سالم الهندي... صُنع في الكويت

صالح الدويخ
صالح الدويخ
تصغير
تكبير

مثلما نتباهى بتاريخنا الثقافي والأدبي والفني والرياضي، أيضاً لنا الحق بأن نفخر بأشخاص وضعوا لأنفسهم مكانة عربية مرموقة من خلال مجالات متعددة عكست دور دولة الكويت في تصدير مخرجات قيادية فذة أثبتت نجاحها وبشهادة الجميع.

سالم الهندي، الرئيس التنفيذي لشركة روتانا للصوتيات والمرئيات، أحد هذه النماذج الذي قاده القدر لأن يتبوأ مناصب عدة حصل عليها باستحقاق. ولولا ميوله الفني منذ البدايات، لوجدناه اليوم محامياً كبيراً أو أحد أعضاء السلك القضائي بعد حصوله على بكالوريوس بتخصص الحقوق.

«بو فواز» نجح في مهمته لأسباب عدة، قد يكون أهمها برأيي سعة صدره وهدوئه المعهود وسماعه للطرف الآخر مهما كان مستوى نجوميته. يعرف تماماً كيف يدير الأمور من خلال مخزون معرفي وخبرة في التعامل الإنساني قبل أن يكون فنياً، لا يجامل في عمله ولديه سرعة البديهة في اتخاذ القرار من دون تعطيل، وهذا شيء بسيط من أشياء كثيرة كانت وراء اختياره ضمن قائمة «أقوى 100 رئيس تنفيذي بالشرق الأوسط» من مجلة «فوربس» العالمية التي كشفتها بنسختها الثالثة.

في كل مرة يحاول البعض إدخال سالم الهندي في نزاعات مع النجوم على أنه الخصم، يخرج منتصراً من دون أن يصرح أو يبرر لمؤيدي أعدائه، اعتاد ألا يراوغ بالكلام ونجده حاسماً عندما يصل الانتقاد لمرحلة الإساءة، هو بالنهاية إنسان معرّض للصواب والخطأ وإن كان بغير قصد، ومن خلال معرفتي به منذ سنوات يحزن عندما تكون الظروف سبباً في قطع علاقته بالآخرين لعدم مرونتهم وتعصبهم.

في عملنا الصحافي، كانت لنا مواجهات عدة مع «بو فواز» في أكثر من قضية فنية، ووجدنا إنساناً متصالحاً مع نفسه، واضحاً في طرحه، يتقبل الانتقاد ولا يكابر في رأيه حين يجد آراءنا في خانة الصواب، فكان قريباً من الجميع ويتعامل بكل احترام مع الصغير قبل الكبير.

سالم الهندي، وعلى مدى ثلاثة عقود مضت، صنع نجوماً وحافظ على نجومية أسماء مهمة، وكان الداعم لأي موهبة تستحق الاهتمام، وهذا ما أظهرته السنوات الماضية والشواهد كثيرة، ولذلك نفخر بأنه صناعة كويتية.

صاحب مواقف كبيرة مع الفنانين، وآخرهم رفيق دربه الفنان عبدالله الرويشد ربنا يشفيه، عندما رافقه إلى ألمانيا ولم يتركه حتى اطمأن عليه، وهناك مواقف أخرى أعرف جيداً لا يريد «بو فواز» أن يعرفها أحد، وإن شاء الله تكون في ميزان حسناته.

عموماً، نبارك للهندي زواج نجله «فواز» غداً، ونتمنى أن يكون «جدو» سالم في أقرب وقت، كما نتمنى أن يهتم بصحته أكثر.

نهاية المطاف: إذا كان مصعد النجاح معطّلاً، فاستخدم السلم درجة درجة.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي