بعد مقتل جندييْن إسرائيلييْن... «حزب الله» يَمْضي في «رسائله الخشنة»

مخاوف جدّية في لبنان من استدارةٍ لإسرائيل في اتجاه جبهة الجنوب

دخان غارة جوية إسرائيلية على قرية الخيام جنوب لبنان أمس (أ ف ب)
دخان غارة جوية إسرائيلية على قرية الخيام جنوب لبنان أمس (أ ف ب)
تصغير
تكبير

- قراءة محدّثة لمحور الممانعة في «العقل الإسرائيلي» بعد مُخادَعة نتنياهو الجميع في رفح

من خلف غبار العملية المباغتة التي حوّلتْ معها إسرائيل موافقةَ حركة «حماس» على مقترح وقف النار في غزة بمثابة «غطاءٍ»، تسلّلتْ على وهْج مفعوله الإيجابي «العابِر» لتقتحم معبرَ رفح، لاحتْ مخاوف قديمة - جديدة ولكنها باتت أكثر جدية من أن يكون سلوك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي تَعَمَّدَ زرعَ «مفخّخات» في آخِر أمتار مفاوضات الهدنة في القطاع هو في سياقِ إستراتيجيةٍ غير مفاجئة عنوانها المزيد من شراء الوقت و«إطالةَ الحرب» ريثما تمرّ عاصفةُ الانتخابات الرئاسية الأميركية الخريف المقبل علّ رياحها «تَجري بما تشتهي سفنه» لتعيد دونالد ترامب إلى «البيت الأبيض» فيستنقذ مصيرَه السياسي.

معبر رفح

وفيما كانت تل أبيب توحي بأنّ «ليلةَ القبض على معبر رفح» هي في إطار «مخادَعة تَماثُلية» مع الخديعة التي اعتبرتْ أن «حماس» نصبتْها من خلال الموافقة على «نسخةٍ مخفَّفة» من مقترح وقف النار، انهمكت الأطراف المعنية في لبنان بتفكيك أبعاد اندفاعة نتنياهو ومحاولة تَلَمُّس مغازيها وتداعياتها القريبة والأبعد مدى على جبهة المشاغَلة التي احتدمتْ المواجهاتُ على مقلبيْها في اليوميْن الماضييْن في مؤشّر إلى دينامية ميدانية تصاعُدية في التحميةِ للـ... أعظم.

«تفاوض بالنار»

وبمعزل عن مآل «التفاوض بالنار» الذي ستستكمله إسرائيل عبر وفدها إلى مصر متوعّدةً «حماس» في الوقت نفسه بأن أي تهدئةٍ لن تكون إلا مجرّد استراحة لإكمال «هدفنا بتدمير الحركة»، فإن تَقييماً جديداً ارتسم في كواليس العارفين بخفايا جبهة الجنوب اللبناني واحتمالاتها أَمْلَتْه خطوة نتنياهو وإن جَعَلَ «المرحلة الأولى» من عملية رفح على طريقة «العصا والجزرة» للضغط على الحركة لمراجعةِ شروط الاتفاق على طاولة التفاوض التي لم تغادرها تل أبيب ولا «حماس» أيضاً بما عَكَس حشْرةَ الأخيرة التي لم يهنأ سكان غزة بـ «انفجار الفرح» بقبولها بالتهدئة.

«منطقة أمان»

فبعد أشهر من «إقامةٍ» في «منطقة أمان» على قاعدة أن إسرائيل لن تندفع في جنوب لبنان بما هو أبعد من العمليات المستمرّة منذ 8 أكتوبر والتي تتعمّق بالتناسب على المقلبيْن من دون أن تخرج عن سياق الانضباط تحت سقف عدم الرغبة في حربٍ واسعة، علمتْ «الراي» أن محور الممانعة عاود «ضبْط» هذه القراءة بما يتلاءم مع معاني الإنزال العسكري لنتنياهو خلف خطوط «الهدنة المفترضة» وخيوطها التي تُحبك بعنايةٍ بمواكبةٍ أميركية لصيقة.

محور الممانعة

ووفق التقييم «المحدَّث» لدى محور الممانعة أن أياماً قتالية أو توغُّلاً إسرائيلياً محدوداً لم يَعُد مستبعَداً، سواء بعد استنفاذ حرب الاستنزاف في رفح مَفاعيلها أو خلالها، وذلك من ضمن ما يشبه «سباق البدَل» أو «التسليم والتسلّم» بين جبهاتٍ يزداد اشتعالها، وصولاً إلى خريفٍ يتطلّع إليه نتنياهو لتجديد «ربيعه» السياسي.

وهذه القراءة من «قلب النار» في رفح، تعزّز الخشيةَ مما سيكون في لبنان الذي شهد جنوبه أمس جولةً جديدة من المواجهات اللاهبة التي مضى فيها «حزب الله» في توجيه الرسائل بأنه «جاهِزٌ لكل الاحتمالات» وأن استعداداته أُنجزت لأي خطوة طائشة من نتنياهو.

عملية مزدوجة

وفي موازاة إعلان الجيش الإسرائيلي مقتل جندييْن سقطا جراء هجوم لحزب الله الاثنين الماضي، على المطلة، نفّذ الحزب أمس، أكثر من عملية مزدوجة شملت إطلاق صواريخ ومسيّرات في اتجاه مناطق في شمال إسرائيل التي نفذ طيرانها غارات على العديد من المناطق في جنوب لبنان.

وأعلن «حزب الله» أنه شنّ «هجوماً جوياً بمسيّرات انقضاضيّة استهدفت ضبّاط وجنود العدو أثناء وجودهم في باحة ‏ثكنة يفتاح وأصابتهم بدقة وأوقعتهم بين قتيل وجريح»، لافتاً إلى أنه‏ «في الوقت نفسه استهدفت طائرات أخرى إحدى منصّات القبّة الحديدية المتموضعة جنوب ثكنة راموت نفتالي ‏وأصابتها إصابة مباشرة أدت إلى إعطابها».‏

قتلى وجرحى

كذلك أكد الحزب أنه «بعد قرابة ساعة ونصف ‏من الهجوم الجوي بالمسيّرات على ثكنة راموت نفتالي، وعند تجمّع جنود العدو داخل الثكنة، استهدفهم مجاهدو ‏المقاومة الإسلامية بصاروخ موجّه وأوقعوهم بين قتيل وجريح».

وفي حين دوّت صافرات الإنذار في العديد من مستعمرات الشمال وسط تقارير في وسائل إعلام إسرائيليّة عن أنّ «حزب الله» أطلق 6 طائرات مسيّرة نحو أهداف داخل فلسطين المحتلة ما استدعى طلب بلدية كريات شمونة من سكانها البقاء في الملاجئ بسبب الخشية من تسلل طائرة من دون طيار، نشرت حسابات لناشطين قريبين من «حزب الله» فيديو على منصّة «إكس» لمسيّرة أطلقها الحزب «وهي في طريقها إلى هدفها داخل الأراضي المحتلة».

بيرم

وفي موازاة ذلك، أكد وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال مصطفى بيرم أن «العدوان لا يزال مستمراً على لبنان وليست لدينا إحصائيات شاملة حتى الآن عن الأضرار، ولكن هناك 3 آلاف منشأة تضرّرت في الجنوب».

البرلمان يناقش هبة المليار يورو في 15 الجاري

شرارة تحرّكات على الأرض في بيروت... رفضاً لاستمرار النزوح السوري

| بيروت -«الراي» |

دعا رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري إلى جلسة مناقشة عامة في 15 الجاري حول المواقف من هبة المليار يورو (من 2024 حتى سنة 2027) التي أعلن الاتحاد الأوروبي تقديمها للبنان وقوبلت باعتراضاتٍ سياسية بأعلى صوت اعتبرتْها «رشوةً» لإبقاء أكثر من مليونيْ نازح سوري في «بلاد الأرز» وتحويلها «وطناً بديلاً» لهم.

ورغم تأكيد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أن الهبة الأوروبية المخصّصة للبنانيين غير مشروطة، ورفْض قريبين منه «المزايدات الشعبوية والسياسية في ملفٍ حساس»، فإن قضيةَ النزوح تتجه إلى مزيد من التصعيد حتى في الشارع الذي سيشهد غداً ما وُصف بأنه «بداية الشرارة للتحركات على الأرض» عبر دعوةٍ لتجمعات أمام مقريْ المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في محلة الجناح والمفوضية الأوروبية في وسط بيروت وجّهتها «الحملة الوطنية لمواجهة التوطين السوري».

وكانت بيروت استقبلت أول من أمس، وزيرة الخارجية الهولندية هانكي بروينز سلوت التي أعلنت أن بلادها خصصت 140 مليون يورو لدعم لبنان في السنوات الأربع المقبلة.

وأعربت وزيرة خارجية هولندا عن تقديرها الكبير للبنان «بالرغم من العبء الكبير الذي يتحمله لاستضافة العدد الأكبر من النازحين السوريين»، مضيفة «أتفهم أن هذا الأمر ينعكس كثيراً على لبنان وشعبه».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي