سافر إلى ذاتك

متلازمة الناجي

تصغير
تكبير

نسمعُ كثيراً «لم يمر أسبوع من وفاة أبيها حتى خلعت ثوبَ الحداد الأسود، وكأنّها مُذنبة، وتنفيسها عن نفسها ذنبٌ عليها...

نرى كوارث في العالم وآخرين يعيشون حياة طبيعية ونسقط عليهم، يحتفلون وكأنّهم هم السبب بمأساة الآخرين. كارثة طبيعية نجت هي منها، وكأنّها هي سبب موت الآخرين أو هم مَن صنعوا الكارثة الطبيعية».

إنّها متلازمة الناجي...

أي نجاتي أنا، كان سببها موت الآخرين أو تحطيمهم.

إنّ متلازمة الناجين تعتبر ظاهرة نفسية شائعة تصيب الأشخاص الذين نجوا من تجارب قاسية أو كوارث مروّعة.

إنّ الناجين من هذه المتلازمة يعانون من مشاكل نفسية وعاطفية تنشأ نتيجة الصدمة النفسية التي تعرّضوا لها خلال تلك التجربة الصعبة. سنلقي نظرة عميقة على هذه الظاهرة وتأثيرها على حياة الأشخاص المتأثرين.

تتميز متلازمة الناجين بمجموعة من الأعراض التي تشمل القلق المفرط، الاكتئاب، الذنب، والخوف المستمر.

يعيش الناجون تجارب مروّعة تترك آثاراً عميقة على نفسيتهم، فقد يعانون من الشعور بالعزلة وعدم القدرة على التأقلم مع الحياة اليومية بشكل طبيعي، كما أن الذكريات الصادمة تعيد نفسها بشكل متكرّر، ما يزيد من شدة الألم النفسي الذي يعاني منه الناجون.

ولا شك أن متلازمة الناجين تمثّل تحدياً نفسياً كبيراً يتطلب الاهتمام والعناية.

من المهم أن نكون حذرين ومتفهمين تجاه الأشخاص الذين يعانون من هذه المتلازمة، ونقدم لهم الدعم والمساعدة اللازمة للتغلب على تلك التحديات.

إنّ الفهم العميق لهذه الظاهرة ورعاية الناجين يمكن أن يساهما في تخفيف معاناتهم ومساعدتهم على مواجهة ماضيهم بكل قوة وثقة، في سعيهم لبناء حاضر أفضل لهم وللمجتمع.

وأخيراً، فكّر فيها، كم شخصاً توفي أصغر منك وظننت أنك الأحق بالوفاة، وماذا حدث لك عندما توفي ابنك، وكيف ترى حياتك، وكيف تعيشها وهناك كارثة حدثت لأشخاص تعرفهم؟

تحياتي.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي