رغم إنجاز النص «بسرعة البرق»

رشا شربتجي لـ «الراي»: «خلطة سحرية» وراء نجاح «ولاد بديعة»

تصغير
تكبير

نجاح كبير حققه المسلسل السوري «ولاد بديعة» فاجأ الجميع، وكان معه من بين الأكثر مشاهَدة عربياً، حتى انه تفوّق على أعمال أخرى متكاملة نصاً وإخراجاً وتمثيلاً وإنتاجاً، وكان لمخرجته رشا هشام شربتجي، التي تُعتبر من أهم نجوم الإخراج عربياً، دور أساسي في هذا النجاح الذي شارك فيه أيضاً كل عناصر المسلسل.

شربتجي تحدثت لـ «الراي» عن ظروف نجاح وتصوير هذا المسلسل، عن مكانتها الإخراجية وموقعها وعن وضع الدراما:

• ما الخلْطة السحرية التي توافرت في «ولاد بديعة» ولم تتوافر في سواه من الأعمال؟

- الخلْطة السحرية هي مجموعة نجوم محبوبين عند الناس، وشخصيات مكتوبة بذكاء، وحالة من الصدمة موجودة دائماً ترافقها في الوقت نفسه حالة السخرية والطرافة المبطّنة مع قسوة الشخصيات وحدّة في النص الذكي، وشركة إنتاج سخية، ومُخْرِجة تتحلى بشيء من الضمير، ومدير تصوير فنان، ومونيتور مجنون، وموسيقى جميلة. كل عناصر العمل أعطوا المسلسل من كل قلبهم، من دون إغفال منتج فني حريص ومخرج منفذ مميّز.

• وكيف استغللتم «السوشيال ميديا» (وهذا حقكم) لدعم «ولاد بديعة»؟

- بالنسبة إلى استغلال «السوشيال ميديا»، فنحن لم نستغلّها، بل العكس تماماً. لا شك أنها دعمتْنا وعرفْنا محبة الناس من خلالها، ولكن هناك أناساً فيها استغلوا واستفادوا من نجاح المسلسل كي يحققوا التواجد.

• في رأيكِ، هل ساهم أداء الممثلين المميز لأدوارهم في التعويض عن بعض الثغرات في المسلسل؟

- كل عمل له ظرفه. ونحن نتعلّم من كل عمل. وفي الأساس لا يوجد مسلسل متكامل نصاً وإخراجاً وموسيقى. ولا يمكن الوصول إلى الكمال في أي عمل، ونحن نستخلص من كل تجربة جديدة. ولكن أحبّ أن أنوّه أن علي وجيه ويامن الحجلي كانا بطلين لأنهما استطاعا أن يقدّما نصاً بهذه السوية الذكية والجيدة جداً في وقتٍ قياسي، لأنه كان يُفترض أن يُقدم العمل في السنة المقبلة ثم قررنا فجأة أن يكون لهذا العام، ولذلك قاما بإنجاز النص بسرعة البرق، ولم يكن لديهما القدرة والوقت للشغل على التفاصيل. ومع أن المسلسل نجح كثيراً بالرغم من هذه الظروف، فلا شك أن النتيجة كانت ستكون بعد أكثر من رائعة لو كانا يملكان وقتاً أكبر. لا يوجد عمل لا يخلو من الثغرات، والعمل المختلف والمميز هو الذي تكون شخصياته مميزة. وسبق أن قلتُ هذا الكلام أكثر من مرة وأعيد وأقول إن النص الذي يلفتني والذي أوافق عليه هو النص الذي ترافقني شخصياته وأتذكرها عندما أستيقظ صباحاً وليس أحداثه.

• كنجمة في عالم الإخراج، كيف تتقاطع تجربتك مع تجربة المخرج محمد سامي، خصوصاً أنكما المخرجان الأكثر إثارة للجدل؟

- شكراً على وصفي بنجمة إخراج، ولكنني مع كل عمل جديد أشعر بأنني أخطو خطوة جديدة ولا أشعر أبداً بالكمال، بل بأنني يمكن أن أكون أفضل وأن هناك أشياء لا تزال تنقصني وأنه يجب أن أشتغل على نفسي أكثر كي أظل موجودة ومحل ثقة الناس. وبالنسبة إلى محمد سامي، فهو من المخرجين الذين يملكون الوصفة السحرية لإثارة الجدل ولكن ليس عن عمد، إلا أنه يعرف كيف يصل إلى قلوب الناس وكيف يرسم دراما ذكية وقريبة من القلوب وكيف يرسم شخصيات عمله. وكلنا اجتمعنا العام الماضي على مشاهدة مسلسل «جعفر العمدة» وكنا ننتظره ونترقب أحداثه على أحرّ من الجمر من حلقة إلى أخرى. محمد سامي قريب من الناس وذكي، صورته جميلة وايقاعه جميل، وكذلك حركة كاميرته، كما انه يهتم بكل التفاصيل. هو مخرج رائع وأتمنى له التوفيق، ولكنني لم أتمكن هذه السنة من مشاهدة مسلسل «نعمة الأفوكادو» بسبب انشغالي بتصوير «ولاد بديعة» وسأفعل ذلك عند أول فرصة.

• كيف تردّين على مَن انتقدوا العنف في أعمال رمضان هذه السنة بمَن فيهم صنّاع الدراما أنفسهم؟

- لطالما كانت هناك أعمال رومانسية وأعمال من نوع الأكشن وأعمال تراجيدية وأعمال صادمة. وبالنسبة إلى الانتقادات أريد أن أسأل: ألم يكن هناك عنف في مسلسل «شوق» ونقْل لواقع السبايا وكيف كانت تتصرف داعش والجماعات المسلّحة مع الفتيات! هذا أيضاً نوع من أنواع الدراما.

• في رأيك ما الأسباب التي جعلت المُشاهِد يعكف عن مشاهدة أعمال لأهمّ النجوم المشهود لهم بالجماهيرية ويترقب الجمهور أعمالهم؟

- في الأيام الأولى لشهر رمضان يقرر المشاهد أي عمل سيتابع لمن يفضّل من المخرجين أو الممثلين، ثم يقرر هل يواصل المتابعة أم لا. ولذلك، أقول دائماً إنه يفترض أن نعمل على جذب المُشاهد عند عرض أول حلقتين منه، وإلا فإنه يتخلى عن العمل ويدير ظهره له وحتى لو كان يحب صنّاعه، ويبحث عن غيره.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي