«حماس» وافقت على مقترح وقف إطلاق النار... ورمت الكرة في ملعب الاحتلال

«شبح الكارثة» اقترب من رفح صباحاً... وابتعد ليلاً

احتفالات في رفح بعد إعلان موافقة «حماس» على المقترح المصري مساء أمس (رويترز)
احتفالات في رفح بعد إعلان موافقة «حماس» على المقترح المصري مساء أمس (رويترز)
تصغير
تكبير

بعد ساعات عصيبة عاشها قطاع غزة مع بدء الاحتلال فجر الاثنين خطوات تمهيدية لاجتياح رفح، تمثلت بإخلاء المدنيين من بعض المناطق، لاحت بارقة أمل في الليل مع إعلان حركة «حماس» أنها أبلغت مصر وقطر موافقتها على المقترح المطروح من الوسطاء من أجل هدنة في غزة.

وذكرت الحركة، في بيان، أن رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية أجرى اتصالاً هاتفياً مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، ومع مدير الاستخبارات المصرية عباس كامل، وأبلغهما بالموافقة على مقترح اتفاق وقف إطلاق النار، الذي بحثه وفد «حماس» السبت والأحد الماضيين في القاهرة، ثم عاد إلى الدوحة، لإجراء مشاورات مع القيادة السياسية للحركة.

وأضافت أنه «في ضوء الاتصالات الأخيرة مع الإخوة الوسطاء في مصر وقطر»، سيتوجَّه اليوم الثلاثاء «وفد حماس إلى القاهرة لاستكمال المباحثات»، مشيرة إلى أنها «وقوى المقاومة الفلسطينية عازمة على إنضاج الاتفاق، بما يحقق مطالب شعبنا بوقف العدوان بشكل كامل، وانسحاب قوات الاحتلال، وعودة النازحين، وإغاثة شعبنا وبدء الإعمار، وإنجاز صفقة تبادل جادة».

من جهته، قال مسؤول في الحركة لـ«فرانس برس»، إنه «بعد موافقة حماس على اقتراح الوسطاء لوقف النار، الكرة الآن في ملعب الاحتلال الاسرائيلي، ما إذا كان سيوافق على اتفاق وقف النار أم أنه سيعطله».

ارتباك الاحتلال

وبدا جلياً حجم الارتباك في كيان الاحتلال بعد إعلان «حماس» موافقتها على وقف إطلاق النار، والذي ترافق مع احتفالات في بعض أنحاء غزة، إذ نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤولين قولهم إن «حماس» وافقت على مقترح مصري مُعدّل لم يحظَ بعد بموافقة إسرائيل، بهدف إحراجها وإظهارها كطرف متعنّت في المفاوضات، وفي محاولة لإرجاء اجتياح رفح.

لكن «القناة 12» الإسرائيلية ذكرت أن «فريق التفاوض الإسرائيلي تسلم رد حماس من الوسطاء وتجري دراسته للرد رسمياً عليه».

نص المقترح

وينص المقترح الجديد على وضع جدول زمني لوقف إطلاق النار خلال أربعة أشهر، على نحو ثلاث مراحل مراحل.

وسيكون تنفيذ الاتفاق النهائي، على ثلاث مراحل على الأقل وربما يصل إلى أربع مراحل، الأولى مخصصة لإطلاق سراح الإسرائيليات غير المجندات وكبار السن والمرضى على أن يكون عددهم نحو 30، بينما تشمل المرحلة الثانية إطلاق سراح بقية المدنيين الإسرائيليين، وتخصص المرحلة الثالثة لإطلاق سراح العسكريين، وإذا ما كانت هناك مرحلة رابعة، فستكون مخصصة لتبادل الجثث.

وأفادت مصادر مطلعة أن «المقترح يتضمن انسحاب قوات الاحتلال كاملاً من قطاع غزة خلال المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار».

بيرنز

وتزامنت بارقة الأمل الجديدة، مع تمديد مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إي) وليام بيرنز زيارته إلى الدوحة، في إطار الضغوط الأميركية المكثفة لمنع انهيار المحادثات، في حين جرى اتصال بين رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي جو بايدن، عصر أمس، استمر نحو نصف الساعة، ووافقت إسرائيل بعده على إعادة فتح معبر كرم أبو سالم، بناء على طلب أميركي.

100 الف فلسطيني

وبعد هجوم «حماس» على المعبر وسقوط عدد من قتلى جيش الاحتلال، وجدت حكومة نتنياهو الذريعة المناسبة لتعلن البدء «الفوري» بإخلاء نحو 100 ألف فلسطيني في رفح، من إجمالي 1.4 مليون شخص، تمهيداً لاجتياحها.

ووافق المجلس الوزاري المصغّر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت) ليل الأحد - الاثنين، بالإجماع على شن عملية عسكرية على المدينة، التي تُعد الملاذ الأخير للنازحين.

تحذّير مصري

وتوازياً مع رفع مستوى الاستعداد العسكري في منطقة شمال سيناء المتاخمة لقطاع غزة، حذّرت مصر، عبر وزارة الخارجية، من مخاطر أي عملية عسكرية للاحتلال في رفح لما تنطوي عليه من تداعيات كارثية، تهدد حياة أكثر من مليون فلسطيني، مطالبة قوات الاحتلال بضرورة ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتجنب المزيد من التصعيد.

عملية محدودة

ووسط تساؤلات عن المدى الذي يُمكن أن يبلغه جيش الاحتلال في ظل معارضة واشنطن للاجتياح، تحدثت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن عملية محدودة، تسمح لإسرائيل بالعودة إلى طاولة المفاوضات.

وقال المحلل العسكري في موقع «واينت» رون بن يشاي، إن عملية إخلاء المدنيين محدود لسببين: الأول هو «ممارسة ضغوط على (حركة) حماس كي تليّن مواقفها في موضوع المخطوفين، وبعد ذلك التوصل لصفقة (تبادل أسرى) رغم بدء العملية العسكرية»، والسبب الثاني هو «التوضيح لإدارة بايدن أن إسرائيل لا تتصرف بتسرع لشن عملية عسكرية في رفح».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي