8 مليارات نسمة لا يأمل منحهم مستوى معيشياً مريحاً دون الاعتماد على التكنولوجيا

10 خرافات... عن مفهوم الاستدامة

تصغير
تكبير

- نقص في معرفة ما يمكن إعادة تدويره رغم وجود 200 شعار
- المركبات الكهربائية الهجينة (PHEV) أثقل من سيارات البنزين
- السلع الفاخرة ليست مشتريات مستدامة لكنها عكس عقلية الاستخدام والرمي
- دورة المنتج الرقمي الخفية تظهر زيادة البصمة الكربونية للأجهزة الإلكترونية

تطرقت مجلة ساينتيفيك أميريكان في تقرير أعدته أخيراً إلى كلمة ذاع صيتها الفترة الأخيرة، وبدأ الجميع في سماعها بكل مكان، وبجميع أنواع السياقات ذات الصلة الهامشية أو حتى غير ذات الصلة، ما يعني حسب المجلة أحد شيئين. إما أن الكلمة تحولت إلى «كليشيهات» لا معنى لها، وإما أن لها ثقلاً مفاهيمياً حقيقياً.

ولفت التقرير إلى أن الجميع يسمع كلمة الاستدامة في كل شيء تقريباً بدءاً من السيارات إلى الزراعة وصولاً إلى الاقتصاد، بسبب أن مفهوم الاستدامة في جوهره بسيط للغاية لدرجة أنه ينطبق بشكل مشروع على كل هذه المجالات وأكثر.

ورغم بساطة مفهوم الاستدامة، إلا أن الناس يجدون صعوبة في استيعابه، مشيرة إلى أكبر 10 خرافات عن الاستدامة:

لا أحد يعرف ماذا تعني الاستدامة حقاً

هذه الحقيقة ليست دقيقة بالكامل. إذ دخل المعنى الحديث للكلمة إلى المعجم في 1987 مع نشر «مستقبلنا المشترك»، من قبل اللجنة العالمية المعنية بالبيئة والتنمية التابعة للأمم المتحدة (المعروفة أيضا باسم لجنة برونتلاند نسبة إلى رئيسها الديبلوماسي النروجي جرو هارلم برونتلاند). وعرّف ذلك التقرير التنمية المستدامة بأنها «التنمية التي تلبي احتياجات الحاضر دون المساس بقدرة الأجيال المقبلة على تلبية احتياجاتها الخاصة».

الاستدامة تتعلق بالبيئة

حركة الاستدامة نفسها - وليس الكلمة فقط - تعود أيضا إلى تقرير لجنة برونتلاند. في الأصل، كان تركيزها على إيجاد طرق للسماح للدول الفقيرة باللحاق بالدول الأكثر ثراءً من حيث مستوى المعيشة. ويعني هذا الهدف منح البلدان المحرومة إمكانية أفضل للوصول إلى الموارد الطبيعية، بما في ذلك المياه والطاقة والغذاء- وكلها تأتي، بطريقة أو بأخرى، من البيئة.

إذا استخدم الكثيرون الموارد بشكل غير فعال أو قاموا بتوليد النفايات بسرعة كبيرة بحيث لا تتمكن البيئة من استيعابها ومعالجتها، فمن الواضح أن الأجيال المقبلة لن تتمكن من تلبية احتياجاتها.

الاستدامة مرادفة لكلمة (الأخضر)

مع وجود ما يقارب 8 مليارات نسمة على كوكب الأرض اليوم، لا يستطيع المجتمع أن يأمل في منحهم مستوى معيشي مريح من دون الاعتماد بشكل كبير على التكنولوجيا. والسيارات الكهربائية وتوربينات الرياح والخلايا الشمسية نقيض الطبيعة، ولكنها تسمح للناس بالتجول وتدفئة منازلهم وطهي طعامهم باستخدام الموارد المتجددة (أو على الأقل، مدخلات أصغر بكثير من مصادر الطاقة غير المتجددة) في حين تنبعث منها كميات أقل من المواد الكيميائية الضارة.

تعويض الكربون الطريق المختصر لمعالجة الاحتباس الحراري

الحياد الكربوني أو صافي الصفر، مصطلحات تم استخدامها على نطاق واسع السنوات القليلة الماضية. تلتزم شركات عدة بأهداف طموحة تشمل الحياد الكربوني وصافي الانبعاثات بحلول عام مستهدف.

وفي السعي لتحقيق الاستدامة، ليست هناك طرق مختصرة. إن مجرد دفع تكلفة مالية بسيطة إلى حد ما لتحقيق إنجازات الاستدامة لا يكفي. والقضية الأساسية هي أن الشركات استثمرت في المشاريع البيئية ولكنها مع ذلك حافظت على بصمتها الكربونية أو حتى زادت منها.

السيارات الهجينة صديقة للبيئة أكثر من غير الهجينة

وجدت دراسة أجرتها مؤسسة النقل والبيئة عام 2020 أنه نظراً لأن المركبات الكهربائية الهجينة (PHEV) أثقل من سيارات البنزين، فإنها تستهلك المزيد من الوقود، ويشكل هذا معضلة للمشترين المحتملين للسيارات الهجينة. إنهم يريدون تقليل بصمتهم الكربونية مع الاحتفاظ بالقدرة على القيادة لمسافات أطول ما تسمح به السيارة الكهربائية بشحنة واحدة. لكن القيادة لمسافات طويلة على وجه التحديد التي تقلل من الفوائد البيئية للسيارات الكهربائية الهجينة القابلة للشحن (PHEV).

هل التكنولوجيا الرقمية صديقة للبيئة أكثر من الورق؟

يتكرر هذا السؤال كثيراً ويثير نقاشاً واسعاً. كثيراً ما نسمع عبارة «الاستغناء عن الأوراق، وإنقاذ الأشجار»، ولكن هل هذا هو الحال بالفعل؟ منذ التقدم التكنولوجي، بات يتردد أن الرقمنة صديقة للبيئة أكثر من الورق. ومع ذلك، عند النظر في دورة حياة المنتج الرقمي الخفية، بدءاً من الإنتاج وحتى الاستخدام وحتى التخلص من المنتج، فإن هذا يزيد بشكل كبير من البصمة الكربونية للأجهزة الإلكترونية.

في غضون 24 ساعة، نرسل على مستوى العالم 500 مليون تغريدة، و65 مليار رسالة واتساب، و294 مليار بريد إلكتروني، ونولد 4000 تيرابايت من البيانات على فيسبوك، ونبحث في الويب 5 مليارات مرة. ومع الحفاظ على تدفق كل هذه المعلومات الرقمية، تستهلك مراكز البيانات على مستوى العالم بالفعل 2 في المئة من إمدادات الكهرباء العالمية - ويتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى 8 في المئة السنوات الـ10 المقبلة. عدا ذلك، هناك بعض الصناعات التي تترك بصمة كربونية كبيرة مثل صناعة الطيران.

البلاستيك المشكلة

نحو تحقيق صفر نفايات والمزيد من الاستدامة عبر جميع القنوات، تلقائياً نتوجه نحو القضاء على البلاستيك. ويفترض عموماً أنه لكي نكون أكثر استدامة، يجب إزالة جميع أنواع البلاستيك من عادات الشراء لدينا. ومع ذلك، يعد هذا هدفاً طموحاً للغاية لتحقيقه، مع الأخذ في الاعتبار اعتمادنا على أنواع عدة من المواد البلاستيكية والبدائل المستدامة المحدودة المتاحة في السوق.

السلع الفاخرة ليست مشتريات مستدامة

يقول أحد الخبراء والذي عمل في مجال الأزياء لسنوات عدة إن التصور الشائع لدى المستهلكين أن السلع الفاخرة غير مستدامة. لكن الحقائق تشير إلى أن بعض العلامات التجارية الفاخرة خضعت للتدقيق بسبب الحد الأدنى من جهودها فيما يتعلق بمسؤولية الشركات والاستدامة، وتعد شركة باتك فيليب مثالاً جيداً - فالشعار الذي يستخدمونه لساعاتهم: «أنت لا تمتلك أبدا (باتك فيليب)، أنت فقط تعتني بها للجيل القادم». إن شراء شيء يدوم لأجيال في الواقع أمر مستدام للغاية. إنه عكس عقلية الاستخدام والرمي التي نراها غالبا في نطاقات الأسعار المنخفضة.

إعادة التدوير أمر سهل

أصبحت مرافق إعادة التدوير والرغبة في إعادة تدوير نفاياتنا جزءاً لا يتجزأ من حياتنا الشخصية والمهنية اليومية. ومع ذلك، مع وجود برامج عدة لإعادة التدوير، هناك نقص في المعرفة حول ما يمكن إعادة تدويره. ويوجد حالياً ما يقل قليلاً عن 200 شعار لإعادة التدوير مستخدمة في جميع أنحاء العالم، مع وجود تعليمات كثيرة وليس من المفاجئ أن يجد الناس صعوبة في فهم المعاني الكامنة وراء الشعارات، عدا أن هناك تعقيد في إعادة تدوير المواد البلاستيكية.

الحل بالتكنولوجيا الحديثة

خلال حملته الرئاسية، ارتكب الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما خطأ تكتيكيا عندما أشار إلى أن جعل إطارات السيارة مملوءة بالكمية الصحيحة من الهواء يمكن أن يوفر للأميركيين ملايين الجالونات من البنزين من خلال الاقتصاد في استهلاك الوقود بشكل أفضل.

وسخر منه الجمهوريون، تماماً كما سخروا من الرئيس جيمي كارتر عندما ظهر على شاشة التلفزيون مرتدياً سترة أثناء أزمة الطاقة في أواخر السبعينيات. ولكن كارتر وأوباما كانا على حق. في بعض الأحيان يمكن للتكنولوجيا الحالية أن تحدث فرقاً كبيراً، ومرّات يتطلب الأمر نموذج عمل إبداعيا.

على سبيل المثال: يقول مارك لي، الرئيس التنفيذي لشركة SustainAbility الاستشارية في لندن: «هناك شركة إيطالية تبيع لعملائها الماء الساخن، وليس الطاقة لتسخين المياه. إنها طريقة مختلفة للقياس، وتعطي الشركة حافزاً لتكون أكثر كفاءة حتى تتمكن من تحقيق مزيد من الربحية».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي