اهتمام أصحاب السيولة الساخنة تركز عليها والاندفاع محفوف بالمخاطر

أسهم ما دون 100 فلس تتسيد التداولات والسوق الرئيسي يستحوذ على 40 في المئة من السيولة

تصغير
تكبير

- أسهم صغيرة ومتوسطة ارتفعت في جلسة واحدة بين 10 و23 في المئة
- المراهنة على نجاح خطط هيكلة بعض الشركات زاد زخم تداولها

استحوذ السوق الرئيسي العام بقيادة أسهم الشركات التي تتداول تحت سقف 100 فلس على أكثر من 40 في المئة من الأموال التي استقبلتها وتيرة التداول في بورصة الكويت بجلسة أمس (بما يعادل 20.8 مليون دينار من أصل 51.2 مليون تم تداولها على عموم الأسهم المدرجة).

وجاء وقود السيولة الساخنة الذي استأثر بنصيب وافر من تلك الأموال ليدفع الأسهم الصغيرة نحو مكاسب تراوح بعضها بين 10 و23 في المئة بجلسة واحدة، ما يشير إلى أن المحافظ الصغيرة والمتوسطة، لاسيما الخاصة والحسابات الفردية المملوكة لمتداولين تهتم خلال الفترة الحالية بتلك الشريحة من الأسهم.

ويأتي ذلك بعد موجة نشاط كبيرة تسيدت الأسهم القيادية مثل البنوك والشركات الخدمية والمالية والعقارية خلالها المشهد العام لتعاملات البورصة، وشمل توجيه الأموال المتداولة بعض أسهم الشركات المتعثرة نسبياً أو التي تتوارد الأنباء من حولها في شأن إمكانية تنفيذ عمليات هيكلة تتضمن معالجة ملاحظات مالية وربما خسائر متراكمة قد تزيد أو تقل عن 50 في المئة من رأس المال، لكنها دون 75 في المئة التي يمكن أن تمنع استمرارها في البورصة حسب القانون.

وفعلياً انعكس تحرك الأموال الساخنة على تلك الفئة من السلع بشكل إيجابي حيث ارتفعت أسعارها المتداولة وبالتالي قيمتها السوقية بشكل ملحوظ الأيام الماضية، إلا أن الكيانات التشغيلية الكبيرة تظل الملاذ الآمن لأصحاب رؤوس الأموال سواءً الخاملة أو ذوي النفس المتوسط والطويل من المستثمرين.

مخاطر عالية

ولا يخفى أن المتداولين على الأسهم الصغيرة غالباً ما يتعرضون لمستويات مخاطر عالية، قد تؤدي إلى خسائر فادحة، خصوصاً إذا كان التداول مبنياً على الاشاعات والمضاربات غير المدروسة.

وجدير بالذكر أن المضاربات غير المسؤولة يمكن أن تؤدي إلى تذبذب أسعار أسهم هذه الشركات بشكل غير منطقي، ما قد يؤثر على ثقة المستثمرين وعلى استقرار هذه الشركات.

أسباب التركيز

ولعل أبرز أسباب تركيز متعاملين عدة على الأسهم الصغيرة الآتي:

- غالباً ما تكون عرضة لتقلبات سعرية كبيرة، ما يمنح الفرصة لتحقيق أرباح سريعة من خلال المضاربة عليها، إذ إنه بسبب قلة حجم تداولها وسهولة تأثرها بالأخبار والاشاعات، تشكل بيئة جاذبة للسيولة الساخنة الباحثة عن الربح السريع لكن تظل محاطة بمخاطر.

- انخفاض أسعار هذه الأسهم يجعلها في متناول أيدي عدد أكبر من المتداولين حيث يمكنهم شراء كميات كبيرة نسبياً منها بسيولة أقل، ما يزيد جاذبيتها.

- في ظل التوجه نحو التداول الإلكتروني أصبح سهلاً على المتداولين تنفيذ عمليات البيع والشراء بسرعة من خلال الحسابات التابعة لهم والتي توفرها شركات الاستثمار المتخصصة بالتعاون مع شركات وساطة، ما يعزز نشاط المضاربة على الأسهم الصغيرة.

- رغم أن التركيز على الأسهم الصغيرة يمكن أن يؤدي إلى زيادة تقلبات السوق، إلا أن هذه التقلبات يمكن أن تكون إيجابية في بعض الأحيان، حيث تخلق فرصاً لتحقيق عوائد وتبديل المراكز عند تشبع فئة معينة من الأسهم بالمكاسب والارتفاعات، لكنها محفوفة بالمخاطر.

- السلع الصغيرة والمتوسطة قد تشهد زيادات كبيرة في حجم التداول خلال فترات قصيرة، ما يؤثر على سيولة السوق بشكل عام الأمر الذي يؤثر على استقرار السوق واستدامته.

- يمكن أن يسهم تداول الأسهم الصغيرة في تعزيز رؤوس أموال الشركات الصغيرة والمتوسطة، ما يدعم نموها وتوسعها ويساعد الكيانات المالكة على تنفيذ هيكلة مالية ملائمة مع ارتفاع قيمة تلك الملكيات.

وفي النهاية يتعين على المتداولين اتباع إستراتيجيات تداول مدروسة وتحليل دقيق للسوق ولكل سهم على حدة دون الاندفاع غير المحسوب، مع الالتزام بإدارة المخاطر بشكل فعال.

مؤشرات التداول

أغلق المؤشر العام للبورصة أمس على انخفاض 8.07 نقطة والسوق الأول بتراجع 14.39 نقطة، أما السوق الرئيسي عاكس المسار حيث أقفل الرئيسي العام على ارتفاع بـ 14.34 نقطة و«الرئيسي 50» بـ 15.9 نقطة.

وبلغت كمية الأسهم المتداولة 405.45 مليون سهم بقيمة تصل 51.2 مليون دينار نفذت من خلال 20799 صفقة نقدية.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي