رأي

«حنا وين رايحين»... في الكويت؟!

تصغير
تكبير

يتردد على الألسنة محلياً وخارجياً كيف كانت الكويت المثل والمثال في جميع المجالات على مستوى دول الخليج العربي وعربياً لتصبح الآن في المراتب الأخيرة.

وكويتياً، نتباكى على ما حل، مقارنة بالقفزات الآخذة بالظهور في الدول المجاورة والدول الأخرى. ونتحسر ونحن نتحدث عن الماضي.

الآن شبابنا يتحسر، ويتباهى بما يحدث قريباً منا من مشاريع وأهداف وخطط على المدى القريب والمتوسط، عدانا نحن في الكويت، لا مشاريع لا خطط ولا من تصور ولا من أهداف عما سنحققه في خلال الـ5 سنوات المقبلة.

ومن المفارقات ان الكويت تمتلك صندوقاً سيادياً قيمته في حدود تريليون دولار، وتمتلك احتياطاً كبيراً من النفط ويفوق أكثر من 50 عاماً عند المعدل الحالي من الإنتاج الخام (3 ملايين برميل) في اليوم الواحد. وعدد السكان لا يتجاوز 1.500 مليون نسمة، ونسبة عالية من التعليم والخدمات الصحية قد تكون من الأفضل مع حرية الرأي والصحافة و مجلس أمة ودواوين محاسبة رقابية في جميع مؤسسات الدولة.

لكن رغم كل ما تقدم، لاتزال الكويت تعاني من عدم وجود خطط ذات أهداف إستراتيجية قريبة التحقق أو بعيدة. وعلى سبيل المثال لا الحصر، ما يعانيه سالك الطرق من الحفر والأضرار التي تلحق بالسيارات نتيجة الحصى المتطاير. ولم تحدد الحكومة موعداً لإصلاح شبكة الطرق والتي مضى على تداعيها أكثر من 5 سنوات.

هذا هو الحال اليوم من دون توجه أو حتى مشروع يمكن التطلع إليه من خلق وظائف مثلاً، أو إيجاد رديف مالي يمكن أن يحقق ايرادات مالية سنوياً، على الرغم من تواجد خامات بشرية كويتية يفتخر بعقولها وبأعمالها في الخارج. وكأنه تم وصد أبواب الإبداع أمامها لتحرم الكويت من كفاءات هذه العقول.

وسبب التراجع في الرؤية قد يعود إلى عدم تعمير الحكومات المتعاقبة فترة طويلة في سدة ممارسة مهامها وإجراء 4 انتخابات نياببة في خلال 4 سنوات، لكن هذه المنغصات لا تمنع من وجود رؤية وخطة وطنية واحدة مثلاً لتلافي ما حدث.

وما هو منظور في الواقع، ان البعض يرى وعن قناعة تامة بأنه طالما الرواتب والمعاشات تصله بانتظام ومن دون نقصان، ومع استمرار إمداد العالم بالنفط الكويتي سواءً عند معدل 80 أو 90 دولاراً للبرميل، ولدى الكويت صندوقاً سيادياً يكفي لسنوات طويلة، وبالاستطاعة السفر كل صيف واكتشاف دول جديدة تضاف إلى الـC.V... فلا قلق!

وما يجدر في الدوامة هذه ومقارنة مع الماضي البهيج للؤلؤة الخليج وما آل إليه الحال راهناً، العمل على تسطير مشروع قومي وطني، وإيجاد البدائل عن النفط كمورد مالي (وحيد) للكويت.

وبناء على سمعة الكويت التاريخية في كل الميادين من المؤكد أن معظم دول العالم مستعدة للمشاركة في أي مشروع أو في انجاز المشاريفي الكويت أو في الخطط التنموية.

وبانتظار من قدوم المحرك والدينامو ليخبرنا «حنا وين رايحين».

كاتب ومحلل نفطي مستقل

naftikuwaiti@yaho.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي