في كلمة ممثل الأمير أمام مؤتمر القمة الإسلامية الخامسة عشرة
الكويت: آن الأوان ليدرك العالم بأن لا استقرار من دون الحل العادل للقضية الفلسطينية
- حذّرنا مراراً من تبعات تعاطي المجتمع الدولي بمعايير مزدوجة
- على عاتقنا جميعاً مسؤولية حماية صورة الإسلام الحقيقية والدفاع عنها
كونا - أكدت الكويت، أن الوقت قد حان ليدرك العالم، بأن لا استقرار أو أمن أو ازدهار في المنطقة، من دون الحل الشامل العادل للقضية الفلسطينية.
موقف الكويت المتجدّد، جاء في الكلمة التي ألقاها أول من أمس، ممثل صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، وزير الخارجية عبدالله اليحيا، الذي ترأس وفد الكويت المشارك في أعمال الدورة الخامسة عشرة لمؤتمر القمة الإسلامية لمنظمة التعاون الإسلامي، في مدينة بانجول عاصمة جمهورية غامبيا.
أخطار جسام
وقال وزير الخارجية إن القمة «تنعقد والأمة الإسلامية تواجه العديد من الأخطار الجسام التي تفرضها ظروف معقدة وحروب دامية وكوارث طبيعية مقلقة تُشكّل جميعها تحديات غير مسبوقة لا تعترف بحدود جغرافية لآثارها وتنذر بمرحلة جديدة مليئة بالتحديات التي لا يمكن لأي دولة بمفردها مواجهتها والتغلّب عليها».
أخطر التحديات
وأوضح أن «أهم هذه التحديات وأخطرها هو استمرار العدوان الذي يتكبّده الشعب الفلسطيني الشقيق على يد القوة القائمة بالاحتلال في الأراضي الفلسطينية وسط عجز مجلس الأمن عن القيام بمسؤولياته ووقوع المجتمع الدولي في فشل فاضح أمام أكبر اختبار للقيم والمبادئ».
وأضاف أن «دولة الكويت حذّرت مراراً من تبعات تعاطي المجتمع الدولي مع القضية الفلسطينية، وفق معايير مزدوجة، وتقاعسه عن إيجاد حل سلمي عادل وشامل ونهائي لهذه القضية، وعدم ردعه إسرائيل السلطة القائمة بالاحتلال من ممارساتها الإجرامية وانتهاكاتها المستمرة».
وأكد أن «هذا التحدي الخطير يستدعي توحيد مواقف الدول الإسلامية ومضاعفة جهودها، من أجل استنهاض مسؤولية المجتمع الدولي نحو وضع حد للجرائم والانتهاكات الإسرائيلية، وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية وتوفير الحماية الدولية للمدنيين، ومساءلة ومحاسبة المسؤولين الإسرائيليين عن الجرائم التي ترتكب ضد الشعب الفلسطيني».
وشدّد على أن «القضية الفلسطينية ستبقى دائما وأبدا الهم الذي يشغل الوجدان العربي والإسلامي، فقد آن الأوان أن يدرك العالم بأن لا مجال أن تنعم المنطقة بالاستقرار والأمن والازدهار دون حل عادل وشامل لهذه القضية المصيرية، بما يحقق تطلعات الشعب الفلسطيني الشقيق وشعوب الأمة الإسلامية بأسرها».
الإسلاموفوبيا
وفي ما يتعلّق بظاهرة الإسلاموفوبيا فقد أشار وزير الخارجية، إلى ما يتعرّض له ديننا الإسلامي الحنيف من حملات متعمدة تهدف إلى النيل منه ومن صورته السمحة ومبادئه، الداعية إلى الاعتدال والسلام وقبول الآخر، إذ «تقع على عاتقنا جميعا مسؤولية حماية صورة الإسلام الحقيقية والدفاع عنها».
وفي ختام كلمته قال وزير الخارجية «يحدونا الأمل بأن نتمكن في اجتماعنا المبارك هذا أن نجمع كلمتنا على الخروج بمواقف موحدة ورؤى مشتركة تمكننا من التغلّب على كل التحديات التي تواجهنا، بما يفضي على دولنا وشعوبنا الأمن والاستقرار والتنمية، وبما يُعزّز مسيرة العمل الإسلامي المشترك».
لقاءات على هامش القمة
التقى ممثل سمو الأمير، وزير الخارجية عبدالله اليحيا، على هامش أعمال القمة الإسلامية، الأمين العام لمنظمة التعاون الرقمي ديمة اليحيى.
وتم خلال اللقاء مناقشة القضايا المتصلة بالتحوّل الرقمي، وتعزيز الشراكة بين الكويت العضو المؤسس في المنظمة، مع باقي أعضاء المنظمة، وأُطر دعم تبادل الخبرات وبناء القدرات في مجالات الاقتصاد الرقمي وتقنية المعلومات.
كما اجتمع اليحيا مع نائب رئيس الوزراء وزير خارجية باكستان محمد دار. وجرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية الوثيقة، وسُبل تعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات وبحث عدد من القضايا محل الاهتمام المشترك والبنود الواردة في جدول أعمال القمة الإسلامية.
كما التقى ممثل صاحب السمو، رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية الدكتور محمد الجاسر، وبحثا أوجه تعزيز التعاون بين الكويت والبنك في مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وأُطر تمتين العمل المشترك بما يدعم مسيرة التقدم والازدهار ويُحقّق التطلعات والأهداف المنشودة والتكامل الاقتصادي الإقليمي.