«(ساحرة الشمال) جمعت كل عناصر الفرجة والإبهار»

عبدالله المسلم لـ «الراي»: استمتعت بالطيران فوق الجمهور... في أضخم عرض مسرحي

تصغير
تكبير

- «خطوات الشيطان»... أولى تجاربي في الإخراج... وأهمها

أعرب الفنان عبدالله المسلم عن سعادته بالإقبال الجماهيري الكبير على مسرحية «ساحرة الشمال» التي تتواصل يومياً بواقع 3 عروض على خشبة نادي القادسية الرياضي، مؤكداً أن جميع العروض «Sold Out» منذ انطلاقتها في عيد الفطر وحتى يومنا هذا.

وأوضح المسلم في حوار مع «الراي» أن تفاعل وإقبال الجمهور على المسرحية يأتي من باب الثقة المترابطة بينه وبين «مسرح السلام»، مشيراً إلى أن «ساحرة الشمال» حققت الـ«ترند» نظراً لضخامة إنتاجها، وثرائها التقني والفني وفخامة مضمونها، «لا سيما وأن قصتها من وحي التراث العربي، ولكنها تُطرح بأسلوب مُعاصر، وبمعايير عالمية».

وتطرّق إلى أهم التقنيات التي يتضمنها العرض، ومنها الطيران فوق الجمهور، والتي قال إنها تجربة ممتعة، رغم خطورتها، مؤكداً أن المسرحية جمعت كل عناصر الإبهار المسرحي.

• كيف وجدت إقبال وتفاعل الجمهور مع مسرحية «ساحرة الشمال»؟

- في البداية، نشكر الجمهور على هذه الثقة المترابطة والمتجذرة بيننا، وبالأخص ثقته بالفنان الدكتور عبدالعزيز المسلم، فبمجرد طرح اسم مسرحية «ساحرة الشمال» واسم مؤلفها ومخرجها، قبل طرح «البوستر» الرسمي الخاص بها أو الإعلان عن اسم أي ممثل، كانت العروض اليومية «Sold Out»، وهذا يدل على الثقة الكبيرة بما يقدمه «مسرح السلام» من أعمال ذات قيمة كبيرة وبمعايير عالمية، حيث بلغ عدد من حضروا العروض حتى هذه اللحظة أكثر من 40 ألف متفرج، علماً أن العروض مازالت مستمرة والإقبال عليها في تزايد مستمر. هذا التفاعل الجماهيري ليس غريباً على أعمال الوالد، فالعروض حازت «ترند» عاليا جداً، وبالرغم من ضخامة العرض الواحد، إلا أننا نقدم 3 عروض يومياً، ومع ذلك يواجه البعض صعوبة في حجز التذاكر في اليوم نفسه، وبالتالي يضطر الكثيرون إلى الحجز المبكر لعروض مقبلة.

• ما دورك في المسرحية؟

- أجسد شخصية «بو غانم»، وهو تاجر ولد تاجر، متزوج من 3 حريم ويلجأ لساحرة الشمال للزواج من الرابعة. أحببت الدور كثيراً وشعرت بأنه «لايق» عليّ، خصوصاً وأنه يروي قصة بدوي يتحدّث باللهجة النجدية، ولذلك تعجبني هذه النوعية من الأدوار الصعبة التي أجد فيها نوعاً من التحدي مع الذات، كما تعد شخصية «بو غانم» الأقرب إليّ، بعد شخصية «بو جن» في مسرحية «السحر الأسود».

• برأيك، ما الذي يميز «ساحرة الشمال» عن غيرها من الأعمال السابقة لمسرح السلام؟

- «ساحرة الشمال» جمعت كل عناصر الفرجة والإبهار المسرحي في العالم، من إضاءة، و«هولوغرام» بالإضافة إلى 3 دوائر على خشبة المسرح تعمل لوحدها لتحريك قطع الديكور بالدخول والخروج، فضلاً عن طيران الممثلين من غير أسلاك، ومجاميع الألعاب الخطرة من جنوب أفريقيا، وجوقة «الطبول» من تنزانيا، وكذلك لدينا «قروب» استعراضيين من الفيلبين إلى جانب الاستعراضيين من الكويت، ولذلك تتميز المسرحية بضخامتها إنتاجياً وفنياً، بحيث أن هناك أكثر من 150 شخصاً يعملون بدأب على تشغيلها يومياً، ناهيك عن القصة الحقيقية المستوحاة من التراث العربي والتي تدور أحداثها في العام 1933، ولذلك يأتي هذا العمل بشكل مُغاير عمّا قدم في السابق، للأسباب السالف ذكرها، ولنواحي الاكسسوار والديكور والمكان والزمان، وتعدد اللهجات، والاحترافية في الاستعراض.

• حدثنا عن أهم التقنيات والخدع الموجودة في «ساحرة الشمال»؟

- لعلّ تقنية الدوائر التي تم ذكرها في السؤال السابق، تعد إحدى أهم التقنيات الموجودة في العرض، حيث تم استحضارها من العاصمة البريطانية لندن، ناهيك عن تقنية «الهولوغرام»، وهي الصورة ثلاثية الأبعاد التي تظهر على الخشبة ليراها الجمهور كما لو أنها حقيقية، وكذلك تقنيات أخرى مثل الطيران من غير سلك، والدخان. بالنسبة إليّ، أعتبر أن تقنية الطيران فوق الجمهور من أهم التقنيات على الإطلاق، وهي في حد ذاتها تمنحك شعوراً جميلاً للغاية، وأنت ترى الجمهور كله من الأعلى، وهو يراك طائراً فوقه، وهذه الخدعة أقوم بها 3 مرات في كل عرض. هذا إلى جانب مشهد العاصفة، حين تتحرك المراوح العملاقة لتدفع الممثلين في مشهد متقن يبدو كما لو أنه حقيقي.

• هل تُعتبر هذه المسرحية الأضخم إنتاجاً على المستوى العربي؟

- بكل تأكيد، فالذي يزور كل المسارح الموجودة حالياً سيدرك على الفور أن عملنا هو الأضخم إنتاجاً وبجدارة. وأنا لا أتحدث فقط عن الأزياء والديكورات والاكسسوارات والتقنيات، بل هناك العديد من التفاصيل الصغيرة التي نهتم بها، ولن أكون مبالغاً إذا قلت إن «ساحرة الشمال» لو عُرضت في مسارح «برودواي» في نيويورك أو الـ «بيكاديلي» في لندن لدخلت المنافسة بقوة، ونحن لا نقلّ عن العروض العالمية المتنافسة في تلك المسارح.

• ماذا عن تجاربك الإخراجية، على غرار توليك لمهمة الإخراج في مسرحية «خطوات الشيطان»؟

- «خطوات الشيطان» هي أولى تجاربي في الإخراج وأهمها، وأفتخر بأنني كنت قائد العمل مع أبطال لهم ثقلهم مثل الفنان الدكتور عبدالعزيز المسلم والفنانة الراحلة انتصار الشراح، وغيرهما. وهذه التجربة تعني لي الشيء الكثير، ولاتزال عالقة في أذهان جمهوري، الذين يطالبونني دوماً بتولي مهام الإخراج في أعمال مقبلة، ولكنني أترك هذا الأمر لوالدي «تاج راسي» في حال قرر أن أخرج له عملاً العام المقبل، وإذا لم يكن هناك عمل في مسرح الرعب، فإن طموحي هو إخراج عمل في المسرح الغنائي الاستعراضي للـ «Teenager».

«النهج نفسه»

بسؤال المسلم عما إذا كان سيسر على نهج والده، لناحية الاستمرار في مسرح الرعب، أجاب «نهج الوالد ناجح جداً، ومؤثر على مستوى العالم العربي، وبالتأكيد سأسير على النهج نفسه، سواء في مسرح الرعب أو المسرح الكوميدي أو مسرح الطفل».

وأضاف «النهج لا يختص فقط بنوع معين من المسارح، ولكنه يتعلّق بتقديم رسالة واضحة وهادفة في العمل المسرحي، بحيث أن المتلقي يجد الفائدة والمتعة معاً»، مشيراً إلى أنه «على سبيل المثال، في (ساحرة الشمال)، استفاد الجمهور من الناحية الإنسانية، خصوصاً أن كل تذكرة تم حجزها، ذهب جزء من قيمتها لمشروع بناء مسجد ومركز إسلامي في الدول الفقيرة التي يكثر بها الجهل والدجل، وهذا ما يتوافق مع مضمون العمل الذي يستهدف خزعبلات الجهل والشعوذة».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي