناطق جليب الشيوخ أو خيطان أو حولي أو غيرها».

وأوضح الهاجري أن «الأسباب الأخرى لذلك الانتشار عدم إجراء الصيانة الدورية لفتحات الصرف الصحي، وعدم استخدام الأنظمة الحديثة للصرف الصحي كالأنظمة الأميركية التي تحول دون تسرب القوارض إلى المنازل».

وبيّن أن «مشكلة انتشار القوارض مشكلة قائمة حالياً، في ظل نقص المختصين عن مكافحتها وخاصة في المناطق الجديدة، إلى جانب نقص الوعي في التعامل مع النفايات والمخلفات، وبعض أوجه القصور من جانب بعض الجهات، سواء في ما يخص التخلص من الأنقاض والنفايات، فضلاً عن الحاجة لتعزيز طرق المكافحة وجعلها أكثر فعالية».

كما حذر من المخاطر الصحية التي قد تترتب على انتشار الجرذان، لافتاً إلى أن «أبرزها توفير بيئة مناسبة لنقل الاوبئة والأمراض والتي يعد أخطرها مرض الطاعون»، داعياً الجهات المسؤولة الى تحرك أكثر فعالية بالتعامل مع المشكلة، مع العمل في نفس الوقت على تعزيز الوعي المجتمعي، لدوره الكبير أيضاً في عدم توفير البيئة الحاضنة لانتشار هذه القوارض.

تزايد

من جانبه، قال الأمين العام الأسبق لجمعية أصدقاء النخلة، عضو مجلس الإدارة الأسبق للجمعية الكويتية لحماية البيئة براك الهندال، إن «ظاهرة انتشار القوارض في المنازل والميادين والحيازات الزراعية المختلفة تزداد»، مشيراً إلى أن «القوارض قد تسبب نشر الأمراض بشكل مباشر، مثل مرض الطاعون، كما تسهم في خلق بيئة خصبة للأمراض في اماكن تواجدها سيما في المنازل».

وحذر الهندال من «تدمير القوارض للمحاصيل الزراعية التي تعتبر رافداً مهماً للأمن الغذائي إلى جانب أضرارها الأخرى، حيث تتسبب في قتل الدجاج والطيور».

ورأى أن «على الدولة تفعيل دورها لمكافحة هذه الآفات والقوارض المؤذية، من خلال اختيار أنجع الحلول وتنظيم حملات توعية المجتمع، بأهمية المشاركة في مكافحة هذه الآفات والقوارض، ومن بعدها توفير المبيدات الحشرية المناسبة، وبدء حملات المكافحة التي تتطلب دراسة نتائجها خلال فترات مناسبة للوقوف على مدى نجاحها لاسيما ان تكاليف تنفيذها ليست بالقليلة».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي