الإسلام علم وحياة

تصغير
تكبير

في حوار مُتعب شاق ممل مع أحد الطافحين على السطح لخفة وزنه وهشاشة عقله حول ما كان مُصرّاً عليه طوال شهر رمضان المبارك الماضي مدعياً بأن الإسلام دين جهل وتخلف وداعياً للحرب والقتل والتنكيل والتسلط على رقاب بني البشر... وهذا رأيه أيضاً بأن العكس موجود في تلك الدول العظيمة التي لامست النجوم والكواكب فعلياً فجاءت بعلوم المريخ وعطارد وزحل في مقابل أن علماء الإسلام ينفون كروية الأرض وخلافه... فالرد عليه بإذن الله سيكون من كتاب الله سبحانه وتعالى، لا بهدف هدايته إلى الإسلام ودين الله الحق لأن الله غني عن العالمين، أقول مستعيناً بكتاب (الفصل في الملل) لابن حزم الأندلسي المتوفى سنة 465 هجرية، حيث استند في قوله على القرآن الكريم وأثبت أن علماء الإسلام لم ينكروا كروية الأرض أبداً، بل قال ابن حزم ومصدره الكتاب والسُنة حيث يقول الباري عز وجل (يكوّر الليل على النهار ويكوّر النهار على الليل)، وكان شرحه في غاية السلاسة والوضوح، مستعيناً بعمامته المكوّرة على رأسه ولم يُصب ابن حزم، ما أصاب غاليليو، في القرن الخامس عشر من أذى جراء اعتناقه حقيقة كروية الأرض، وتعاقب الليل والنهار بسبب دوران الأرض حوّل نفسها وتعاقب الفصول الأربعة بسبب دوران الأرض حول الشمس، فابن حزم الأندلسي عربي مسلم ولد قبّل غاليليو بما يزيد على ألف عام.

ليس هذا فقط، بل لقي ابن حزم التقدير والاحترام والتقرّب إلى سدة الحكم في عصره بعكس ما كان يُهدد العالم الإيطالي الفلورنسي من حرقه بتهمة الكفر والهرطقة.

هذه المفاصل المهمة في تاريخ الثقافة الإسلامية مهمة جداً للأجيال لمعرفة حقيقة الدين الإسلامي الحنيف الذي مكون بنائه الدعوى على العلم والعقل والمنطق والتحاكم في ما نختلف عليه بكلام الله، وحديث رسوله الكريم صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، ولا أريد الخوض في جوانب أخرى أكثر دقة وأبعد تاريخاً، فالله الذي لا إله غيره أثبت في محكم كتابه من الجلدة إلى الجلدة بأن العلم الحاضر والماضي يسير خلف آيات القرآن لكن العيّب ليس في الدين والعقيدة الإسلامية السمحة، إنما العيب في غرور بني البشر الذي يعتقد متكابراً بأنه وصل الدمغة التي يحرج بها علماء الإسلام، حيث كانوا منذ عهد الصحابة إلى يومنا هذا الذي نعيشه لا يختلفون مع العلم والحقائق، بل يؤكدون في كل رواياتهم وكتبهم وسيرهم بأن العلم لا يتناقض مع الإسلام الذي جاء به محمد بن عبدالله، عليه أفضل الصلاة والتسليم.

أسأل الله العظيم أن يهدينا جميعاً لسواء السبيل وألا يُسلّط علينا مَنْ لا يخافه ولا يرحمنا، اللهم آمين.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي