قطر مُتمسكة بدورها كوسيط نزيه... وجهود أميركية مكثفة لمنع انهيار المحادثات

«وقف الحرب» يصطدم بـ... تعنّت نتنياهو

فتاة مسيحية تلتقط «سيلفي» مع عائلتها خلال احتفال الأرثوذكس بعيد الفصح في مدينة غزة (ا ف ب)
فتاة مسيحية تلتقط «سيلفي» مع عائلتها خلال احتفال الأرثوذكس بعيد الفصح في مدينة غزة (ا ف ب)
تصغير
تكبير

رغم أجواء التفاؤل والحديث عن «مرونة» في موقف حركة «حماس»، خلال مفاوضات القاهرة في اليومين الماضيين، إلا أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المتمسك بمواقفه «المتعنّتة» مازال يعرقل المحاثات، إما بتصريحات مباشرة عن تمسكه بخيار الحرب، وإما خلف الكواليس من خلال الإعلان على لسان موظف ديبلوماسي مجهول أن إطلاق الرهائن لن يثنيه عن اجتياح رفح.

وقبل انتهاء اليوم الثاني من المحادثات بالعاصمة المصرية، جدد نتنياهو، أمس، رفضه مطالب «حماس» بإنهاء الحرب في غزة مقابل إطلاق سراح الرهائن، مؤكداً أن ذلك سيسمح ببقاء الحركة في السلطة ويشكل تهديداً لإسرائيل.

وشدد على أن بلاده ترفض العودة إلى الوضع السابق في غزة، «ما يسهل على كتائب حماس الخروج من مخابئها، والسيطرة على السلطة في القطاع مجدداً، وإعادة بناء بنيتها التحتية العسكرية».

وقال إن «إسرائيل لن تقبل شروطاً تصل إلى حد الاستسلام، وستواصل القتال حتى تحقيق أهداف الحرب»، إلا أنه أشار في الوقت ذاته إلى أن إسرائيل مستعدة لوقف القتال موقتاً في غزة مقابل إطلاق سراح الأسرى.

ونقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» عن صحافيين أن نتنياهو يصدر بيانات ضد إبرام «الصفقة»، تحت غطاء مسؤول ديبلوماسي مجهول لا يمثل وجهة نظر المجلس الوزاري.

وأوضحت أن المسؤول الذي لم يكشف عن اسمه وهدد بدخول رفح رغماً عن أي اتفاق هو نتنياهو نفسه، حيث يحاول إيهام الرأي العام في الداخل والخارج بأن هناك إجماعاً على مسألة التصعيد العسكري ضد «الصفقة».

بدورها، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أن إسرائيل تسلمت من الوسطاء رد «حماس» على مقترح الاتفاق.

وإلى الدوحة، غادر مدير وكالة الإستخبارات المركزية الأميركية «سي آي إي» وليام بيرنز القاهرة، مساء أمس، لعقد اجتماع طارئ مع رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن، بهدف «ممارسة أقصى قدر من الضغط على إسرائيل وحماس لمواصلة المفاوضات».

وبالتزامن، ذكرت «حماس»، أن وفدها غادر القاهرة إلى الدوحة للتشاور مع قادة الحركة على أن يعود للعاصمة المصرية خلال يومين.

وأكدت أن الوفد «سلم الوسطاء في مصر وقطر رد الحركة، حيث جرت معهم نقاشات معمقة وجادة»، مؤكدة موقفها الإيجابي والمرن، وأن الأولوية هي وقف العدوان الإسرائيلي.

وقال رئيس المكتب السياسي لـ«حماس» إسماعيل هنية إن الحركة «مازالت حريصة على التوصل إلى اتفاق شامل ومترابط المراحل ينهي العدوان ويضمن الانسحاب ويحقق صفقة تبادل جدية للأسرى».

وحمَل هنية نتنياهو مسؤولية «اختراع مبررات دائمة لاستمرار العدوان وتوسيع دائرة الصراع وتخريب الجهود المبذولة عبر الوسطاء والأطراف المختلفة».

وفي السياق، قالت مصادر ديبلوماسية لـ«الجزيرة نت»، أمس، إن قطر أكدت أنها لن تقبل أن تتحول لأداة ضغط على أي طرف، وأنها تلتزم في الوساطة الحالية بين «حماس» وإسرائيل بالحفاظ على دورها كوسيط نزيه.

وأشارت إلى أن الدوحة أكدت أنها لا تفرض نفسها على الأطراف المتنازعة، ولا يمكن لها أن تتولى أي وساطة إلا إذا طلبت منها الأطراف ذلك، بما فيها الوساطة الحالية بين «حماس» وإسرائيل، مضيفة أنها لا تسمح بأي إملاءات من أي طرف يؤثر في نزاهة دورها.

وأضافت أن الوساطة القطرية أزعجت بعض الأطراف التي عملت على انتقادها والهجوم عليها في سبيل الضغط عليها لتتحول من وسيط نزيه موثوق إلى أداة ضغط على طرف، وهو ما لم تعهده قطر في الوساطات السابقة التي نجحت في التوسط فيها بأكثر من ملف دولي وإقليمي على مدى السنوات الماضية، بما فيها الملف الفلسطيني.

ميدانياً، قتل جنديان إسرائيليان وأصيب آخرون في هجوم بقذائف المورتر شنته «كتائب القسام» الذراع العسكرية لـ«حماس»، على قاعدة للاحتلال قرب معبر كرم أبوسالم في رفح أقصى جنوب غزة.

وبعد الهجوم، أغلق الجيش المعبر أمام شاحنات المساعدات، في حين طالب عضو الكنيست أفيغدور ليبرمان، بإغلاق المعابر «فوراً».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي